إعداد - علي راضي:
توقع كتّاب عرب مزيداً من التصعيد وممارسة العنف في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية وفي مملكة البحرين من قبل أذناب الفرس وعملاء إيران خاصة كلما اقترب موعد الحسم وسقوط طاغية الشام المجرم بشار الأسد، وقالوا: إن سقوط الأسد سيفشل مشروعاً إيرانياًَ في التوسع الإقليمي ظلت طهران تخطط له لعشرات السنين، وهو ما يفسر أحداث العنف المتزايدة من المعارضة المتطرفة في البحرين والقطيف بالسعودية، انطلاقاً من أن هؤلاء ينفذون أجندة إيرانية.
وأيد الكتّاب العرب الإجراءات السعودية والبحرينية الأخيرة في إلقاء القبض على مثيري الفتنة في البلدين وتنفيذ القانون على المحرضين وخصوا بالذكر نمر النمر في السعودية ونبيل رجب في البحرين، وقال أحدهم: حسناً فعلت الرياض والمنامة لكشف الاوكار الارهابية لأذناب الفرس وعملائهم في البحرين والقطيف وتوقع الكتاب العرب أن تضحي إيران بعلاقتها بحزب الله في لبنان عقب سقوط نظام الأسد وذلك استجابة للضغوط الدولية عليها وتحقيقاً لمصالحها العليا، واعتبروا أن ذلك سيكون رسالة وعبرة لمن لا يعتبر من الخونة وكل من استعدوا أوطانهم وخضعوا لأجنــدة إيران ونفذوا مخططاتها على حســاب شركائهم في الوطن.
أذناب فارس في البحرين
وتحت عنوان أذناب بلاد فارس في القطيف والبحرين، ذكر عبد الله الهدلق في صحيفة (الوطن) الكويتية أن قوات الامن السعودية ألقت القبض على الارهابي نمر باقر النمر لاثارته الفتنة في بلدة العوامية في محافظة القطيف وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أن عدداً محدوداً من مثيري الفتنة تجمعوا في بلدة العوامية إثر القبض على مثير الفتنة نمر باقر النمر، وأن قوات الأمن لن تتهاون في التعامل مع من أساءوا إلى مجتمعهم ووطنهم، وجعلوا من أنفسهم أدوات في إيدي أعداء الوطن والأمة.
وكشف الهدلق أنه عندما يتحدث اللواء منصور التركي عن أعداء الوطن والأمة فإنه يعني – بلا شك – بلاد فارس (إيران) ونظام حكمها الفاشي الزرادشتي المستتر بالدين، لأنهم رعاة الإرهاب العالمي، والخطر المحدق بمنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط؛ لذا فقد شدد وزير الداخلية السعودي الأمير أحمد بن عبدالعزيز ونظيره البحريني الفريق الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة خلال لقائهما في جدة على أهمية التنسيق بين الأجهزة الامنية في البلدين لمكافحة الارهاب، والتعاون في مجال التصدي للجرائم الإلكترونية، وكشف الأوكار الإرهابية لأذناب الفرس وعملائهم في كل من البحرين والقطيف، وتعقبهم والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة تحقيقاً لمبدأ أن أمن البحرين هو أمن السعودية، وإن التواجد الأمني هدفه بث الأمن والطمأنينة لدى جميع المواطنين والمقيمين، وإن أي تصرف مخالف للقانون ستتم مواجهته بالنظام والقانون.
الإرهابي نبيل رجب
وأضاف الهدلق: وحسناً فعلت السلطات البحرينية باعتقالها الإرهابي المثير للفتنة نبيل رجب، وحلها لـمنظمة العمل الإسلامي!! الموالية لإيران الفارسية، فقد قررت المحكمة الإدارية في مملكة البحرين حل تلك المنظمة الإرهابية المثيرة للفتنة لانتهاكها لقانون الجمعيات، وتلقيها أموالاً من إيران، وتبنيها لأيديولوجيات فارسية تدعو إلى العنف بشكل علني، وتعتبر تلك المنظمة الإرهابية فرعاً من حاضنة الإرهاب والفتنة حركة الوفاق الفارسية التوجه والتمويل والانتماء.
