يستقبل المغتربون السودانيون الشهر الكريم ببعض العادات المتعارف عليها في موطنهم الأصلي ويستغلون تلك الفرصة لإحيائها في رمضان، ومن أهم ما يميزهم الإفطار الجماعي وكثرة التهادي بين الناس، ويكون ذلك بإرسال الطعام والشراب قبل المغرب بين الأُسر، ويقبل الأغنياء من الفقراء هداياهم وأطعمتهم، لئلا يشعرونهم بالحرج في قبول ما يرسلونه لهم.
ويبدأ يومهم بعد السحور وسط الأسرة أو مجموعة من الأسر، حيث يمضي الكثير أوقاتهم خلف شاشات التلفزيون، وأيضاً النوم حتى وقت الظهيرة، وعند البعض قد يستمر النوم إلى الساعة الثانية بعد الظهر، ومع حلول موعد الإفطار يتم شرب (الآبريه) ويُعرف بـ (الحلو - مر) وهو شراب يروي الظمآن، ويقضي على العطش و(الآبريه) عبارة عن ذرة تنقع بالماء حتى تنبت جذروها، ثم تُعرَّض لأشعة الشمس حتى تجفَّ، ثم تطحن مع البهارات،وتعجن وتوضع على هيئة طبقات في الفرن حتى تنضج، ويستعد الناس عادة لتحضير هذا الشراب قبل رمضان بأشهر، فإذا جاء الشهر الفضيل تقوم النساء بنقعها بالماء فترة حتى يصبح لونه أحمر، ويفطر عليه الصائمون، فيشعرون بالارتواء بعد العطش والظمأ طوال النهار، ويسمى الإفطار الرمضاني بـ«شراب الموية”، ربما لسخونة الأجواء التي تحتم أن يتناول الناس الماء البارد والعصائر بكثرة. ومن المشروبات المشهورة عند السودانيين في هذا الشهر الكريم شراب يُصنع من رقائق دقيق الذرة البيضاء، حيث تطهى على النار، ويُعمل منها مشروب أبيض يُعرف بـ (الآبري الأبيض) له خاصية الإرواء والإشباع، إضافة إلى شراب (المانجو ) و(البرتقال) و(الكركدي) و(قمر الدين )...إلخ.
وتُقام المائدة الرمضانية السودانية على بسط من سعف النخيل مستطيلة الشكل، يصطف الناس حولها صفين متواجهين. ويبدأ الإفطار بتناول التمر ثم (البليلة) وهي عبارة عن الحِمّص،مخلوط مع أنواع أخرى من البقول المسلوقة، ومضاف إليها التمر، وهو طعام لا غنى عنه عند الفطور، وتلي ذلك الوجبات العادية، وأشهرها (الويكة) وهي نوع من البامية مع العصيدة وهناك أيضا طعام يسمى (ملاح الروب) وهو عبارة عن لبن رائب ممزوج بقليل من الفول السوداني، وعقب الإفطار تبدأ صلاة التراويح التي يحافظون عليها في المساجد وتنتشر عادة السهر لوقت متأخر من الليل.