التنافس قيمة من القيم نحتاجها في شؤوننا الدينية والدنيوية، ولا يمكن أن يوجد الإبداع في أي منحى من مناحي حياتنا إلا والتنافس وقوده وأساسه والطريق الموصل إليه.

الموظفون يتنافسون لنيل الترقيات والدرجات، والطلبة يتنافسون في إحراز التفوق وأعلى المعدلات، فإذا كان التنافس قيمة محمودة مطلوبة في شأن الدنيا فكيف بشأن الآخرة التي قال الله تعالى فيها “وفي ذلك فليتنافس المتنافسون”.

وها نحن ذا أيها الإخوة والأخوات في شهر التنافس، فالله تعالى قال في آيات الصيام “كما كتب على الذين من قبلكم”، تصوروا معي الصيام عبر التاريخ وكأنه ميدانٌ تتنافس فيه الأمم وتتسابق في قيامها به على الوجه الذي يرضيه سبحانه.

وكأن الله عزوجل يقول لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، كتبت الصيام عليكم وعلى الذين من قبلكم، فنافسوهم في القيام به على أكمل وجه وأتم حال واسبقوهم في تحقيق مقاصده وأهدافه.

تنافسوا يارعاكم الله في صلاة القيام مع الإمام حتى ينصرف وفي تفطير ما استطعتم من الصائمين وقراءة كتاب الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار في كثرة الذكر والدعاء والصدقات ونحوها من العبادات.