^ يبدو أن قدر مملكة البحرين العربية المسالمة التاريخي أن تظل بمثابة خط الدفاع الأول في شرق العالم العربي بوجه الحملة الظلامية الصفوية الحاقدة التي تمثل رأس حربة في المشروع الصفوي- صهيوني للهيمنة على الخليج العربي، وكرد فاشي يستهدف لفت الأنظار عن الجرائم المريعة التي بات أهل الحلف الفاشي الإيراني في الشرق الأوسط يبدع في تحقيقها كما هو الحال مع الجرائم الشنيعة التي يقترفها النظام السوري ضد أحرار الشام. مملكة البحرين التي ومنذ أن استقلت أواخر عام 1971 كانت هدفا ثابتا لأطماع توسعية إيرانية لم تختلف قواعدها وأجندتها منذ النظام الشاهاني البائد وحتى النظام الثيوقراطي الحالي، تخوض اليوم بشرعيتها الدستورية المنبثقة من أعماق رحم تاريخها العربي العتيد وبشعبها الطيب الصابر أعتى معارك الحرية والحفاظ على الاستقلال الوطني، وترسم بمعاناتها من الإرهاب وأهله صورة الصمود للخليج العربي بأسره أمام الرياح الشعوبية التآمرية الحاقدة. لقد أجهضت البحرين بمعونة أشقائها الخليجيين وعلى رأسهم القيادة السعودية إحدى أخطر المؤامرات وأخبثها، والتي هدفت لتقويض السيادة البحرينية، ولكسر سياج المقاومة الوطنية للمشاريع الإيرانية العدوانية من خلال التسلل المريض لثقب الجدار الوطني عبر الركوب على شعارات ومطالبات وطنية بالإصلاح، لم تنقطع أبدا جهود جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وولي عهده الأمين عن تبنيها وتفعيلها من خلال الحوار البناء وإطلاق صفارة قطار الإصلاحات الوطنية الكبرى، وتوسيع المشاركة الجماهيرية والديمقراطية، وتعبيد التواصل الحضاري والإنساني بين صفوف وفئات الشعب البحريني، وإصلاح أي خلل طاريء في مسارات إدارات الدولة، بل والانفتاح التام وبقلب مفتوح وعقل متفتح على كل خيارات التواصل الوطني وبناء عقد الثقة بين المواطن ودولته، وهو ما تحقق بروح عالية من المسؤولية الوطنية والنوايا الطيبة، وهو طبعا ما لم يرق أبدا لأهل المشروع العدواني الإيراني من قيادات عميلة وأحزاب مرتبطة وحكومات متآمرة، للأسف وبعضها يحمل هوية عربية كحكومة نوري المالكي في العراق والأحزاب الطائفية والجماعات والعصابات العميلة التي تدور في فلكها، والتي تدعم سياسة التخريب في البحرين وتمارس أدورا تحريضية وإرهابية، سواء من خلال الشحن الإعلامي وتشويه الوضع البحريني أو من خلال دعم الجماعات المخربة وتبني مشروعها الإيراني العدواني الواضح بكل شعاراته المعروفة وخطاباته السقيمة التي أسست لمشاريع ومهرجانات الدم والتطيف في الشرق القديم. لقد ضج أهل المعسكر العدواني وغلمان الولي الفقيه في العراق والخليج العربي من صمود وتماسك الشرعية البحرينية، ومن مشاريعها الوطنية التي أجهضت الفتنة السوداء، وعبدت لطريق الخلاص والانعتاق وصد الهجمة الحاقدة، وهال تلكم الجماعات تطور العملية الديمقراطية ونكوص وتراجع الهجمة الصفوية الحاقدة، فكان خيارها التالي محاولة تصعيد العمليات الإرهابية المسلحة في البحرين عبر تفعيل الخلايا الإرهابية الساكنة ومحاولة إشعال صراع دموي داخلي، كما حصل في العديد من دول المنطقة في سيناريوهات ثمانينيات القرن الماضي في السعودية والكويت تحديدا. وما العملية الإرهابية الأخيرة في قرية العكر البحرينية إلا ترجمة حرفية لذلك المخطط الصفوي الأسود والمتدرج في عدوانيته وتوقيته الزمني!. لم يعد سرا أبدا القول بأنه بعد فشل مرحلة التخندق والهجوم الإعلامي وإقامة المؤتمرات الزاعقة في إيران والنجف وبغداد وبعض النقاط الطائفية الأخرى والهجمات الإعلامية الحاقدة التي فشلت، جاء اليوم دور العمل العسكري الإرهابي الجبان المباشر من أجل إفشال كل خطوات ومراحل الإصلاحات الوطنية والدستورية، وهي المهمة الأساس لتفعيل نشاط الخلايا الإيرانية النائمة التي انتقلت من مرحلة التهديد لمرحلة التنفيذ، وعلى مراحل تبدأ داخليا وقد تتطور خارجيا من خلال الاعتداء على سفارات مملكة البحرين وقياداتها في الخارج، وستمتد حتما لمحاولات الاغتيال والتخريب، وهي الوصفة الإرهابية الإيرانية المعروفة التي تخوض اليوم حربها الهجومية الشرسة متصورة وبغباء مطلق وغرور شديد أن مملكة البحرين هي النقطة الأضعف في جدار الأمن الخليجي والعربي، وماعرفوا أن روح رجال الفتح العربي الذين أطفئوا نيران معابد الحقد التاريخي لم تزل تعتمل في نفوس أهل البحرين بقيادة شرعيتهم لإطفاء نيران المؤامرة الحاقدة. فأمن البحرين هو من أمن الخليج العربي بل والأمة العربية برمتها، وهي كما أسلفنا خط الدفاع الأول عن العالم العربي وبصمودها يتعزز جدار الحرية والاستقلال، كما أن كل محاولات التخريب وطرقه الخبيثة والمتحولة لن تنجح أبدا في حرف وجرف قناعات أهل البحرين بضرو رة الاستمرار في مسلسل الإصلاحات وتعزيز جهاز المناعة الوطنية الذي سيفشل في النهاية كل صيغ وأشكال التآمر والحقد. لن ينجح العملاء وأسيادهم في ثقب جدار الأمن البحريني الصامد أبد الدهر بوجه التحديات العدوانية الشرسة، وستواجه البحرين المؤامرة وتنتصر كما انتصرت في معارك الحرية والسيادة والاستقلال، أما الإرهابيون فإن الشعب سيحرقهم قبل أن يتولى الربيع العربي تنظيف أوكار الفاشية والعدوان والحقد، وفي النهاية فإن للبحرين رباً يحميها وقيادة تذود عنها وشعبا عربيا أبيا لن يضحي بحريته أو يبيع وطنه للدجالين، ودول عربية خليجية تسانده وتدعمه، وسيهزم البحرينيون الارهاب وأهله ومن يروج له من الذين نعرف وتعرفون.