عواصم – (العربية نت، وكالات): تتعرض المفاعلات النووية الإيرانية منذ سنوات عدة لهجمات إلكترونية بغية تعطيلها وآخرها تم عبر استخدام فيروس “ستاكس نت” لاختراق أنظمة المفاعل النووية الإيرانية، إلا أن أجهزة مفاعلي “نطنز” و«فوردو” قرب مدينة قم، تعرضت مؤخراً لهجوم من نوع آخر، حيث قام فيروس جديد بإغلاق شبكة التشغيل الآلي وتسبب بالبدء ببث أغنية “Thunderstruck” أي “ضربة الصاعقة” لفرقة “AC/DC”، وفقاً لما بثته قناة “العربية”. وذكرت شركة “F-Secure” الفنلندية المتخصصة في مجال مكافحة القرصنة الإلكترونية أنها استلمت رسالة إلكترونية من عالم نووي إيراني لم تذكر اسمه يشرح فيها تعرّض عدد من المنشآت خلال منتصف الليل للقرصنة وذلك باستخدام أداة “Metasploit-based” التي فرضت سيطرتها على الشبكة الافتراضية وتعمدت بث الموسيقى.

وتفيد مواقع إيرانية بأن 250 من العاملين في المنشآت النووية الإيرانية سمعوا أغنية “ضربة الصاعقة” التي بثها القراصنة بصوت عالٍ في كافة أقسام المنشأتين الإيرانيتين.

وأعلن موقع “بالاترين” الناطق بالفارسية نقلاً عن مصادر إعلامية إيرانية أن مسؤولي المفاعلين اضطروا لإغلاق جميع الأقسام بالكامل.

وبالرغم من تعرض المنشآت النووية الإيرانية لهجمات متوالية وقيام المجتمع الدولي بفرض المزيد من العقوبات على طهران رداً على أنشطتها النووية، أكد المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي لن تعيد النظر في مواقفها، دعياً الشعب الإيراني إلى اتباع التقشف.

وتأتي تصريحات خامنئي في الوقت الذي كان مساعد القائد العام للحرس الثوري كشف قبل أيام عن وجود تباين في وجهات النظر بين قادة النظام بشأن التفاوض مع الولايات المتحدة حول الملف النووي الإيراني المثير للجدل.

وتفيد تقارير ميدانية بأن العقوبات المفروضة على إيران بدأت تترك تأثيراً ملحوظاً على مستوى معيشة المواطنين، في حين وصف المرشد هذا الوضع بـ«المرحلة التي سيجتازها النظام”؛ لأن “استمرار هذه المرحلة ليس لصالح الغرب”، حسب تعبيره.

من ناحية أخرى، ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي حث السياسيين في بلاده على إظهار الوحدة فيما بينهم أكثر، وحذر الغرب بأن العقوبات التي قررها بشأن برنامج إيران النووي سوف تجعل الحكومة أكثر تصميماً على مواصلة برنامجها. وقد أثرت العقوبات التي فرضت على إيران منذ بداية العام الحالي في الاقتصاد الذي أخذ يعاني من ضعف العملة، وزيادة التضخم، وارتفاع نسبة البطالة. وناشد خامنئي المسؤولين الإيرانيين بألا يتشاجروا على الملأ.

وكان خصوم الرئيس محمود أحمدي نجاد من المحافظين في البرلمان قد انتقدوا بشدة طريقة معالجته للاقتصاد وعدم منعه زيادة أسعار الأغذية. ونقلت وكالة فارس عن خامنئي قوله خلال اجتماع مع المسؤولين “الواقع أن هناك مشكلات، ولكن لا ينبغي الإنحاء باللائمة على هذا الحزب أو ذاك، ولكن كان يجب حل تلك المشكلات بالوحدة”. وأضاف خامنئي “يجب أن تتفادوا الخلافات غير المفيدة، وأن تتفادوا إظهارها علناً للحفاظ على وحدة الأمة، ويجب أن يعرف المسؤولون أن تلك الأفعال لن تجلب لهم أي شرف أو تعلي من مكانتهم بين الناس”.

وحضر الاجتماع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وخصمه رئيس البرلمان علي لاريجاني.

وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد نفذوا تطبيق حزمة عقوبات شديدة على إيران، من بينها الحظر على النفط الإيراني، من أجل الضغط على طهران للإقلاع عن برنامجها النووي، الذي يظن الغرب أن الهدف منه هو الحصول على سلاح نووي.

وقال خامنئي إن “البلاد ستتغلب على الصعوبات الاقتصادية المفروضة على النظام الإسلامي، لأن استمرارها ليس في صالح الدول الغربية”.