عندما تعلمت إيوانا ماتيي من جدتها كيفية تزيين بيض عيد الفحص وفق تقنية معقدة تستند إلى الشمع والصباغ، لم تتخيل يوماً أن تصاميمها ستتخطى حدود رومانيا. تقول هذه المرأة الأربعينية «سئم الناس من الأغراض التي تنتجها الآلات في المصانع وهم يريدون منتجات يصنعها الإنسان يدوياً من كل قلبه». تعمل إيوانا في منزلها في بلدة نيكوليستي الواقعة بين التلال جنوب شرق رومانيا، غير أن البيض الذي زينته عرض في بوخارست وألمانيا وإيطاليا. وخلال عطلة نهاية الأسبوع هذه، يحتفل ملايين المسيحيين الأورثوذكس في العالم بقيامة المسيح من الموت. وهم يتبادلون في أوروبا الشرقية البيض الملون الذي يرمز إلى القيامة. ويصبغ غالبية الرومانيين البيض المسلوق بالأحمر في إشارة إلى دم المسيح ويقدمونه لعائلاتهم وأصدقائهم، أو يضعونه على قبور أقربائهم. لكن بعض الحرفيين في بوكوفينيا (الشمال) ونيكولستي خصوصاً أنهم أتقنوا فن تزيين البيض بحيث أصبح البيض «مصدر إعجاب» يعرض في المتاحف ويزداد عليه الطلب في الخارج. ويختلف سعره باختلاف حجمه وزينته ومكان ابتياعه، بدءاً بـ 2 يورو وصولاً إلى أكثر من 50 يورو. أما في الجنوب، فالتصاميم هي «أبسط» ترتكز على أعمال الحقل والديانة والحيوانات والنباتات. وتختلف الأساطير من منطقة إلى أخرى في البلاد «حيث تطورت الحرف اليدوية والثقافة ونهلت من تأثيرات خارجية» على ما تقول إيوانا بوبيسكو. فرومانيا تتكون من حوالى 20 أقلية مختلفة الثقافات والمناهل (أوكرانية ومجرية ويهودية وبلغارية...).