وبما أن الجزاء من جنس العمل فقد اضطرت بلاد فارس (إيران) تحت وطأة العقوبات الغربية الصارمة إلى اتخاذ إجراء آلمها كثيراً تمثل في اغلاق آبار كثيرة في حقولها النفطية الشاسعة، الأمر الذي خفض الإنتاج إلى مستويات لم يبلغها منذ أكثر من عقدين وأفقد طهران مئات المليارات من عائداتها النفطية. من يزرع الشوك يجن الجراح.
وأوضح الهدلق أن النظام الفارسي الفاشي الزرادشتي الحاكم في طهران يهدد كل من يعتمد تسمية الخليج العربي ويروّج ذلك النظام لتسمية الخليج الفارسي!!، وعندما كان مجلس الأمة الكويتي عربي المولد والنشأة والانتماء كانت تسمية الخليج العربي أكبر أولوياته واهتماماته التي أصر عليها، ولكن المجلس النيابي اليوم مخترق، وتملى على بعض أعضائه إملاءات لا تخدم القومية العربية بل تقلل من خطر الأطماع الفارسية وتستهزئ وتسخر ممن يثيرها، فمتى يعود لنا أمثال نواب مجلس 1972م؟ الجواب نواب المجلس نتاج ناخبيه!
الشومة للرد على دومة
وفي صحيفة اليوم السابع المصرية رد على صالح الضريبي على مقال للكاتب أحمد دومة، قال فيه إنالشومة هنا مجاز للقلم الذى ارتأى الأخ الكاتب أحمد دومة – مع خالص تقديري لشخصه – أن يضرب به ظهر البحرين دون وجه حق في مقاله الأخير بجريدة اليوم السابع بتاريخ 10 يوليو 2012، تحت عنوان أمن الخليج.. أم أمن إسرائيل؟. ولعلمي بأن الشومة تستخدم للدفاع عن النفس، فأجدني من باب أولى أن أتقي بشومتي – بقلمي – شومة الأخ أحمد لأبعد ما يمكن إبعاده عن ظهر البحرين كيلا يُتعمد زيادة جراح وطني، بكلام مُرسل ليس له إلا قول العرب ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة.
وأضاف الضريبي :ليت الأخ أحمد في بداية سطر مقاله وضع كلمة ثورة موضعها الصحيح بين قوسين عوضاً عن وضعه الخاطئ لما بعدها البحرين بين قوسين، لكفانا بذلك شر القتال بالشوّم – لا أدرى إن كان هذا هو الجمع الصحيح لشومه! – وأن أكون له من اللوّم. نعم، فـثورة هنا هى مجال للتندر لشيء غير موجود في الواقع أو المنطق، فعلى وجه القياس أن نقول ثورة، هي أنثى الثور!!.
الثورة الطائفية
وتساءل الضريبي أيعقل أن نضع ما حدث في مصر الحبيبة وما حدث في البحرين موضع الند للند ثورياً؟!، وبعيداً عن كل الفروقات العديدة والمستحيلة في الحالتين، يكفيك في ذلك بُعد الأغلبية الشعبية، بين ملايين المصريين الشرفاء على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وتوجهاتهم وطبقاتهم ممن خرجوا طواعية وحباًً وكرامةً لمصر (ولن أنسى ما حييت منظر حراسة آلاف الأقباط لمداخل ميدان التحرير لحماية المصلين المسلمين من بلطجية النظام البائد)، وبين آلاف المتطرفين الشيعة – وأقولها هنا بالفم المليان المتطرفين من الشيعة فقط – الذين خرجوا حاملين لافتات حملت شعارات على غرار يا لثارات الحسين، والموت لآل خليفة، والموت لأحفاد يزيد، حتى خيل لي حينها بأن ابن زياد قد بُعث في البحرين من جديد!! ناهيك عن صورٍ كصور الخميني والسيستاني.. وغيرهم ممن تكفيك الصورة عندها عن ألف كلمة تقال في خلو جعجعتهم من أي طحين شعبي، وإن تسألوني عن مصدر ما ذكرت، فلي حق الشهادة - وأنا مسؤول عنها أمام الله سبحانه وتعالى - كوني مواطن بحريني بسيط لا يمتُّ بصلة لا من قريب أو بعيد للسلطة في البحرين، إنما قد عانى من العبث المذكور، ولكم أن تراسلوا جهة محايدة كجمعية المصريين بالبحرين – ولها منتدى في شبكة الإنترنت – للتأكد مما ذكرت وأكثر من ذلك، أما القائمون على هذا الحراك المتطرف، فيكفى وصفهم بالمعارضة المعلبة التي انتهت مدة صلاحيتها منذ تاريخ انتمائها لأجندة خارجية غير وطنية. وهو التاريخ الذي يعرفه كل مواطن أو مقيم شريف في البحرين أو محب للبحرين من خارجها.
