عواصم - (وكالات): ذكرت المعارضة السورية أن “112 مدنياً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية، فيما استمرت في استقدام تعزيزات إلى مدينة حلب شمال سوريا تمهيداً لشن هجوم كبير من أجل استعادة الأحياء التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون والتي تشهد منذ أسبوع معارك ضارية ومستعرة.
وتسببت أعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا بمقتل 112 مدنياً و29 مقاتلاً معارضاً ومنشقين اثنين و32 جندياً نظامياً. وأفاد مصدر أمني أن “تعزيزات من القوات الخاصة انتشرت من الجهة الشرقية للمدينة، كما وصلت قوات إضافية ستشارك في هجوم مضاد شامل في وقت لاحق على حلب. وأوضح المصدر أن “1500 إلى 2000 مقاتل وصلوا أيضاً من خارج المدينة لدعم 2000 مقاتل من المسلحين الموجودين في المدينة”، مشيراً إلى أن هؤلاء ينتشرون في الأحياء الجنوبية والشرقية على أطراف حلب، لاسيما صلاح الدين والجوار. وتوقع الجيش السوري الحر كذلك حصول الهجوم. وقال رئيس المجلس العسكري لمحافظة حلب التابع للجيش الحر العقيد عبد الجبار العكيدي “وصلت تعزيزات عسكرية إلى حلب، ونتوقع هجوماً كبيراً في أي لحظة، لاسيما في المناطق الجنوبية والشرقية والغربية الواقعة على الأطراف”.
وكتبت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات أن “حلب ستكون المعركة الأخيرة التي يخوضها الجيش العربي السوري. وبعد القضاء على الإرهابيين فيها ستخرج سوريا من أزمتها”.
وقال مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو في ختام يومين من المحادثات التي أجراها في دمشق مع مسؤولين سوريين وشخصيات معارضة إن “هدف بعثة المراقبين الدوليين في سوريا هو المساهمة في وقف أعمال العنف وهذا يشمل استخدام الأسلحة الثقيلة من جانب القوات الحكومية”.
على الأرض، استمرت الاشتباكات في بعض أحياء حلب وترافقت مع قصف مصدره قوات النظام.
وتواصل القصف على حي الحجر الأسود الذي تستخدم فيه المروحيات، بحسب المرصد الذي أشار إلى “اشتباكات عنيفة مستمرة منذ أمس الأول في الحي المحاصر من القوات النظامية من محاور عدة”.
في الوقت نفسه، تعرضت قرى وبلدات في ضواحي دمشق الجنوبية بينها داريا، وبعضها متاخم لحي الحجر الأسود مثل يلدا، لقصف عنيف.
وقال المرصد إن قوات النظام تحاول السيطرة على مدينة داريا التي لجأ إليها عدد كبير من المقاتلين المعارضين بعد انسحابهم من دمشق.
من جهة ثانية، أفاد المرصد بالعثور على 14 جثة مجهولة الهوية في حي القابون الذي دخلت إليه القوات السورية أخيراً “قتلوا قبل أيام خلال العمليات العسكرية في الحي”. وفي محافظة درعا، قال المرصد إنه تم العثور على جثامين 12 مقاتلاً معارضاً في منطقة العجمي على الحدود السورية الأردنية وفقدان 10 آخرين، مشيراً إلى أن المنطقة “تعرضت للقصف أمس من القوات النظامية السورية” بينما كان هؤلاء المقاتلون “يساعدون الأهالي الذين يحاولون النزوح إلى الأردن”. وفي محافظة حمص، أفاد المرصد عن محاولة اقتحام مدينتي الرستن وتلبيسة المحاصرتين منذ أشهر، وقتل في الاشتباكات 4 مقاتلين معارضين في تلبيسة فيما استمر القصف على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص في مدينة حمص.
