د . باسم عامر

صلاح القلب أمر مقصود في الإسلام، بل إن المدار يوم القيامة على صلاح القلب وسلامته، يقول الله على لسان إبراهيم : ( يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) الشعراء: 88، وفي الحديث المُخرَّج في الصحيحين قوله : “ ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب “.

والمسلم في هذا الشهر الكريم يتربى قلبه على فضائل كثيرة، من أهمها الإخلاص لله ، فالصائم عندما يرفض الأكل والشرب أثناء النهار سراً وعلانية فهو يُعوِّد قلبه على مراقبة الله في أعماله، فيستحضر شهود الله له ومراقبته، فتنمو شجرة الإخلاص في قلبه وتثمر.

ومن الآثار القلبية كذلك الانكسار والتواضع الذي يحدثه الصيام، فالمعدة الخالية تجعل نفس الإنسان منكسرة ومفتقرة إلى الله ، وتشعرها بأنها ضعيفة لا تقدر على أمر إلا بحول الله وقوته، فيتذكر المسلم ربه وأهمية الاستعانة به والالتجاء إليه.

ومن الآثار القلبية أيضاً العفو والصفح عن الناس، فهذا الشهر شهر عفو الله عن عباده، فمن يدعو الله بالعفو لا شك أنه سيسارع بالعفو عن غيره لكي ينال عفو الله ، كما قال تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) النور/22، وكما فعل النبي في فتح مكة في شهر رمضان عندما عفىا عن أهل مكة.

هذه بعض الآثار القلبية العظيمة التي يتركها هذا الشهر الكريم على قلب المسلم، والخلاصة أن رمضان مدرسة ربانية لتربية القلوب على الفضائل الكريمة والخصال الرفيعة.