^ 121 قتيلاً برصاص قوات الأسد ^ 1.5 مليون نازح ولاجئ بسبب الاضطرابات ^ باراك: إسرائيل
عواصم - (وكالات): ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 172 شخصاً قتلوا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس بينهم 122 مدنياً برصاص قوات الرئيس بشار الأسد، في وقت استمرت الاشتباكات في مدينتي حلب ودمشق التي تجدد القصف على بعض أحيائها، فيما أشارت مصادر معارضة إلى سيطرة الجيش السوري الحر على ثاني معبر حدودي مع العراق، إضافة إلى 5 أحياء رئيسة في حلب. والقتلى هم 122 مدنياً و29 عنصراً من قوات النظام و20 من المقاتلين المعارضين والجنود المنشقين. وأفاد المرصد وناشطون بتجدد القصف على حيي القدم والعسالي جنوب دمشق.
وأشار المرصد إلى “توجه أعداد كبيرة من القوات النظامية لاقتحام هذه الأحياء”، مضيفاً أن حي نهر عيشة يتعرض أيضاً “لقصف عنيف بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة من القوات النظامية”.
وذكر المرصد أنه خلال الأيام الأخيرة لجأ إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين سكان من أحياء أخرى في دمشق، وقبلها من أحياء في حمص. ويشكو سكانه من نقص في المواد الغذائية.
وكان الجيش السوري الحر أعلن بدء “معركة تحرير دمشق”، وشنت القوات النظامية هجوماً مضاداً، وأعلنت السيطرة على حي الميدان القريب من وسط العاصمة، وتمكنت، بحسب المرصد، كذلك من دخول حيي جوبر وكفر سوسة، وبحسب مصدر أمني، من استعادة السيطرة أيضاً على أحياء التضامن والقابون وبرزة. إلا أن لجان التنسيق المحلية ذكرت أن هناك “قصفاً مستمراً على برزة بالطائرات المروحية وقذائف المدفعية والهاون، وأن الحي محاصر منذ يومين، في ظل نقص حاد بالمواد الإسعافية والطبية، ونداءات استغاثة من الأهالي”.
وبعد دمشق التي سجل تصعيد عسكري سريع فيها في الأيام الماضية بدأت الاشتباكات في حلب.
وأفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة في حي الصاخور شرق المدينة وحي صلاح الدين في غربها.
وذكر الناشط أبوهشام من حلب أن عناصر الجيش الحر “تمكنوا من السيطرة على أجزاء كبيرة من الأحياء الشرقية القريبة من الريف، بينها الصاخور وطريق الباب”.
وأوضح أن “الجيش الحر، بعد أن سيطر على معظم القرى في الريف، قرر نقل المعركة إلى مدينة حلب”، مضيفاً أن القوات النظامية ردت على ذلك بقصف الأحياء بعنف ما أوقع عدداً من القتلى.
وتستمر العمليات العسكرية في مناطق أخرى من البلاد بينها دير الزور وحمص وحماة وإدلب وريف دمشق ودرعا. في الوقت ذاته، خرجت مدينة “ديريك” في محافظة الحسكة عن سيطرة النظام السوري، وبسط الثوار الأكراد سيطرتهم عليها بعد اشتباكات عنيفة، لاسيما مع مفرزة الأمن العسكري، التي رفضت الخروج من المدينة، لتكون رابع مدينة كردية يتم تحريرها خلال 24 ساعة.
وكانت القوى الكردية المؤلفة من حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي والتنسيقيات الشبابية سيطرت خلال اليومين الماضيين على مدينة كوباني ذات الغالبية الكردية في محافظة حلب.
وخلال ساعات فرضت سيطرتها الكاملة على مدينة عفرين في حلب، عقب تهديدات تلقتها من التشكيلات الكردية المسلحة. وفي مدينة عامودا الواقعة في محافظة الحسكة وجه الثوار الأكراد تهديدات مماثلة لعناصر النظام بترك المدينة، واستطاعت تحرير بعض المرافق الحكومية حتى الآن.
