^ مسؤول إيراني: حلفاء سوريا لن يسمحوا بتغيير النظام ^ «أتارب» بلدة أشباح يتوسطها «شارع الموت»

عواصم - (وكالات): ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 97 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية معظمهم في درعا وحلب وأدلب، فيما أعلنت قناتا الجزيرة والعربية أن القائمة بالأعمال السورية في قبرص لمياء الحريري انشقت عن النظام ووصلت إلى قطر. وإذا ما تأكد هذا الانشقاق، فسيكون الثاني من نوعه بعد انشقاق السفير السوري في العراق نواف الفارس الذي لجأ إلى قطر.

من جهته، قال مسؤول إيراني بارز إن حلفاء سوريا “لن يسمحوا بتغيير النظام” في سوريا وسيوجهون “ضربات حاسمة” لأعداء دمشق إذا ما قرر هؤلاء المشاركة في النزاع. ونقل الموقع الرسمي للحرس الثوري على الإنترنت عن نائب رئيس القوات الإيرانية المشتركة الجنرال مسعود جزائري قوله إن “الشعب السوري وأصدقاء سوريا لن يسمحوا بتغيير النظام”. وأضاف أن “أصدقاء سوريا وحركة المقاومة لم يدخلوا المشهد بعد، وإذا فعلوا فإنهم سيوجهون ضربات حاسمة لجبهة العدو وخاصة للعرب المكروهين”.

من ناحية أخرى، أجرى النظام السوري سلسلة تعيينات أمنية بعد أقل من أسبوع على مقتل 4 من كبار قادته الأمنيين، في حين اتهمت المعارضة المسلحة النظام بنقل أسلحة كيميائية إلى مناطق حدودية، وذلك غداة إعلانه أنه سيلجأ إلى هذه الأسلحة في حال تعرض البلاد لـ “عدوان خارجي”. في هذا الوقت، توسعت رقعة الاشتباكات في مدينة حلب شمال سوريا بعد انحسارها في دمشق التي استعادت قوات النظام السيطرة على مجمل أحيائها، بينما أدت أعمال العنف في مناطق مختلفة من البلاد إلى مقتل 97 شخصاً.

سياسياً، نفى المجلس الوطني السوري المعارض أن يكون مستعداً للموافقة على تولي شخصية من النظام السوري رئاسة حكومة انتقالية يجري البحث فيها حالياً.

وجاء ذلك بعد وقت قصير على إعلان المتحدث باسم المجلس أن كل الخيارات لقيادة المرحلة الانتقالية في سوريا “قيد الدرس” ومن ضمنها تنحي الرئيس السوري بشار الأسد وتشكيل حكومة انتقالية برئاسة “شخصية وطنية” يمكن أن تكون من داخل النظام.

وعين الرئيس بشار الأسد اللواء علي مملوك مديراً لمكتب الأمن الوطني في سوريا، بحسب ما أفاد مصدر أمني.

كما عين اللواء رستم غزالة الذي كان مدير فرع دمشق للأمن العسكري، رئيساً للأمن السياسي، وديب زيتون الذي كان رئيس جهاز الأمن السياسي، رئيساً لإدارة أمن الدولة. واتهمت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل نظام الأسد “بنقل أسلحة كيميائية وأجهزة خلط للمكونات الكيماوية إلى بعض المطارات الحدودية”، وذلك بغرض تحويل “الضغط الإقليمي والدولي” عنه.

وأقرت وزارة الخارجية السورية للمرة الأولى بامتلاك دمشق أسلحة كيميائية، مؤكدة أنه “لن يتم استخدام أي سلاح كيميائي أو جرثومي أبداً خلال الأزمة مهما كانت التطورات الداخلية”، وأن هذه الأسلحة “لن تستخدم إلا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي”.

ورأى رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا أن “النظام الذي يقتل الأطفال ويغتصب النساء، من السهل جداً أن يستخدم الأسلحة الكيماوية”، مناشداً المجتمع الدولي اتخاذ التدابير اللازمة لمنع حدوث ذلك.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن احتمال استخدام أسلحة كيميائية في سوريا سيكون “أمراً مداناً”، معرباً عن أمله في “أن يبقى المجتمع الدولي يقظاً لكي لا يحصل أي شيء من هذا”. كذلك، نددت كل من لندن وبرلين بمثل هذا الاحتمال.

ميدانياً، استمرت الاشتباكات العنيفة في حلب. وقال المرصد السوري أن الاشتباكات تتركز في حي السكري وأطراف حي صلاح الدين، مشيراً إلى تعرض أحياء قاضي عسكر وباب الحديد والقاطرجي وكرم الجبل وقارلق إلى “إطلاق نار من رشاشات المروحيات التي تحوم في سماء الأحياء التي انتشر فيها الثوار”. وتسببت الاشتباكات وعمليات القصف بمقتل مقاتل و15 مدنياً.

وتواصل قوات الأمن والجيش السورى، اشتباكاتها مع قوات الجيش الحر، فى عدد من المحافظات والمدن السورية، مما أسفر عن سيطرة القوات النظامية على أحياء القدم والعسالى، جنوب دمشق، فى الوقت الذى أكد فيه نشطاء أن قوات الأمن أطلقت النار على سجن فى حلب، وأن 15 سجيناً قتلوا على أقل تقدير.

ورغم التوتر الأمني، خرجت تظاهرات طالبت بإسقاط النظام في بعض أحياء حلب.

وفي أنقرة، رأى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن المعارضة السورية “باتت أقرب من أي وقت مضى إلى النصر”، محذراً من أن تركيا مستعدة “للتعامل بالمثل” في حال تعرضها لاعتداء من دمشق. وأشار إلى أن دماء الشعب السوري ستبقى وصمة عار في جبين الرئيس الأسد.

في باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يفلت في النهاية من العقاب لأن “على كل الطغاة أن يدفعوا ثمن” جرائمهم.

في بغداد، قررت الحكومة العراقية بناء مخيمات للاجئين السوريين عند معبري ربيعة “اليعربية” والقائم “البوكمال”.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن ما ينطوي عليه الصراع السوري من “خطر كبير” على إسرائيل هو احتمال أن تنهار حكومة دمشق ويقع مخزونها من الأسلحة الكيماوية والصواريخ في أيدي جماعة حزب الله اللبنانية.

وأكد قائد أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بني غانتز أن النظام السوري برئاسة بشار الأسد “يسيطر على مخزونه من الأسلحة”.

واعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أنه لم يفت الأوان بعد ليبدأ الرئيس السوري بشار الأسد عملية انتقالية للسلطة في بلاده.

وقررت اليونان “تعليق عمل” سفارتها في دمشق لأسباب أمنية، كما جاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مجموعة من السفن الحربية الروسية التي يفترض أنها تتجه إلى مرفأ طرطوس السوري، قد دخلت البحر المتوسط بعد عبور مضيق جبل طارق.

من جهة أخرى، وبعد أشهر من القتال، تخلى أخيراً جنود النظام السوري، عن مفترق طرق استراتيجي، وغادروا تاركين وراءهم بلدة أشباح مزقها الرصاص، تمخرها دوريات مقاتلي المعارضة وحفنة من السكان المصدومين.

وأعاد مقاتلو المعارضة تسمية امتداد طريق باب الهوى السريع، الذي يمر عبر وسط بلدة أتارب، إلى “شارع الموت،” وحتى وقت قريب، قالوا إن كل من يتجرأ على وضع قدمه في الشارع، فإنه سيصبح هدفاً.