عواصم - (وكالات): ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “قوات الرئيس السوري بشار الأسد نفذت “إعدامات ميدانية” في حق 23 شخصاً في حيي المزة وبرزة في دمشق اللذين دخلتهما أمس الأول بعد 3 أيام من المعارك العنيفة، بينما هدد النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية في حال تعرضه لهجوم خارجي، ما دفع الولايات المتحدة إلى تحذير دمشق حتى “من التفكير ولو لثانية واحدة” بهذا الأمر، في الوقت الذي رفضت فيه سوريا عرض الجامعة العربية حول تنحي الأسد مقابل تأمين خروج آمن له.

وذكر المرصد السوري أن 50 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية حيث تواصلت العمليات العسكرية في دمشق وحلب بشكل خاص بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محاولة من الطرفين للسيطرة على اكبر مدينتين سوريتين.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمـــــــــــــــــن إن “16 شخصـــــــــــــــــــاً معظمهم لا يتجاوز من العمر 30 عاماً، أعدموا ميدانياً برصاص القوات النظامية خلال مداهمات في المزة” غرب العاصمة السورية.

وأضـــــــاف أن 7 أعدموا بالطريقة نفسها في حي برزة شمال شرق العاصمة.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية السورية في بيان صادر عنها تلاه المتحدث باسمها جهاد مقدسي أمام الصحافيين وأقر فيه للمرة الأولى بامتلاك سوريا لأسلحة كيميائية “لن يتم استخدام أي سلاح كيميائي أو جرثومي أبداً خلال الأزمة في سوريا مهما كانت التطورات الداخلية. هذه الأسلحة لن تستخدم إلا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي”.

وأشار إلى أن “هذه الأسلحة على مختلف أنواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وبإشرافها المباشر”.

إلا أن الخارجية ما لبثت أن وزعت بياناً جديداً على وسائل الإعلام أدخلت فيه تعديلات على البيان السابق. وجاء فيه “أن أي سلاح كيميائي أو جرثومي لم ولن يتم استخدامه أبداً خلال الأزمة في سوريا مهما كانت التطورات في الداخل السوري، وأن هذه الأسلحة على مختلف أنواعها -إن وجدت- فمن الطبيعي أن تكون مخزنة ومؤمنة من القوات المسلحة السورية”.

ولم يتأخر الرد الأمريكي إذ قال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل إن على السوريين “ألا يفكروا حتى ولو لثانية واحدة باستخدام الأسلحة الكيميائية”، واصفاً هذا الاحتمال بأنه “غير مقبول”.

وفي السياق نفسه اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن هذا التهديد السوري أمر “غير مقبول”. وقــــــــــال هيــــــــــغ “مـــــن غير المقبول القول إنهم يستطيعون استخدام أسلحة كيميائية مهما كانت الظروف”.

كما أكد نظيره الألماني غيدو فسترفيلي أن “التهديد باستخدام أسلحة كيميائية أمر وحشي”، لافتاً إلى أن هذا الأمر يظهر الموقف “غير الإنساني” لنظام بشار الأسد.

وفي بيان أصدره أمس، أعرب الاتحاد الأوروبي عن “قلقه البالغ من اللجوء المحتمل” إلى هذه الأسلحة.

من جهته أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن احتمال استخدام أسلحة كيميائية في سوريا سيكون “أمراً مداناً”.

وفي بروكسل، قرر الاتحاد الأوروبي تشديد عقوباته على سوريا وعمليات مراقبة الحظر على الأسلحة لزيادة الضغط على النظام السوري.

وتبنى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المجموعة السابعة عشرة من العقوبات التي تضيف 26 شخصاً و3 شركات جديدة إلى اللائحة السوداء للاتحاد الأوروبي الممنوعة من الحصول على تأشيرات دخول والمجمدة أرصدتها.

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من حرب أهلية طويلة الأمد في سوريا في حال تم إسقاط الرئيس بشار الأسد في شكل “غير دستوري”.

وأضاف إثر لقائه رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي “هؤلاء سيتولون قيادة البلاد وأولئك سيكونون في المعارضة”، معتبراً أنه في وضع كهذا “فإن الحرب الأهلية ستستمر إلى ما لا نهاية”.

وأكد مقدسي من جهة أخرى رفض بلاده لعرض جامعة الدول العربية حول تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة مقابل “تأمين مخرج آمن له ولعائلته”.

وقال في المؤتمر إن بيان الجامعة العربية “تدخل سافر في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة ودولة مؤسسة للجامعة العربية”، مضيفاً “نأسف لانحدار الجامعة إلى هذا المستوى اللاأخلاقي. ونقول للجميع الشعب السوري سيد قرار نفسه وهو من يقرر مصير حكوماته ورؤسائه”. وكان المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية وجه فجر أمس إثر اجتماع له في الدوحة نداء إلى الرئيس السوري دعاه فيه إلى “التنحي عن السلطة”، على أن تساعد “الجامعة العربية بالخروج الآمن له ولعائلته”.

كما نص القرار على “الدعوة فوراً لتشكيل حكومة انتقالية سورية بالتوافق تتمتع بكافة الصلاحيات وتضم قوى المعارضة داخل وخارج سوريا والجيش الحر”، إضافة إلى ما سماها “سلطة الأمر الواقع الوطنية”، وذلك “لتيسير الانتقال السلمي للسلطة”.

وطلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من القوات العراقية والهلال الأحمر استقبال النازحين السوريين بعد ثلاثة أيام من إعلان الحكومة رفضها السماح بدخول أي لاجئ.

وفي بيروت طلب الرئيس اللبناني ميشال سليمان من وزير الخارجية تسليم “كتاب احتجاج” إلى السلطات السورية بسبب الخروقات للحدود اللبنانية من الجانب السوري، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية. ميدانياً، ضاقت رقعة الاشتباكات في دمشق بين الجيش النظامي ومقاتلين معارضين لتتركز في القدم وكفرسوسة بينما تتواصل عمليات القصف والاشتباكات في حلب وحمص خصوصاً، ما أدى إلى سقوط 78 قتيلاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، هم 50 مدنياً و12 مقاتلاً معارضاً، إضافةً إلى ما لا يقل عن 16 من القــــــــوات النظاميــــــة قتلوا خلال اشتباكات في محافظات حلب وحمص وريف دمشق ودرعا.

من جانب آخر، أعلن الجيش السوري الحر اعتقال هسام هسام المعروف بشهادته في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري عام 2005 في بيروت.

وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية أن آلاف العائلات الجزائرية المقيمة في سوريا غادرت البلاد، على خلفية الأوضاع الأمنية المتدهورة هناك.

من جانبه، حذر رئيس المكتب السياسي لحزب “الوطن الديمقراطي السوري” مضر حماد الأسعد في بيان من قيام حرب أهلية في محافظة الحسكة ذات التشكيل العرقي الكبير والتي تتكون من العرب 60% ومن الأكراد 30% ومن السريان والآشورين والارمن والشيشان والتركمان 10% بسبب دخول قوات البشمركة الكردية والقادمة من شمال العراق بإقليم كردستان وهي مدججة بالسلاح من أجل فرض واقع الأمر على بعض المدن التي يتواجد بها الأكراد بعد أن عمل نظام الأسد عن الخروج منها وتسليمها للأحزاب الكردية لإحداث فتنة طائفية بين العرب والكرد.

من جهتها، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلاً عن مسؤولين أمريكيين إن الإدارة الأمريكية تعمل بعيداً عن الأضواء لوقف شحنات الأسلحة والنفط من إيران إلى سوريا، سعياً منها لتسريع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال المسؤولون إن الجهود الأمريكية تهدف إلى حمل العراق على إغلاق مجاله الجوي أمام الرحلات المتوجهة من إيران إلى سوريا، والتي يشتبه بأنها تحمل أسلحة إلى القوات النظامية السورية.

وبحسب الصحيفة فإن واشنطن تحاول منع السفن التي يشتبه بنقلها لشحنات من الأسلحة والنفط لسوريا من خلال قناة السويس.