الوجود الأمريكي بالبحرين
أما ما ذُكر في مقال الأخ أحمد من وجود أمريكي في البحرين على شكل قواعد لها، فأقول بلى هناك وجود أمريكي يتطلبه البعد الجيوسياسي للبحرين، وبُعد اقتصادي منذ الخمسينيات على وزن الساعة من وقتها بكذا دولار والحسّابة البحرينية بتحسب، أي تأجير أراضٍ للأمريكان (وأتحدى دول كثيرة عربية كانت أم أجنبية تتواجد بها أساطيل أمريكية أن تتحصل من أمريكا على مليم واحد)، وأتحدى أحدهم أن يُثبت انطلاق حملة أو غارة أمريكية من موقع قاعدتها بالبحرين على من استهدفت من المسلمين أو العرب، بل إني سأورد فقرة مترجمة من موقع موسوعة وكيليكس النرويجية، تذكر فيه: (.. بأن الشيخ سلمان بن حمد الخليفة (حاكم البحرين 1942 – 1961م) - جد الملك الحالي -، سمح لبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية باستخدام الموانئ البحرينية إبان الحرب العالمية الثانية، ولكن حين الضلوع البريطاني في العدوان الثلاثي على مصر قطع عن بريطانيا أي مدد لوجيستي من البحرين، بل وقطع أي علاقة تربط البحرين بقوى غربية آنذاك، لدعم الصمود المصري وقتها).
علاقات مصرية - بحرينية
وأضاف الضريبي :وعلاوة على ذلك حملات التبرع التي أطلقها حكام البحرين بتناوبهم تاريخياً، للمجهود الحربي المصري إبان العدوان الثلاثي، وحربي 67 و 1973. وهم أنفسهم الحكام ممن ينحدرون من نفس العائلة الحاكمة حتى يومنا هذا، والتي اتهمها الأخ أحمد في مقاله بالعمالة للمشروع الصهيو – أمريكي! ناهيك عن الموقف المشرف والمعروف للجارة السعودية عبر قيام الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، من قطع إمدادات النفط عن أمريكا والغرب، لعيون مصر وأكتوبر 1973. وليس ما ذُكر من باب المِنة، بل هو كان أقل الواجب حول نصرة الأخ لأخيه. وهو البعد التاريخي الذي قطعاً يعرفه الدكتور أحمد فهمي، رئيس مجلس الشورى المصري، وما جاء على لسانه خلال استقباله لوفد بحريني مؤخراً – الذي لم يرقَ لذائقة الأخ أحمد دومة – حول أن أمن البحرين وعروبتها هي والخليج خط أحمر، لدليل جلي على ذلك.