وذكر مسؤولون عراقيون أن الجيش السوري الحر سيطر على معبر اليعربية الحدودي بين سوريا والعراق، ثاني معبر رئيس يسقط بأيدي المعارضة السورية المسلحة في غضون أيام من بين 3 معابر بين البلدين. ولايزال الجيش الحر، مسيطراً على معبر باب الهوى على الحدود التركية، بحسب العابرين من سوريا إلى تركيا.
من جهة أخرى، شهد سجن في مدينة حمص وسط سوريا حركة عصيان ضد حراس السجن، ترافقت مع انشقاق عدد من عناصر الحرس، وتمكن المنشقون والمتمردون من السيطرة على بناء من اثنين تابعين للسجن، بحسب ما ذكر المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبدالله.
في الوقت ذاته، غاب الرئيس بشار الأسد عن تشييع جنازة 3 من رجاله الأقوياء الذين قتلوا الأربعاء الماضي في العاصمة السورية. كما لم يظهر أخوه ماهر الأسد في تشييع الجنازة، بينما عرض التلفزيون الحكومي لقطات أظهرت فاروق الشرع نائب الرئيس السوري وهو يتقدم المشيعين. من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن السلطات السورية “أخفقت بوضوح” في حماية المدنيين، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف العنف في سوريا. وقال “إن تمديد بعثة المراقبين الدوليين لمدة 30 يوماً فقط هو مؤشر قوي على أن الكرة أصبحت في ملعب جميع الأطراف، وعلى الحكومة السورية في المقام الأول وقف عمليات القتل ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة ضد مراكز السكان”. وقد دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس المعارضة السورية إلى “تنظيم صفوفها” من أجل أن “تشكل بسرعة حكومة مؤقتة تكون ممثلة لتنوع المجتمع السوري”.
من جانبه، أعلن قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد، أن محاولات موسكو السياسية لإنقاذ الأسد من المحاكمة أو القتل لن تنجح بعدما أصبح رأسه الهدف المقبل للثوار، بعد نجاح قوات الجيش الحر في اختراق أكبر جهاز أمنى للنظام وتنفيذ عملية تفجيرية قضت على 5 من أكبر معاوني الرئيس السوري.
من جهته، قال اللواء السوري المنشق مصطفى الشيخ إن قوات الرئيس بشار الأسد تنقل أسلحة كيماوية في أنحاء البلاد لاحتمال استخدامها في رد عسكري على قتل 4 من كبار مسؤولي الأمن.
وأعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية وتتشاور مع جيران دمشق للتأكيد على القلق إزاء الأمن بسبب هذه الأسلحة. من جهتها، ذكرت صحيفة “ديلي تليغراف” البريطانية أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” تشارك في سباق البحث عن “الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية” قبل فوات الأوان. من ناحية أخرى، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن إسرائيل تستعد لتدخل عسكري محتمل في سوريا، إذا سلمت الحكومة السورية صواريخ أو أسلحة كيماوية لحزب الله اللبناني. وقال باراك في مقابلة مع القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي أمرت الجيش بزيادة الاستعدادات وإعداد ما هو ضروري، حتى نكون إذا دعت الضرورة قادرين على دراسة تنفيذ عملية.
من جانب آخر، قال مسؤول تركى إن ضابطين سوريين كبيرين برتبة عميد فرا إلى تركيا ضمن مجموعة من نحو 10 أفراد، بينهم ضباط برتبة عقيد وعسكريون آخرون، وبذلك يرتفع عدد كبار الضباط السوريين الذين فروا إلى تركيا لـ24. في غضون ذلك، تدفق عشرات الآلاف من السوريين إلى خارج بلادهم، في اليومين الأخيرين، نتيجة اشتداد القتال بين قوات الجيشين الحر والنظامي لاسيما في العاصمة دمشق، واضطرت أعداد كبيرة من السكان للجوء إلى الأردن ولبنان، فيما اعتذر العراق عن عدم استقبالهم. أما حركة النزوح داخل البلاد فقد بلغت، بحسب مصادر أممية، أكثر من مليون شخص.