كتبت ـ عايدة البلوشي:
في جولة لــ “الوطن” بين طرقات وشوارع منطقة الرفاع الشرقي تحديداً فريج “لبنان”، لزيارة عدد من الحالات للأسر المتعففة التي قطعت على نفسها عهداً بألا تمد يدها لطلب المساعدة والعون.
تقول ابنة الأرملة: نحن من السكان الأصليين لهذه المنطقة، عشنا بين طرقات الفريج وعاشرنا الجيران والناس، قضينا أجمل وأصعب الأيام على أرض الرفاع، ومن الصعب حصر ذكريات المنطقة في عجالة.
وبعدها تركنا الأم تروي معاناتها، فتقول:أنا أرملة، أعيش بين جدران هذا المنزل المتهالك، لدي 8 بنات جميعهم متزوجات وولدي الأكبر 44 عاماً غير متزوج نتيجة لظروف العائلة الصعبة، والثاني 32 ربيعاً غير متزوج ايضاً ولا يعمل. وشاركتها ابنتها الكبرى قائلةً : نتيجة للظروف الصعبة التي مررنا بها تنقل أخونا الصغير من منزل الى اخر، فيوماً ينام في بيت أخته الكبرى وآخر في بيت الثانية وهكذا حتى تمر الأيام، الى أن شاءت الأقدار وأصبحت ظروفنا أصعب وأصعب فلا ملجأ ولا مكان له في بيت أخوته، الى أن حاولت الوالدة وبقروض أن تبني له غرفة الا أن هذه الغرفة أخذت وقتاً طويلاً حتى الاستكمال ومازالت في مرحلة البناء والتي نشك أن ترى النور، ومازالت هذه القروض تثقل كاهلنا. توقفنا قليلاً لنشاهد زوايا المنزل في جولة سريعة: المنزل يتكون من أربع غرف ذات جدران متهالكة، ومطبخ يكاد أن يسقط في أية لحظة، وشقوق بين الجدران، وثلاثة حمامات غير صالحة للاستخدام. وأثناء الجولة أضافت ابنة الأرملة: نحن في خطر، ففي فصل الصيف نعاني من الحشرات بجميع أنواعها، والمطر يغرق المنزل، إلى من نلجأ؟ لم يبقَ سوى اللجوء إلى الشارع؟! وتردف: المنزل ضمن مشروع البيوت الآيلة للسقوط منذ أول دفعة وإلى اليوم لم ينفذ بالرغم من المراجعات والوعود المستمرة، وفي آخر مراجعة كانت حجتهم عدم توافر الميزانية، ونحن نقول لهم ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.