تتغير عادات مغتربي العراق لدى بعض الأسر أو عند بعض الشباب، فالشاب يقضي يومه في العمل ويعود لمنزله قبل الأذان بوقت صغير ليعد الطعام السهل ولا يتقيد بعاداته أو تقاليده في بعض الأحيان، وبعد الأذان إما يواصل عمله أو يجلس بالبيت أو إذا كان لديه أصدقاء فيفطروا في بيت أحدهم ويسهروا إلى وقت السحور ويعاودوا العمل ثم يتفقوا على مَن سيكون عنده الإفطار اليوم التالي، وإذا كان شاباً لا يجيد الطبخ فيقوم بطلب وجبات سريعة والمشكلة التي من الممكن أن تواجهه في طلبات الوجبات السريعة الخطأ في العنوان وهذا ما يرويه أحدهم وتأخر موعد الإفطار، وبعض الشباب توضع لديهم مأكولات جاهزة في الثلاجة تحتاج فقط التسخين في وقت تكون فيه العائلة تحضرها له، وفي بعض الأحيان يجتمعون داخل مطعم خاص بالمأكولات العراقية ويوفر لهم الجو الرمضاني والأسري.
وأما عن حال الأسر فتكون المائدة على الطريقة العراقية ويطبقوا عاداتهم في العراق، وفي وقت الإفطار يكون في بيت أحدهم وبعد الإفطار يكون وقت الحديث ويتجمع الأصدقاء إلى وقت السحور في بيت آخر، ويتجمع عدد كبير منهم على مائدة واحدة ويحيون عاداتهم، وتتنوع مائدة الطعام في البيت عن اليوم الذي يليه، ولهذا الشهر عندهم عادات وتقاليد منذ القدم تتمثل بكثرة الزيارات بين الأقارب والجيران تتبادل فيها الدعوات على وجبة الإفطار، والتي من شأنها زيادة الألفة والمحبة بين العوائل العراقية.
وتشتهر العادات العراقية بعد الإفطار ببعض الألعاب مثل المباريات بين فريقين ولعبة المحيبس (هي لعبة تتكون من فريقين كل فريق يتكون من عدد من الأشخاص قد يتجاوز العشرين ويجلس الفريقان بصورة متقابلة وبشكل صفوف ويقوم أحد أشخاص الفريق الأول بوضع خاتم (محبس) بيد أحد أشخاص فريقه ويتم اختيار أحد الأشخاص من الفريق الثاني ليعرف (يحزر) مكان الخاتم، ويتم تسجيل النقاط لكلا الفريقين حسب عدد المرات التي تمكن خلالها من معرفة مكان الخاتم، والفريق الذي يحقق الحد الأعلى من النقاط (21 نقطة هو الفائز) أو لعبة الصينية وتهدف تلك الألعاب إلى تقوية أواصر المحبة والصداقة والتعارف وتوطيد المحبة والألفة.
وقال الصحافي سلام الشماع -عراقي- رئيس قسم التحقيقات في صحيفة “الوطن”: “لا ألذ من شهر رمضان في الوطن، ولكن رمضان في الغربة وطن أيضاً، فنحن في الغربة نجتمع أيضاً، مغتربون يبحثون عما يطفئ حنينهم للوطن، بممارسة طقوس تشابه ما مارسناه من طقوس في الوطن.. فالعمل ينتهي قبل وقت بسيط من أذان المغرب وعندما نذهب إلى البيت تكون “أم العيال”، وهي صائمة أيضاً أعدت وجبة الإفطار بنوعيات تجتهد أن تكون قريبة الشبه لما كانت تعده في الوطن.. هي أيضاً تعاني الحنين للبلد الذي تركته للعيش في بلد آخر.. وألذ أطباق رمضان بعد التمر واللبن هو “الدولمة” وهي خضار “محشّى” بالرز واللحم، ويسمونه في بلدان أخرى “المحاشي” و«تمن الجزر” وهو طبق رز مخلوط بقطع صغيرة من الجزر والبصل، أو “تمن الباكلا”، وهو رز مخلوط بالفول الأخضر وعشب اسمه (الاشبنت)، ولا تستغني مائدة الإفطار العراقية عن الطرشي (المخلل)، ولكن طرشي العراق مفقود في الغربة، لذلك تعمد أم البيت إلى إعداده بنفسها.
ويخرج المغتربون العراقيون، بعد الصلاة والإفطار، ليجتمعوا في بيت أحدهم، وقد تطول جلستهم إلى ما قبل أذان الفجر فيتناولون طعام السحور ثم يعودون إلى بيوتهم ليأخذوا قسطاً من الراحة قبل الانطلاق إلى العمل، وفي هذه الجلسة يمارس المغتربون الألعاب الشعبية المعروفة في وطنهم مثل المحيبس وهي لعبة رمضان المفضلة، أو ينشغلون بأحاديث عن هموم الغربة والحنين إلى الوطن.
ولكن رمضان في البحرين سهل ممتع فلا يتحير الإنسان إذا ما لم يعد شيئاً من الطعام في بيته، فوجبات الديليفري هي الحل السريع لصائم مغترب أهله ليسوا معه.