دبلوماسياً، أبدى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من وارسو ثقته بأن الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط “عاجلاً أم آجلاً”. وفي أنقرة، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان النظام السوري بأنه وضع مناطق عدة في شمال سوريا “في عهدة” حزب العمال الكردستاني، محذراً من أن تركيا يمكنها ممارسة حقها في ملاحقة المتمردين الأكراد الأتراك داخل سوريا في حال الضرورة.
واعتبر أيضاً أن إنشاء منطقة عازلة في الأراضي السورية يشكل أحد الخيارات الممكنة للتصدي لمتمردي حزب العمال الكردستاني في سوريا. وقال أردوغان إن الرئيس السوري بشار الأسد والحلقة المقربة منه راحلون قريباً، مضيفاً أن الترتيبات جارية لتدشين مرحلة جديدة في سوريا. والتقى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في أنقرة العميد مناف طلاس، أبرز ضابط سوري أعلن انشقاقه عن النظام السوري وكان صديق الرئيس بشار الأسد منذ الطفولة. وقد نفى العميد مناف طلاس أن يكون طامعاً في السلطة ما بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وأكد أن هدفه هو إعادة الأمن والاستقرار إلى بلاده، مؤكداً أن يديه لم تتلطخ يوماً بدم السوريين. وأعلن طلاس أنه يأمل في “وضع خارطة طريق للخروج من الأزمة وإعادة رسم سوريا بطريقة حضارية مثلما كانت، وأجمل”، من خلال التواصل “مع كل طرف شريف يريد بناء سوريا”، بما في ذلك الذين “لم تلطخ أياديهم بالدماء” في النظام، مؤكداً أنه “لا يرى سوريا ببشار الأسد”. وفي حديث مطول هو الأول منذ انشقاقه، صرح طلاس لصحيفة الشرق الأوسط من مدينة جدة السعودية، “سأتواصل مع الجميع سواء كان في المجلس الوطني أو الجيش الحر أو كان في الداخل أو الشرفاء وإن كانوا في داخل النظام”. وأكدت وزارة الخارجية السورية انشقاق 3 دبلوماسيين سوريين خلال اليومين الماضيين، مقللة من أهمية دورهم. وفي إسرائيل، ذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن إسرائيل تقوم بتعزيز قواتها على طول خط وقف إطلاق النار مع سوريا في هضبة الجولان المحتلة، مع احتدام المواجهات في سوريا. وفي روما، وقع معارضون سوريون نداء مشتركاً من أجل حل سياسي للنزاع في سوريا، مطالبين خصوصاً بوقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين والمصالحة الوطنية. وفي بروكسل، أكد خبراء في الاتحاد الأوروبي أن الأزمة الإنسانية في سوريا تفاقمت في شكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة، مشددين على الحاجة إلى مزيد من الأموال لبرامج المساعدة التي تبدو غير كافية. من جهتها، دعت المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو ايرينا بوكوفا “جميع الأطراف الضالعين في النزاع” في سوريا إلى “ضمان حماية الإرث الثقافي الاستثنائي” في مدينة حلب. من جهته، أكد الرئيس المصري محمد مرسي “دعمه لتطلعات الشعب السوري في نيل حريته وفق اختياراته،” لكنه رفض “أي تدخل عسكري خارجي”. وقالت إيران إنها ستقف إلى جانب حليفتها سوريا رغم الضغوط الدولية المتزايدة على الرئيس بشار الأسد كي يتنحى. ونقل تلفزيون برس الإيراني عن محمد رضا رحيمي نائب الرئيس الإيراني قوله إن دعم طهران لسوريا “لا يقبل التغيير” ليرد على تلميحات إلى أن طهران يمكن أن تخفف دعمها للأسد أقرب حليف عربي لطهران. من جهة أخرى، بلغ إجمالي التبرعات النقدية للحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا في يومها الثالث نحو 204 ملايين ريال، إضافة إلى التبرعات العينية من مواد غذائية وطبية وأدوية وملابس وخيام وبطانيات وأغطية ومجوهرات.