عبدالناصر والشاه
وآخر قبل أخيراً، لا يُنكر التدخلات والمطامع الإيرانية في الخليج عموماً والبحرين على وجه الخصوص سوى جاهل بالحقائق. ويكفيني التدليل على ذلك بموقف أبو الثورات العربية، الزعيم جمال عبدالناصر، رحمه الله، من شاه إيران في الستينيات عندما قال له بالحرف الواحد: إن أمن وعروبة البحرين خط أحمر، وللراغب في الحقيقة الرجوع لشهادة الحاضر لهذا الموقف الأستاذ الكبير/ محمد حسنين هيكل – موجودة في اليوتيوب – عندما أعلنها الزعيم مزلزلة للعرش الصفوي الإيراني، بل وهناك حقيقة تاريخية مهمة أخرى، وهي عندما جرى الاستفتاء الشعبي في البحرين بقيادة الأمم المتحدة في السبعينيات - إبان الاستقلال من الاستعمار البريطاني – على خلفية مطالبات شاه إيران بضم البحرين إلى حكمه على خلفية وثائق تاريخية مزعومة تُثبت له هذا الحق، حينها أعلنها الشعب البحريني بكل مكوناته وأديانه من مسلمين (سُنتهم وشيعتهم)، ومسيح ويهود ..إلخ، بأن البحرين عربية تحت قيادة العائلة الحاكمة آل خليفة آنذاك والآن وإلى ما شاء الله. وهو الموقف البحريني التاريخي المشرّف الذي أفتخر أن أدرجه ضمن مسمى الثورة الشعبية الحقّة.
تطوير بلاج الجزائر
وتحت عنوان التطوير محرم على شاطئ الجزائر جاء في صحيفة (الفجر) الجزائرية:
يبدو أن الإهمال الذي تتلقاه شواطئ الجزائر عبر 1200 كلم من تلمسان إلى الطارف لم تقتصر عند هذا الحد، بل انتقلت العدوى إلى مملكة البحرين، حيث لا زالت الإدارة في هذا البلد العربي ومنذ 15 عاماً ترفض طلباً لرجل الأعمال عبدالله بن عيسى الكبيسي حول تطوير بلاج الجزائر الذي يعد من أهم الشواطئ بالمملكة، وذلك رغم تأكيد صاحب المشروع أن الاستثمار في هذا الشاطئ من شأنه الرفع من إقبال المصطافين عليه.
حزب الله وسقوط الأسد
وأكد صباح الموسوي في صحيفة (المصريون) المصرية أنه يوماً بعد يوم تضيق الحلقة على نظام بشار الأسد، وكلما زاد الخناق أصبح وضع حزب الله فى لبنان يزداد حرجًا على الساحتين المحلية والدولية.. ومن خلال قراءة الخريطة السياسية التى يتوقعها المحللون السياسيون لما بعد نظام بشار، يزيد تشاؤم المؤيدين لحزب الله، وسبب هذا التشاؤم يعود إلى وضع الدور الإيراني في المنطقة في مرحلة ما بعد بشار الذي يمثل سقوطه ضربة للمشروع الإيراني على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وقال الموسوي إن تخوف مؤيدى حزب الله عززه موقف حماس المبكر الذي أظهر حياديته مما يجري في سوريا، فموقف حماس شكّل ضربة قاصمة لإيران وحزب الله، فضلاً عن نظام بشار.. فحماس كانت إلى وقت قريب تشكّل أحد أهم أطراف التحالف الإيراني السوري القائم في المنطقة، والذي كان يعطي حزب الله دفعة معنوية في تعزيز مكانته السياسية على الصعيدين اللبناني والعربي بصفته عنصرًا هامًا في هذا التحالف الاستراتيجي.
