يستغل المقيمون السوريون في البحرين شهر رمضان للعودة إلى طقوسهم، فأي مغترب همه في رمضان استحضار أطباق تعيد له الذاكرة عندما كانت والدته تعد مائدة الطعام. وقال أحد المغتربين: “زوجتي تتقن طبخ الثريد وهذه الأكلة متعارف عليها في التراث الفراتي، وهي أكلة قديمة يعرفها معظم أبناء الدول العربية مع بعض الفروقات بين دولة وأخرى”، فمثلاً تتجمع عائلتان أو أكثر على مائدة الإفطار حيث تتيح لهم هذه الجلسة مناقشة الكثير من القضايا الاجتماعية والأسرية والدينية، ويتذكر الكبار منهم طريقة الأجداد والآباء خلال أيام رمضان، فيما تتوزع النسوة في إعداد الأطباق الرمضانية، وبعد الإفطار يذهب الرجال لأداء صلاة التراويح، فيما تجلس النساء في المنزل ويتحدثن عن أمور لها علاقة برمضان وتتشعب الأحاديث إلى أمور اجتماعية ودينية.

وتتميز المائدة الرمضانية السورية بالعديد من الأكلات الخاصة، منها الشوربات (الحساء) والدجاج والفطر، فيما تتكون الوجبة الرئيسة من المطبخ السوري المعروف بالمحاشي والخضار والأرز، ولا تحلو مائدة الإفطار إلا بالعصائر التي تتكون من عرق السوس و«التمرهندي” ومنقوع قمر الدين، إضافة للحلويات الرمضانية مثل الفطائر والمشبك.

ويجتمع السوريون المغتربون حول موائد السحور الشهية الغنية بالمأكولات الشائعة المحضرة من الخضار واللحم والسمن وبقية الأطعمة كالزيتون والبيض والجبن والشاي والمربيات والزعتر وغيرها، وأهم الوجبات هي الكبة والمحاشي وغيرها من الوجبات المحببة لدى أهل الشام، مع السلطات الغنية بالخضار ووجبات الحلويات المشهورة دمشقياً كالعوامة والقطايف.

وبعد أداء فرائض الصلاة يغادر المصلون لأخذ قسط من النوم ثم يذهبون لأداء أعمالهم المعتادة فتكتظ الأسواق بالمستهلكين وتعمر المساجد بالمصلين أثناء أوقات الصلاة، يقرؤون القرآن ويدعون الله عز وجل لهم بالقبول والطاعة.