شارك الفنان التشكيلي المصري حلمي التوني الرسام ومصمم الجرافيك في معرض “فن عربي وطنه العالم” ضمن فعاليات ملتقى مجلة “العربي” الحادي عشر بالكويت 12 - 15 مارس 2012، ورأس إحدى جلسات الملتقى، وهي جلسة “حضور التشكيل العربي في المهجر” التي شارك فيها مجموعة من التشكيليين العرب الذي يعيشون في المهجر ومنهم: أحمد الحجري وحسن موسى وضياء العزاوي وعفيفة العيبي. وجاءت أعمال حلمي التوني الحاصل على بكالوريوس في فن التصميم المسرحي في معرض “فن عربي وطنه العالم” عبارة عن لوحات “زيت على قماش” متميزة تدور حول علاقة الفتاة بالحصان والتي تبدت في اكثر من لوحة بطريقة رمزية، فمرة الحصان هو رمز الخلاص للفتاة، ومرة يرمز الحصان للحلم أو هو الجواد الأبيض الذي يأخذها عليه فارس أحلامها ويطير، ومرة نجد الحصان عبارة عن لعبة خشبية، أو كرسي خشبي هزاز على شكل حصان. وفي اللوحات المصاحبة بحسب موقع ايست أونلاين سنجد علاقة عشق بين الفتاة وحصانها فمرة تحضنه، وأخرى تربت عليه في حنان كبير، ولعلنا نلاحظ في هذه اللوحات العلاقة الجمالية بين شعر الفتاة الأسود المنسدل على ظهرها وشعر الحصان، وكأن هناك استعارة ما بين الشعرين سواء في اللون أو الطول أو الانسدال أو حتى طريقة القص في نهاية هذا الشعر المنسدل. أضفى اللون الأحمر الوردي في خدي الفتاة وعلى شفتيها أو ما تنتعله في قدميها، أو في بعض خطوط فستانها الطويل، فضلاً عن التفاحة الحمراء التي تمسك غصنها الأخضر، إيقاعا لونيا خفَّف من حدة الأبيض والأسود باللوحات، وأيضا اللون الأخضر سواء في تحديد بعض الخطوط أو المتمثل في قليل من الزرع والأغصان المتناثرة أسفل بعض اللوحات، كما يلاحظ في إحدى اللوحات تحول اللون الأحمر الوردي إلى لون برتقالي أسفل قوائم الحصان في تناغمه مع التفاحة التي تحولت إلى برتقالة، بينما تحولت الفتاة في هذه اللوحة إلى طائر يشبه الهدهد بمنقاره الطويل. إن عالم الفنان حلمي التوني عالم ثري ويقبل مئات التأويلات، فهو مثقف كبير وفنان على درجة عالية من الوعي الذكاء، مارس عدة نشاطات فنية لها علاقة بالمجال الفني البصري، وحصل على العديد من الجوائز العالمية، من بينها جوائز تمنح لأول مرة لفنان عربي مثل ميدالية معرض “ليبزج” الدولي، وجائزة معرض “بولونيا” لكتب الأطفال. وقد شارك التوني في العديد من المعارض الجماعية في مختلف دول العالم، وتوجد لوحاته ضمن مقتنيات متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة والمجموعات الفنية في مصر والبلاد العربية وأوروبا وأميركا، وأعماله في مختلف المجالات ذات طبيعة رمزية ومستوحاة من أشكال الفن الشعبي والأساطير، ولعل الحصان الخشبي في إحدى اللوحات المصاحبة يدل على تغلغل الفن الشعبي في أعماق الفنان.