حذر النائب حسن بوخماس من أن يؤدي التنافس بين القوى السياسية على أساس أيديولوجي وطائفي إلى إعاقة الجهود الحكومية والمدنية الساعية إلى تحقيق المصالح العامة على قاعدة الانتماء الوطني الجامع للفئات، والجماعات المشكلة للمجتمع البحريني كافة. وأكد، في بيان أمس، أن تعزيز المواطنة والانتماء الوطني هو مسؤولية شاملة لا تقتصر على الحكومة فقط، بل هي مسؤولية مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والمثقفين ورجال الدين، مشيراً إلى أن الأزمة المؤسفة أعاقت خلق إجماع وطني يدعم الشعور بالانتماء إلى جماعة واحدة ضد الانتماءات الجزئية، مما دفع المجتمع إلى إعادة إنتاج نفسه وإحياء البنى الطائفية والعشائرية، وهو واقع يسبب تنامي العداءات بين كيانات المجتمع، ويجعل المجال العام يبدو كساحة تنافس، وصراع، وميدان غلبة وقهر لجهة على أخرى.
وعدّ بوخماس إن عدم تحقيق حلم الشعوب الخليجية في الوحدة، وتباطؤ الخطوات الوحدوية، اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، لم يفسح المجال للتدخل الخارجي فقط، بل أدى إلى تنامي ظاهرة الهويات الصغرى -الطائفية والقبلية والعرقية- وهذا يخالف طبيعة التطور ومنطق الأشياء، إذ يفترض أن تتعزز الهوية الوطنية الجامعة، وتسعى الدول المتماسكة، سياسياً واجتماعياً، إلى الاتحاد الاقتصادي والسياسي مع دول أخرى.وتساءل، هل استفادت البحرين، بقطاعيها الحكومي والأهلي، من مخرجات مؤتمر «الهوية في الخليج العربي.. التنوع ووحدة الانتماء»، الذي عقده معهد البحرين للتنمية السياسية، يومي 15 و16 أبريل 2009، وضم نخبة من الأكاديميين العرب على اختلاف التخصصات؟ منوهاً إلى أن البيان الختامي للمؤتمر «إعلان المنامة» شدد على ضرورة تحصين ثقافتنا الوطنية والعربية الإسلامية بجميع الضمانات في مواجهة جميع الأشكال المحتملة للاختراق والاستهداف، ووضع آليات لتنفيذ التوصيات عبر التواصل المستمر بين المشاركين والمهتمين، وعقد لقاءات تشاورية تواصلية لمتابعة النقاش وتفعيل التوصيات، داعياً إلى الانطلاق في مشروع تشاوري من شأنه أن يفضي إلى تعزيز أنشطة الشباب في مملكة البحرين من خلال الحوار والتشاور وإبداء الرأي.