كتب - محمد خليفات:

كان الخبز، ولا يزال، أهم وأشهر العناصر الغذائية للإنسان على مر العصور، وهو بلا منازع رفيق الموائد العالمية حيث لا تخلو مائدة في العالم من نوع أو نوعين من هذا الصنف الغذائي، إذ تبلغ نسبة الطلب عليه 70% خلال الشهر الفضيل ومقارنةً بالأيام العادية، ويصف الخبز بأنه ‘’سيد الموائد الغنية والفقيرة».

ويؤكد صاحب إحدى محال الخبز بالمملكة، - فضل عدم ذكر اسمه- ارتفاع الطلب على الخبر 70% في المملكة مقارنةً بالأيام العادية من السنة، مشيراً إلى أن الخبز الإيراني يحتل المرتبة الأولى من حيث الطلب عليه.

وعزا ذلك إلى تفضيله لدى الكثيرين بالإضافة إلى دخوله في مكونات بعض الأطعمة الشعبية والتي تنتشر بشكل كبير خلال رمضان، مضيفاً في الوقت عينه، أن الخبز اللبناني يشهد إقبالاً لا بأس به، في حين يتراجع الطلب على «الروتي» بنسبة تتراوح بين 40-50% خلال الشهر الفضيل.

ومن المكونات الأساسية الأخرى لصنع الخبز، الطحين المصنوع من القمح، والذي يضاف إليه كل من السكر أو الملح، الحليب أو الماء لصنع العجينة، وتختلف أنواع الخبز اعتماداً على نوع الحبوب التي تصنع منها، فهناك على سبيل المثال خبز الشعير الذي يُعَدّ من دقيق الشعير، ليس هذا فحسب، بل هناك من يصنع خبزاً من دقيق الذرة، ويسمى خبز الذرة.

ومن بين الأنواع أيضاً، خبز القمح الذي يعتبر من أجود أنواع الخبز لما يتصف به من نعومة ورقة في القوام، ناهيك عن رائحته الزكية ومن خبز القمح يُصنع الخبز الأبيض والأسمر، أو خبز النخالة. وتشير الدراسات إلى أن الإنسان عرف الخبز قبل ما يزيد عن 10 آلاف عاماً، ولم يكن الخبز ‘’ الأول’’ سوى قطعة عجين مسطحة، وكان القدماء يصنعونه من عجينة مصنوعة من الحبوب، أو الطحين، والماء. وتتلخص الطريقة في خلط المكونات السابقة، ومن ثم خبزها، إذ تمت الإشارة إلى أن تاريخ الأدوات الأولى التي استخدمها الإنسان قديماً لصنع الخبز، يعود إلى 8 آلاف سنة قبل الميلاد.

يذكر أن الخبز بأنواعه وأشكاله المختلفة كان، في القرون الوسطى في روما، معياراً للمكانة والطبقة الاجتماعية، فقد كان لون الخبز الذي يستهلكه الفرد دليلاً على الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها.

وكلما كان لون الخبز أغمق، اعتماداً على نوع القمح المستخدم في صناعته، دل ذلك على الطبقة الاجتماعية الأدنى لمستهلكه في المجتمع، ويعود السبب في ذلك إلى ارتفاع سعر حبوب القمح الأفتح لوناً عن نظيراتها الأغمق.