وأضاف الموسوي :ففي الوقت الذي بدأت فيه حماس، بعد الربيع العربي، تجد مناصرين وحلفاء جدداً في كل من مصر وتونس وليبيا، فقد أخذ حزب الله يفقد مناصريه في سوريا، كدولة، وفي الشارع العربي عامة، وذلك بسبب موقفه المؤيد لنظام بشار ومعاداته الثورة السورية من جهة، وضعف الموقف الإيراني على الصعيدين الإقليمي والدولي من جهة أخرى. فالموقف الإيراني الذي بدا ضعيفًا بعد الربيع العربي ويسير نحو الأضعف في ظل الحصار الغربي وفقدان الظهير السوري، قد أخذ يلقي بظلاله على حزب الله الذي يواجه معاضل شتى على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وأوضح الموسوي أن أول ما يواجه حزب الله بعد سقوط بشار، هو انهيار منظومة ما يسمى بتحالف 8 آذار المكّون من الحركات والأحزاب اللبنانية المدعومة من سوريا وإيران، هذا التحالف الذي استطاع أن يسقط حكومة منافسه تحالف 14 آذار اللبناني بقيادة تيار المستقبل المناهض لنظام الأسد والمدعوم من قبل قوى إقليمية ودولية معادية لإيران والنظام السوري.. ومن الطبيعي أن سقوط تحالف 8 آذار سوف يساعد على عودة التحالف المنافس الذي يشدد على ضرورة إقامة المحكمة الدولية التي أنشأت للبت في قضية قتلة رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري والتي وجهت فيها اتهامات لعناصر من حزب الله. وهذا ما يزيد من تخوف الحزب الذي بسقوط نظام بشار سوف يكون عاجزًا عن القيام بأى مناورة لحماية نفسه من أي قرار قد تصدره المحكمة الدولية المذكورة. كما إن إيران التي ستكون في وضع لا يحسد عليه بعد سقوط الحليف السورى، لن تكون قادرة على دعم حزب الله بالشكل الذي هو عليه في ظل نظام بشار، كما لا ننسى أن إيران التي تواجه ضغوطًا دولية كبيرة جراء معاركها الدائرة مع المجتمع الدولي بشأن ملفها النووي وملف حقوق الانسان، ومحاولاتها المستمرة لرفع الحصار النفطي والاقتصادي المفروضان عليها بموجب قرارات مجلس الأمن، والذي بات يهدد بقاء نظامها في الحكم في ظل تصاعد التذمر الشعبي، ستكون مضطرة لتقديم تنازلات عديدة للخروج من هذا المأزق الحرج، وعليه فليس لديها من القوة السياسية التي تمكنها من حماية حزب الله. هذا إن لم يكن حزب الله ذاته هو إحدى الأوراق التي يترتب على إيران التضحية بها لحماية نفسها من الأخطار التي تحدق بها.
إيران ستضحي بحزب الله!
وتساءل الموسوي :هل يمكن لإيران التي عملت كل هذه السنوات الطوال على بناء حزب الله الذي بلغ حجمه أكبر من حجم الدولة اللبنانية أن تضحي فيه بكل هذه البساطة؟. نعم، لأن إيران ما أسست حزب الله إلا لغاية، وهي حماية مصالحها الخاصة ومد نفوذها السياسي في المنطقة فعندما تصبح المصلحة الكبرى، وهي مصالح الدولة العليا، المتمثلة ببقاء النظام مهددة بخطر الزوال، فعندها لا تبالي إيران في التضحية بحزب الله، كما يجب أن لا ننسى أن لإيران سوابق في هذا المجال وليس أدل على ذلك، تخليها عن ما كان يسمى بحزب الله الحجاز وحزب الله الكويت وجماعة الحكيم في العراق وغيرها من الحركات الصغيرة الأخرى في المنطقة واستبدالها بحركات جديدة من أمثال التيار الصدري في العراق وحركة الوفاق في البحرين ومجموعات طائفية متطرفة هنا وهناك.. خصوصًا إذا ما علمنا أن إيران قد أصبح لها امتداد ونفوذ بمناطق في شمال أفريقيا وشرق آسيا وآسيا الوسطى وحتى أمريكا الجنوبية، وأنها ترى في نفسها قائدة للطائفة الشيعية ومناصرة للفكر المتطرف في العالم، ولهذا لا يستبعد إذا ما تخلصت من حركة موالية في هذه المنطقة قد تعاود القيام، بعد استعادة أنفاسها، ببناء حركة أو جماعة جديدة موالية لها في منطقة من تلك المناطق بمسمى وعنوان جديد. ولكن يبقى حزب الله اللبناني وأنصاره هم الخاسرون في لعبة المصالح، وفي هذه يجب أن يكون عبرة لمن عادوا أوطانهم وراهنوا على إيران.
