الشوربة والزلابية.. سيدتا مائدة الإفطار الجزائرية

كتب- عبد الله إلهامي:

تتفنن ربات البيوت بإعداد مختلف أنواع المأكولات التي تتزين بها المائدة ساعة الإفطار، ويمكن ملاحظة ظاهرة إيجابية تميز العائلة الجزائرية وتعبر عن أواصر التكافل والترابط الاجتماعيين وهي تبادل النساء مختلف أنواع المأكولات لغرض تجديد محتويات موائد الإفطار وتنويعها يومياً.

ولا يقتصر مطبخ العائلة الجزائرية على الأطباق التي تميّز المنطقة التي تنتمي إليها العائلة، بل تشمل أيضاً جميع أصناف الأكلات التي تميّز مائدة رمضان وأنواعها في مختلف أرجاء القطر الجزائري.

ولابد أنْ نذكر أن «الشوربة» كما تسمى في الوسط، أو «الجاري» في الشرق، أو «الحريرة» المشهورة في الغرب هي من الأطباق الضرورية التي لا يمكن أن تخلو منها أي مائدة في رمضان، وتتكون من اللحم أو الدجاج إضافةً إلى الخضر المُزينة بالنعناع والكزبرة، كما تتميّز المائدة أيضاً بخبز الدار المُعد في التنور من السميد الناعم المضاف إليه الحبة السوداء أو الينسون.

ولا يقتصر تحضير العائلة الجزائرية لمائدة الإفطار فحسب، إنما يتم كذلك إعداد أو شراء مختلف المقبلات والحلويات التي تجهز خصيصاً لسهرات رمضان وبهذه المناسبة تتحول معظم المطاعم والمحال التجارية إلى بيع قلب اللوز التي تشبه البسبوسة وفي وسطها طبقة من اللوز المطحون، إضافةً إلى الزلابية بأنواعها الثلاثة.

وبمجرد الانتهاء من الإفطار، تدب الحركة عبر طرقات العاصمة وأزقتها، إذ يتوجه بعضهم إلى بيوت الله لأداء صلاة التراويح ويقبل آخرون على المقاهي وزيارة الأقارب والأصدقاء للسمر وتبادل أطراف الحديث في جو لا تخلو منه الفكاهة والمرح والتلذذ بارتشاف القهوة أو الشاي حتى انقضاء السهرة في انتظار ملاقاة أشخاص آخرين في السهرات المقبلة.

ومن العادات الموشكة على الاندثار ما يسمى بـ»البوقالات» التي كانت تجمع النساء والفتيات طوال سهرات رمضان في حلقات يستمعن فيها إلى مختلف الأمثال الشعبية بهدف معرفة مصيرهن من خلال ما تحمله سيدة الحلقة من فأل لهن.

كما إن بيوت الأسر الجزائرية القديمة تصمم على هيئة فناء وحوله غرف متعددة وفي شهر رمضان توضع مائدة الإفطار في ذلك الفناء لتجتمع عليه العائلة بأكملها، ويتم وضع التلفزيون فيه، علاوة على ذلك فإن الأطفال الذين لا يصومون يتم إطعامهم شيئاً مُراً عقاباً لهم، أو أن يُحرموا من الإفطار وسط هذا الجو العائلي.