ترشيح بيليه لكولومبيا للحصول على كأس العالم كان من المفاجآت التقليدية لبيليه التي يشتهر بها، فكل توقعاته لم تصب يوماً ما ولكن كان لترشيحه هذه المرة صدى عظيم لدى الكولومبيين، حيث تدافعوا على مكاتب المراهنات، بل إن عصابات المخدرات الكولومبية الشهيرة كانوا السابقين للمراهنة على فوز منتخبهم بمبالغ كبيرة، وفي مونديال 94 حدث ما لم يكن متوقعاً بعد العروض الكبيرة من قبل المنتخب الكولومبي في التصفيات القارية لمنتخبات أمريكا الجنوبية، حيث خرج المنتخب الكولومبي من الدور الأول من البطولة، ولم يكن أكثر المتشائمين في كولومبيا يتوقع هذه النهاية الكارثية للمنتخب في كأس العالم، حيث التقى منتخبا كولومبيا والمنتخب الأمريكي وسجل اللاعب إسكوبار هدفاً في مرماه بالخطأ، فسقط إسكوبار أرضاً بعد تسجيله الهدف لكن زملاءه قاموا بمواساته ليكمل المباراة، لكن هذا الهدف كان بمثابة الخروج المر لجيل ذهبي لكولومبيا بقيادة فالديراما صاحب الشعر الذهبي، فهذا الجيل كان مرشحا آنذاك للفوز بكأس العالم قياساً على النتائج الرائعة في التصفيات لكنه سقط بهدف إسكوبار.

لم يكن أحد يتوقع أن تكون ردة فعل الجماهير الكولومبية على هذا النحو، فبعد عودته إلى بوغوتا وخلال إحدى الليالي بينما كان اللاعب خارجاً من أحد المطاعم في مدينة ميدلين الواقعة غرب كولومبيا كان هناك ثلاثة رجال قاموا بضربه، وبينما كان يهم بالهروب منهم متوجهاً لسيارته قام أحد الأشخاص بتوجيه مسدسه نحوه وقتله عقاباً على هذا الهدف.

وجاءت هذه الصدمة الكبيرة لتهز كولومبيا بأسرها، إذ كان السبب في مقتل إسكوبار مراهنة كبار تجار المخدرات التي تشتهر بها البلاد على فوز كولومبيا بهذه المباراة ليأتي إسكوبار ليضيع على المراهنين أرباحهم، وإذا كان المتنبي قتله شعره، فإن إسكوبار لاعب قتله هدفه.

جرت نهائيات كأس العالم 1978 في ظروف سياسية متشنجة، وقد كانت المنتخبات الأوروبية قد هددت بمقاطعة الدورة، وقبل انطلاق منافسات المونديال، اغتيل رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم عمر آكتيس على يد مجهولين، وهو الأمر الذي رمى بالخوف والشكوك على النهائيات، ولكن اعتبر الاتحاد الدولي دورة الأرجنتين من أهم الدورات في تاريخ المونديالات، هذا وقد تلقى النجم الهولندي يوهان كرويف رسالة خطية حملت تهديداً واضحاً له ولعائلته في حالة اشتراكه في البطولة، وهو ما جعله يعلن انسحابه من المنتخب، ولم يعلن الأسطورة الهولندية عن ذلك إلا قبل أعوام بسيطة من الآن، وقد توقع الكثيرون من مؤرخي الرياضة أن كل ذلك كان بواسطة عصابات أرجنتينية وصلت بتهديداتها لحكام البطولة وهذا ما جعل الأقاويل تتزايد في أن الأرجنتين سرقت كأس 78 بواسطة أخطاء تحكيمية واضحة، استفاد منها رفقاء كيمبس.