موقف إيراني متناقض
وفي صحيفة (الخليج) الإماراتية وتحت عنوان الربيع العربي وديناميات التأثير الإقليمي اعتبر عبدالحسين شعبان أن الموقف الإيراني إزاء أحداث البحرين ومطالب المعارضة أثار ردود فعل حادة، بشأن التدخل في الشؤون الداخلية الذي قابله موقف مجلس التعاون الخليجي بإرسال قوات درع الخليج إلى البحرين ، وقال: إن الموقف الإيراني لا يخلو من مفارقة حقيقية، فهو وإن بدا مشجّعاً وداعماً سياسياً ومعنوياً لمشاريع التغيير في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين، لكنه ظل معارضاً، بل رافضاً للتغيير في سوريا، وهو ما حصل فيه تعارض حاد مع الموق ف التركي، وقد بدا الأخير أكثر تطرّفاً واندفاعاً حتى من الموقف الأوروبي والأمريكي، بشأن المسألة السورية، وتلك مفارقة تركية مقابل المفارقة الإيرانية، وبلا أدنى شك فقد كانت قرارات جامعة الدول العربية عاملاً مشجعاً لتركيا في تصعيد موقفها، فضلاً عن تدويل المسألة السورية، خصوصاً بالقرارات التي أصدرها مجلس الأمن الدولي، وبتشكيل فريق المراقبة برئاسة كوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة. وأكد شعبان أن الربيع العربي قلب الكثير من المسلّمات والبديهيات، لا في البلدان العربية حسب، بل بشأن العلاقة مع دول الجوار الإقليمي، خصوصاً تركيا وإيران، ولعل نهوض مصر المحتمل ومعها الدول العربية التي شهدت تغييرات باتجاه الانتقال الديمقراطي، واستعادة الأمن والاستقرار واسترجاع هيبة الدولة ومعالجة آثار الماضي يمكن أن يبلور مشروعاً عربياً جديداً، لاسيما إذا أعيد تأسيس وبناء المجتمعات العربية وفقاً لعقد اجتماعي جديد بين الحاكم والمحكوم، أساسه تداولية السلطة سلمياً وحكم القانون واستقلال القضاء ومحاربة الفساد المالي والإداري وتأكيد مبادئ المساواة والمواطنة والمشاركة واحترام الحقوق والحريات .
الانفصالي نمر النمر
وتحت عنوان السعودية وفتنة الشيعي الانفصالي نمر النمر أشار عبدالعزيز محمد قاسم في صحيفة (المصريون) المصرية إلى أن إيران ومعها ربيبتها الحرام (حزب الله) تلوثت أيديهما في سورية بدماء إخوتنا هناك في مجازر تندى لها جبين البشرية، فضلاً عما فعلته في البحرين، إضافة لخلاياها في الكويت وبقية دول الخليج.
وقال قاسم إنه من الواجب ـ في الظروف التي نمر بها كمجتمع ودولة ـ رفع راية الحرب على دعاة الانفصال، وكل من حمل السلاح، والضرب بيد من حديد، بمثل ما فعلنا مع الإرهابيين من متطرفي القاعدة الذين أرادوا زعزعة الأمن في بلادنا، بعدم التهاون والمضي أبداً في الحزم الأمني الذي أبداه جنود أحمد بن عبدالعزيز، مع أهمية وضرورة أن يتوازى معه تحرك نخب المجتمع، وتحديداً إخوتنا مشايخ القطيف ومفكريها، الذين يعانون مشكلة حقيقية بعدم وجود قيادة دينية مجمع عليها، ولها كاريزما فعلية داخل الطائفة تستطيع توجيه الشارع هناك.
وطالب قاسم من المسؤولين دراسة الوضع في القطيف من جديد، والإفادة من دروس حربنا على الإرهاب، إذ يجب إعادة النظر في تعيين خطباء الجوامع بالقطيف وفصل الذين يؤججون الفتنة بمثل ما فعلنا في جوامعنا، وكذلك موضوع (الخُمس) يجب أن يبلور نظام بعدم دفعه للخارج، وصرفه للمحتاجين والفقراء في القطيف، وبمثل ما فعلنا أيضاً مع الجمعيات الخيرية عندنا بعدم إرسال التبرعات للخارج، هذان موضوعان يجب أن يدرسا مع عقلاء المجتمع القطيفي ومشايخه، وإلا فسترتد علينا هذه الأموال خناجر في خواصرنا.