إعداد: وليد صبري
أكَّد أطباء ومختصون أنَّ “شهر رمضان فرصة ذهبية لتصحيح عادات غذائية سيئة، وأساليب عشوائية في تناول الطعام، تنجم عنها مخاطر صحية متعددة، أهمها الإصابة بالسمنة، وتراكم الدهون على جدار الأوعية الدموية، ما يسبب تصلب الشرايين، بينما الإفراط في البروتينات والكربوهيدرات يرسب أملاح اليوريك، فتسبب خشونة المفاصل، ومضاعفات صحية لا تحمد عقباها”.
وأوضحوا أنَّ “تناول كميات كبيرة من الطعام في السحور لا تعني مقاومة الجوع أثناء الصيام، بل ربما تأتي بنتائج عكسية”.
الجوع 16 ساعة:
من جهته قال أستاذ الطب العلاجي في جامعة مالمو في السويد د.سالم الخفاف إنَّ “الدراسات العلمية أكَّدت قدرة الإنسان السليم على تحمل الجوع والعطش ما يقرب من 16 ساعة يومياً، فصيام شهر رمضان راحة للنفس والجسد”، مشيراً إلى أن الإحصاءات أكَّدت أن معدل الاستهلاك الغذائي اليومي ينخفض إلى قرابة النصف خلال فترة الصيام. وأضاف د.الخفاف أنه “للحصول على الطاقة اللازمة يبدأ الجسم باستهلاك السكر الموجود في الدم مباشرة، وعند نفاذه يضطر إلى تفكيك الكليكوجين المخزون بالكبد، ويحوله إلى طاقة، وعدم الاكتفاء من الطاقة يؤدي إلى حرق الدهون والشحوم المتراكمة في الجسم للاستفادة من الطاقة الناتجة عن ذلك، كما إنه يستفيد من بروتينات الجسم كطاقة تعويضية نتيجة الصوم. وبتلك الطريقة يمكن للصائم المحافظة على وزنه، من خلال خفض الطاقة المكتسبة إضافة إلى أنَّ الصيام يساعد على التخلص من بعض السوائل التي تتجمع في الجسم، وبالتالي يتخلص الصائم من البدانة، التي ربما يصاب بها في أوقات أخرى غير الصيام، وما يصاحبها من مضاعفات صحية خطيرة تتمثل في ارتفاع ضغط الدم، وأمراض السكري، والتهابات المفاصل، وزيادة نسبة الكولسترول، وما يتبعها من أمراض المخ والقلب والأوعية الدموية، إضافة إلى أمراض الجهاز العصبي، وما يتعلق بالاكتئاب والقلق وغيرها من الأمراض النفسية المختلفة”.
راحة الجهاز الهضمي:
وأشار إلى أن الفوائد الصحية للصوم تتمثل في: توفير الراحة للجهاز الهضمي وتجديد نشاطه، حيث تقل الإفرازات المعَدية فيتخلص الجسم من حموضة المعدة، الصيام وسيلة مناسبة لتخفيف إجهاد غدة البنكرياس، وبالتالي خفض معدلات الإصابة بداء السكري، كما إنه يخلِّص الكبد من الشحوم المتراكمة، وينشط خلاياه ويقلل من تكوين المواد الضارة الناتجة عن عملية الأيض أو الاستقلاب البيولوجية، تجديد خلايا الجسم، وتخليص الجسم من الخلايا التالفة والهرمة، وخلو المعدة من الطعام أثناء الصيام يسهم في الحد من التوتر والضغط العصبي.
ونصح د.الخفاف “بتجنب الإفراط في تناول الدهون والسكريات عند الإفطار”، موضحاً أن “الإفطار يجب أنْ يكون معتدل الكمية ومتنوعاً، بحيث تكون كمية الدهون أقل، والبروتينات هي الأغنى، إضافة إلى السوائل الدافئة، والخضروات والفواكه”.
الإفطار 3 مراحل
من جانبه،، نصح أخصائي الأمراض الباطنية د. أحمد مصطفى بضرورة أنْ يفطر الصائم على3 مراحل، المرحلة الأولى تشمل سرعة الحصول على الطاقة الضرورية للجسم، وخصوصاً المخ والقلب، حيث يفضل تناول3 حبات من التمر لاحتوائه كميات وفيرة من السكريات البسيطة التي تعد سهلة الامتصاص، إضافة إلى المعادن والأملاح المفيدة لجسم الإنسان، والمرحلة الثانية تتم بعد فترة وجيزة، إذ يمكن للصائم أن يتناول كمية مناسبة من الحساء الدافئ، حيث تساعد على تنشيط المعدة، وفي المرحلة الثالثة يمكن للصائم بعد ذلك تناول وجبة العشاء المكوَّنة من طبق متوسط من النشويات “الأرز أو المعكرونة أو البطاطس”، والبروتينات من اللحم أو الدجاج أو السمك والبقول مع الإكثار من سلطة الخضروات، أما خلال فترة المساء فمن الممكن تناول حبات من المكسرات مثل “الجوز واللوز والبندق والفستق” أو قطعة صغيرة من الحلوى.
وفيما يتعلق بالسحور، فنصح د.مصطفى بضرورة تناول وجبات السحور بكميات مناسبة، مشيراً إلى أن تناول كميات كبيرة خلال فترة السحور لا تعني بالضرورة مقاومتها للجوع خلال فترة الصيام، بل على العكس ربما تأتي بنتائج سلبية.