أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى لدى زيارته المجالس الرمضانية أمس، أن القرارات الفوقية ليس لها صدى أو استمرارية، مقابل رسوخ وفاعلية القرارات القائمة على مبدأ التشاور، وقال “لا يمكن لأحد الانفراد بالرأي دون التشاور مع المواطنين أو المؤسسات الدستورية القائمة”.
وأضاف لدى زيارته مجالس سمو الشيخ حمد بن محمد بن سلمان آل خليفة والنائب عادل المعاودة وعلي راشد الأمين وعائلة بن هندي يرافقه نجله سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة، أن نهج التواصل في البحرين أثبت فاعليته داخلياً، و«نحن نشجع على مد جسور التواصل لتكون بصفة مستمرة مع أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي”.
ونبّه سمو ولي العهد إلى أن الفئوية والطائفية والعنصرية بكل أشكالها تضر ولا تنفع، وأن الاحترام المتبادل وإذكاء روح المحبة بين جميع مكونات المجتمع هو ما يصبح التعايش من خلاله ممكناً، معلناً وقوفه ضد كل أنواع الانفراد والابتعاد وتشجيعه اللقاء والتحاور بين الإخوة جميعاً.
وتمنى سموه لدى زيارته مجلس سمو الشيخ حمد بن محمد بن سلمان آل خليفة، أن يديم الباري عز وجل على البحرين الخير والبركة بقيادة جلالة الملك المفدى، وأن يعيد شهر رمضان المبارك على جميع المواطنين باليمن واليسر.
وبارك سموه له وللحضور الكرام بالشهر الفضيل، معبراً عن سروره لتجدد اللقاء بالإخوة في الأجواء الروحانية الطيبة في المجلس العامر باعتباره صورة من صور حرص أبناء البحرين على عادة التواصل والتآخي فيما بينهم سيراً على قيم الآباء والأجداد.
من جانبه، بارك سمو الشيخ حمد بن محمد بن سلمان لسمو ولي العهد بالشهر الفضيل، مشيداً بحرصه على اللقاء وحضور المجالس الرمضانية في مختلف مناطق البحرين، إحياءً للعادات والتقاليد الأصيلة للمجتمع البحريني خاصة في الشهر الفضيل. وتوجه صاحب السمو الملكي ولي العهد إلى مجلس الشيخ النائب عادل المعاودة، وهنأ سموه الحضور بشهر رمضان المبارك الذي يذكرنا بخصوصيته بما فيه من رحمة وتسامح، مشيراً إلى أن مبدأ التقارب والتشاور ليس بغريب على البحرين وأهلها، و«يشهد على ذلك عاداتنا الحميدة في الترابط ومؤسساتنا الاجتماعية والسياسية المبنية على أسس التشاور والتفاهم قديماً وحديثاً”. وقال سموه إن القرارات الفوقية ليس لها صدى أو استمرارية، في حين أن القرارات القائمة على مبدأ التشاور تكون راسخة فاعلة.
تناول سموه والحضور جملة من الموضوعات التي تهم المجتمع، وتطرق إلى ضرورة النأي بالبحرين عن التأثر بالتوترات في المنطقة، وأخذ ظروف المنطقة بعين الاعتبار حين النظر إلى وضعنا الداخلي. من جانبهم، عبر الحضور عن سرورهم وتقديرهم لزيارة سمو ولي العهد استمراراً لعادته السنوية في كل رمضان، وما يحرص عليه من الالتقاء بالمواطنين طوال العام.
وفي زيارته إلى مجلس علي راشد الأمين، بارك سموه بالشهر الفضيل، وقال: إن سروره بالتزاور واللقاءات في رحابه يكمن في أنها توازي عاماً كاملاً من التواصل، “لذا نشجع دائماً على الاستمرار في هذا النهج الذي اعتاده مجتمعنا”. وتطرق الحديث إلى نشاط القطاع التجاري وأهمية التنسيق ومد الجسور مع الدول الأخرى لتحفيزه، خاصة مع الدول الشرق آسيوية لما لها من موقع اقتصادي وتجاري مهم.
من جانبهم، عبّر علي الأمين وأبنائه والحضور عن فرحتهم لتشريف سموه لمجلسهم، مقدرين ما طرحه من حديث وآراء قيمة.
بعدها توجه سموه إلى مجلس عائلة بن هندي في محافظة المحرق، وبارك بالشهر الفضيل وعبر عن سعادته وسروره بالالتقاء مع أهالي المحرق في هذا المجلس، مشيداً بعطاءات أهل المحرق رجالاً ونساءً في خدمة الوطن.
وأكد سموه خلال اللقاء أنه لا يمكن لأحد الانفراد بالرأي دون التشاور سواء مع المواطنين من خلال المجالس التقليدية أو المؤسسات الدستورية القائمة “سيراً على نهجنا منذ القدم”.
وقال سموه إن نهج التواصل في البحرين أثبت فاعليته داخلياً، و«نحن إذ نؤكد عليه فإننا أيضاً نشجع على مد جسور التواصل لتكون بصفة مستمرة مع إخواننا وأشقائنا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وما تمثله من عمق استراتيجي للبحرين، منبهاً إلى أن الفئوية والطائفية والعنصرية بكل أشكالها تضر ولا تنفع، وأن الاحترام المتبادل وإذكاء روح المحبة ما بين جميع مكونات المجتمع هو ما يصبح التعايش من خلاله ممكناً، و«لذلك نقف ضد كل أنواع الانفراد والابتعاد ونشجع على اللقاء والتحاور بين الإخوة جميعاً، ليصبح التوافق ممكناً في جميع القضايا”. وقدم سموه شكره وتقديره لجهود منتسبي وزارة الداخلية، بحضور وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في مجلس عائلة بن هندي، منوهاً بجهودهم في حفظ الأمن والأمان لجميع المواطنين، بما يحفظ مكتسبات الوطن التي شارك جميع أبنائه في بنائها وصونها. وأكد ضرورة أن يتم تكريم المواطنين ممن أفنوا أعمارهم في خدمة الوطن، وقدموا خدمات جليلة في شتى المجالات التعليمية والصحية والرياضية، و«يجب أن يكون للوطن دور في تكريمهم، وهناك دور للمؤسسات الأهلية والاجتماعية في هذا المجال”.
وتطرق حديث سمو ولي العهد مع الحضور عن فرجان المحرق وهويتها، ويلمسه من يرى ما تحمله مبانيها من عبق وتاريخ هذه المدينة، مؤكداً أهمية الحفاظ عليها والاحتفاء بهذا التاريخ ودروسه وعبره، والحفاظ على نمط البناء التقليدي في المحرق. رافق سموه في زيارات المجالس وزير المواصلات كمال أحمد بن محمد، ومستشار الشؤون السياسية والاقتصادية بديوان ولي العهد الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس ديوان ولي العهد الشيخ خليفة بن دعيج آل خليفة، ومستشار ولي العهد الشيخ أحمد بن خليفة آل خليفة، والسكرتير الخاص لولي العهد الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة.