تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، إلى دولة الكويت الشقيقة اليوم الثلاثاء في إطار العادة السنوية الأصيلة التي يحرص سموه عليها بزيارة دولة الكويت في شهر رمضان المبارك، وتؤسس لعلاقات أكثر تميزاً وتطوراً.

وتجسد الزيارة وما يتخللها من لقاءات مع صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، وصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي العهد، وكبار المسؤولين الكويتيين مدى عمق العلاقات الأخوية الوطيدة التي تربط بين البلدين، والرغبة الأكيدة لديهما في الارتقاء بها إلى آفاق أرحب.

وتعد الزيارة استمراراً لنهج التواصل التاريخي والأخوي بين قيادتي البلدين الشقيقين، وتأصيلاً للعادة التي يحرص صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، عليها في هذه الأيام المباركة من كل عام، إذ يلتقي سموه مع القيادة الكويتية وكبار المسؤولين بما يجسد أواصر القربى بين الشعبين الشقيقين، وما يجمعهما من روابط سياسية واقتصادية واجتماعية، إضافة إلى أن الزيارة تمثل فرصة لتبادل الأحاديث الودية والمشاعر الطيبة بين قيادتي البلدين الشقيقين بما يتوافق وطبيعة العلاقات الأخوية التاريخية المتميزة التي تربط بينهما.

وتتسم الزيارة بأنها ذات أبعاد ومدلولات عميقة فهي إلى جانب البعد الأخوي، تحمل أيضاً أبعاداً ومضامين سياسية واقتصادية واجتماعية، وتؤكد في الوقت ذاته على ما يربط البلدين الشقيقين من أواصر ووحدة مصير ودور مشترك إقليمياً وعربياً ودولياً، كما تكتسب الزيارة أهمية متزايدة في ظل عمق العلاقات الأخوية الحميمية التي تربط بين البلدين ومدى التلاحم والتماسك بينهما، وتعكس المشاعر الصادقة التي تحملها مملكة البحرين حكومة وشعباً تجاه الأشقاء في دولة الكويت. وتعكس زيارات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء المتعددة لدولة الكويت الشقيقة في مختلف المناسبات، مقدار ما يحمله سموه من اعتزاز وتقدير لدولة الكويت الشقيقة قيادة وشعباً، إذ إن سموه دائم التأكيد على أن ما يجمع بين البلدين الشقيقين أكبر من أن تعبر عنه الكلمات أو تسطره الأقلام، كما إن زيارات سموه للكويت تعطي زخماً إضافياً لمسيرة العلاقات الطيبة بين البلدين، وهي العلاقات التي تشعبت مجالاتها لتغطي كافة أوجه ومناحي الحياة.

وترتكز العلاقات الأخوية والوطيدة التي تربط بين مملكة البحرين ودولة الكويت على تاريخ طويل من الاحترام المتبادل ومشاعر الود والمحبة الصادقة بينهما، وترسخت هذه العلاقات وازدادت عمقاً في ظل رغبة قيادتي البلدين وحرصهما على تطويرها وتقويتها على كافة المجالات. ويربط بين البلدين حالة من التناغم والتناسق في الرؤى والمواقف تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية والقضايا التي تهم منطقة الخليج والأمتين العربية والإسلامية، وتنتهج الدولتان سياسة خارجية قوامها العقلانية والحكمة والتمسك بمبدأ الحوار في كافة المحافل الإقليمية والدولية، والتمسك بالثوابت العربية والإسلامية تجاه القضايا كافة، وتعزيز العمل العربي المشترك، والسعي الجاد لإحلال السلام الشامل والعادل، ودعم الجهود كافة التي تضمن تحقيق الأمن والاستقرار العالميين في أرجاء العالم كافة.

وهذا التميز في العلاقات السياسية والشعبية بين البلدين كان له عظيم الأثر في تطوير علاقات وشراكة اقتصادية بين البلدين، ويتحرك البلدان في إطار منظومة تعاون اقتصادي متكاملة تهدف إلى تحقيق مصالحهما المشتركة، وتلبية متطلبات شعبيهما إيماناً منهما بأهمية دور التعاون الاقتصادي في عالم اليوم سواء الثنائي أو الجماعي من خلال مجلس التعاون في دعم جهود التنمية الشاملة، وتحقيق النماء والازدهار المأمول في القطاعات كافة.

وتضيف اجتماعات اللجنة العليا المشتركة الكويتية البحرينية التي تعقد اجتماعاتها بصورة دورية بعداً جديداً ومهماً في مسيرة العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين، إذ إنه تم خلال اجتماعات اللجنة منذ انطلاقة أعمالها التوقيع على العديد من الاتفاقيات الاستثمارية والتجارية والسياحية والتعليمية والبيئية التي وضعت أرضية صلبة للتعاون الاقتصادي، ودفعت بعجلة التكامل بين البلدين قدماً إلى الأمام.

إن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء لدولة الكويت الشقيقة من شأنها أن تمثل لبنة جديدة في مسيرة العلاقات البحرينية - الكويتية التي تعتبر مثالاً يحتذى به، كما إن الزيارة سوف تسهم في توثيق أوجه التعاون البناء بين البلدين الشقيقين في ظل القواسم المشتركة والرغبة الصادقة والأكيدة لديهما في ترسيخ أسس علاقات أكثر تميزاً وتطوراً.