الكويت - (أ ف ب): تبدو الكويتية مريم أرزوقي واثقة للغاية على أعتاب خوضها غمار منافسات دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في العاصمة البريطانية لندن ابتداءً من 27 يوليو ولغاية 12 أغسطس المقبل.
تنطلق ثقة أرزوقي، ابنة الـ25 ربيعاً، من اعتبارات عدة لعل أبرزها تطور مستواها بشكل مطرد وتسجيلها نتائج أبهرت القارة الآسيوية بشكل عام والشارع الكويتي على وجه التحديد خصوصاً أنها فرضت نفسها في رياضة الرماية التي لطالما اعتبرت حكراً على الرجال في البلد الخليجي.
وكانت الدورة العربية الثانية عشرة التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة بين 9 و23 ديسمبر 2011 نقطة بارزة في مسيرة أرزوقي، فهي لم ترضَ بإحراز ميدالية ذهبية في الاختصاص الذي ستشارك من خلاله في أولمبياد لندن (البندقية الهوائية من 10 أمتار) بل أضافت ذهبية أخرى في مسابقة البندقية الهوائية من 50 متراً منبطحاً فضلاً عن برونزية مسابقة البندقية (3 أوضاع 50 متراً) في الفردي، وبرونزية الفريق في مسابقة البندقية من مسافة 10 أمتار.
وتعزز حضور مريم بشكل خاص بعدها بشهر تقريباً بانتزاعها الميدالية البرونزية في بطولة آسيا الثانية عشرة للرماية في الدوحة (12 إلى 22 يناير 2012) وحجزها بالتالي تذكرة عبور في القطار المؤدي إلى أولمبياد لندن.
لطالما اعتبرت أرزوقي أن طموحها لا يتوقف عند إحراز الانتصارات المحلية والإقليمية والقارية، بل يتعدى ذلك إلى المستوى العالمي، ولعل دورة الألعاب الأولمبية المقبلة تمثل فرصة لتحقيق حلمها وحلم الشارع الرياضي الكويتي الذي بات يمني النفس بميدالية أولمبية ثانية بعد تلك البرونزية التاريخية اليتيمة التي انتزعها الرامي فهيد الديحاني في مسابقة الحفرة المزدوجة (دبل تراب) في أولمبياد سيدني 2000. دخلت مريم في أكثر من معسكر إعدادي لدورة الألعاب الأولمبية لاسيما في ساراييفو حيث أحرزت ذهبية إحدى البطولات، قبل أن تتوجه إلى صربيا التي شكلت المحطة الأخيرة قبل التوجه إلى لندن. وكانت أرزوقي حلت في المركز الثالث للتصنيف العام في آسيا في رماية البندقية 10 أمتار عن شهر يونيو الماضي بمجموع 956 نقطة بين 154 رامية، وذلك خلف الصينية سي لينغ ها (4422) ومواطنتها لي دي (1175).
وتنتمي أرزوقي إلى عائلة رياضية بامتياز، فوالدتها حكم دولي في الرماية ولاعبة جمباز وكرة سلة سابقة، ووالدها سباح سابق، وشقيقتها هبة عضوة في منتخب الرماية ومن مؤسسات نادي الفتاة، وشقيقاتها الآخريات نيران وطيبة ونوف مارسن الرماية أيضاً لكنهن توقفن في مرحلة معينة. وابنة عمها مي أرزوقي بطلة في رماية مسدس 10 أمتار، كما سبق لعمها محمود أرزوقي أن ترأس سابقاً اللجنة المؤقتة لإدارة نادي القادسية.
وبدأت مريم مسيرتها الرياضية في لعبة الجمباز في سن السادسة قبل أن تنتقل في الثالثة عشرة إلى التايكواندو حتى عام 2003 إلى جانب ممارستها كرة السلة وكرة الطائرة وألعاب القوى.
وفي يونيو 2004، بدأت مشوارها مع الرماية وخاضت الاختبار الجدي الأول في بطولة العالم التي استضافتها الصين عام 2006 حين حققت المركز 21 اتبعته بمركز سادس في آسياد الدوحة في العام نفسه حيث حظيت بشرف أن تكون أول خليجية وعربية تتأهل إلى الدور الثاني.
أحرزت المركز الثامن في بطولة العالم للرماية في الصين في 2009 وتقول طالبة إدارة الأعمال: «صودف خلال بطولة العالم أن واجهت رامية من إسرائيل لتحديد المركزين الثامن والتاسع، ووجدت مساندة ودعماً كبيرين من اللاعبين واللاعبات العرب، ففزت وحققت المركز الثامن».
وترى أرزوقي في الرماية وسيلة لتهدئة الأعصاب والمساعدة في التركيز ولا تعتبرها حكراً على الرجال أو حتى رياضة شاقة، وتقول: «لم تأخذني صديقاتي على محمل الجد في بداية مزاولتي رياضة الرماية، إلا أنهن غيرن رأيهن تماماً بعد الانتصارات التي حققتها على المستويين المحلي والإقليمي والعالمي، وبدأن بتشجيعي».
وتخوض الكويت غمار الأولمبياد بمشاركة 11 رياضياً (8 رجال و3 سيدات) ينافسون في ألعاب الرماية وألعاب القوى وكرة الطاولة والسباحة.