القاهرة - (وكالات): كلف الرئيس المصري محمد مرسي هشام قنديل، وزير الري والموارد المائية في حكومة تصريف الأعمال الحالية برئاسة كمال الجنزوري، بتشكيل حكومة جديدة، كما أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي.
ويتولى هشام قنديل حقيبة الري منذ أكثر من عام إذ عين في هذا المنصب في حكومة عصام شرف التي شكلت العام الماضي واستمر في موقعه في حكومة الجنزوري التي انتهت ولايتها بعد تولى الرئيس المصري الجديد مهام منصبه في 30 يونيو الماضي الذي كلفها بتسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.
وستكون حكومة قنديل الأولى في عهد الرئيس محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين والذي يعد أول رئيس مدني منتخب لمصر بعد أن أطاحت ثورة شعبية بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في 11 فبراير 2011. وتعهد مرسي خلال الأسابيع الأخيرة بأن يكون رئيس وزرائه من الشخصيات “الوطنية التكنوقراطية” غير المنتمية لتيار سياسي بعينه.
وأعلن ياسر علي للصحافيين أن مرسي “كلف صباح أمس الدكتور هشام قنديل وزير الري والموارد المائية السابق بتشكيل الحكومة الجديدة والعمل علي الانتهاء من التشكيل الوزاري لممارسة دوره الوطني في القريب العاجل”. وأضاف أن “هذا التكليف جاء لشخصية وطنية مستقلة بعد دراسات ومشاورات لاختيار شخصية قادرة على إدارة المشهد الراهن بكفاءة واقتدار” موضحاً أن “التشكيل الكامل للحكومة سيعلن في وقت قريب وهو من اختصاص رئيس الوزراء بعد التشاور مع رئيس الجمهورية”.
وأكد علي أن قنديل “لم ينتم لأي حزب سياسي قبل الثورة أو بعدها”.
وهشام قنديل من مواليد 1962 وتخرج من كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1984 وحصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة نورث كارولاينا الأمريكية التي درس فيها بين عامي 1988 و1993 قبل أن يلتحق بالمجلس القومي لبحوث المياه ويحصل على درجة الأستاذية عام 2002. عمل قنديل على الأثر مديراً لمكتب وزير الري منذ عام 1999 وحتى عام 2005 كما شغل العديد من المناصب آخرها منصب رئيس قطاع النيل في البنك الأفريقي للتنمية.
وكان محمد مرسي تعهد فور توليه مهام منصبه بأن يختار رئيساً للوزراء غير منتم إلى أي حزب سياسي وأن يكون من التكنوقراط بعد أن وجهت لجماعة الإخوان اتهامات كثيرة بالسعي للهيمنة على كل السلطات في البلاد.
غير أن بعض الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي المصرية قالوا فور إعلان تكليفه تشكيل الحكومة أن قنديل من المتعاطفين مع جماعة الإخوان مشيرين بصفة خاصة إلى كونه ملتحياً.
إلا أن قنديل أكد في حوار أجرته معه العام الماضي قناة الجزيرة مباشر مصر، أنه من “التكنوقراط ولم ينتم في أي مرحلة من مراحل عمره إلى أي جماعة سياسية أو دينية” مضيفاً “أطلقت لحيتي سنة عن رسول الله”. وفي أول مؤتمر صحافي له بعد تكليفه، قال قنديل إثر مقابلة مع الرئيس المصري إن الحكومة الجديدة ستشكل من “تكنوقراط وليست حسب التوجهات والتيارات، وشدد علي أن الكفاءة هي أساس اختيار الوزراء”.
وأكد أن “رئيس الحكومة مخول باختيار جميع الوزراء” مشيراً إلى أن “الاعتماد الأخير لاختيار الوزراء من سلطة الرئيس لأن نظام مصر رئاسي وسنعمل معاً بروح الفريق”.
وكشف قنديل أن “الرئيس مرسي علي تواصل مستمر مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بخصوص اختيار وزير الدفاع وما إذا كان المشير طنطاوي سيستمر في منصبه أم سيتم اختيار قيادة أخرى”. ودعا رئيس الوزراء المكلف “جميع القوى السياسية والشعب المصري لمساندتنا في هذه المهمة الصعبة” موضحاً أنه سيبدأ المشاورات “فوراً لاختيار الوزراء حتى يتسنى إعلان تشكيل الحكومة خلال أيام قليلة”. ورداً على سؤال حول توجهات الحكومة، قال قنديل إنها تتركز علي “تحسين الطاقة والمرور والنظافة والخبز والأمن وتحسين الخدمات”.
وقد انتقدت تيارات ونشطاء سياسيون مصريون تكليف قنديل بتشكيل الحكومة المصرية الجديدة، معتبرين إياه ليس صاحب كفاءة وبلا ماض سياسي يؤهله للمنصب الرفيع.
من جانب آخر، قال ناشط وعامل إن آلاف العمال في شركة حكومية مصرية للغزل والنسيج علقوا إضرابهم عن العمل أمس بعد حصولهم على تنازلات في نزاع بشأن الرواتب أوقف العمل في جزء كبير من القطاع الأسبوع الماضي.
ودخل نحو 23 ألف عامل بشركة مصر للغزل والنسيج أكبر شركة للنسيج في البلاد في إضراب قبل نحو أسبوع مطالبين بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل. وانضم إليهم نحو 12 ألف عامل بشركات نسيج حكومية أخرى.