كتب - فهد بوشعر:

الرياضة هي حلقة وصل بين جميع طبقات الإنسانية يشارك فيها الغني والفقير، المعلم والمهندس والطبيب...إلخ، كلهم يلتقون في ميدان واحد بأجناسهم وأديانهم لتحقيق هدف مشترك هو الالتقاء لتقوية الروابط الإنسانية والعلاقات البشرية لا التفرقة والعنف والسب والشتم.

فقد طفت على الساحة الرياضية في الآونة الأخيرة ظواهر غريبة وعجيبة لا تمت للرياضة بصلة من أي جانب من جوانبها، فللرياضة مفاهيم وأهداف وفلسفة ثابتة يجب التقيد بها وهي أن تبتعد عن كل ما يجعلها تنحرف عن مسارها الذي خلقت لأجله.

وفي الآونة الأخيرة بدأت الرياضة تنحاز وتنحرف عن مسارها الصحيح بشكل واضح وجلي للجميع فالأحداث التي نشاهدها سواء عند حضور المباريات أو عبر وسائل الإعلام الرياضية أو حتى ما نقرأه في الصحافة من أحداث يندى لها الجبين بين اللاعبين. فغالباً ما تكون هذه الأحداث في المباريات الحساسة أو المباريات التي تجمع قطبي لعبة معينة في بلد معين وما أكثرها في ملاعبنا المحلية، حيث كان آخرها نهائي كرة السلة بين فريقي المحرق والأهلي، ففي الجولة الثانية من اللقاء النهائي التي صاحبتها أحداث يخجل أن يسردها أي شخص حضر اللقاء كما حصل في الجولة الأخيرة عندما حاول أحد لاعبي الأهلي الاعتداء على الحكم السعودي المتميز في إدارة اللقاء، ومن قبلها أحداث مسابقات كرة اليد من دوري وكأس، والشتائم التي تلقى من كل حدب وصوب سواء من اللاعبين أو الجماهير.

غياب العقوبات الرادعة نتيجة للتعامل مع كل موقف على حدة وفق أهواء البعض وأمزجتهم والتعامل وفق الانتماءات في لجان العقوبات والانضباط بحيث أن كل عضو يحابي ناديه ويقسو على منافسه، يجعل من موضوع الخروج عن النص الرياضي -سواء بالاعتداء الجسدي أو اللفظي- أمراً طبيعياً لدى البعض ويضمن تفسير القانون واللائحة لمصلحته في حين تفسر ضد البعض الآخر في بعض الحالات، فترى من يتلفظ بألفاظ خارجة عن الروح الرياضية يوقف لثلاث مباريات بينما تصل عقوبة غيره إلى موسم كامل أو أكثر والسبب هو المحاباة في التعامل وفق الأهواء والانتماء، فلو كانت العقوبات ثابتة في اللوائح دون فتح المجال للاجتهادات غير المقبولة والتي يعلمها الجميع.

وحول هذه الظاهرة قام “الوطن الرياضي” بعمل استطلاع للرأي لبعض المحللين والمدربين المحليين وكانت آراؤهم متقاربة إلى حد بعيد.