لندن- (أ ف ب): تعرض لكسر بيده أثناء ممارسته رياضة الهوكي على الجليد فطلبت منه والدته اللجوء إلى المبارزة لإعادة تأهيل إصابته، لكنه لم يدرك أنه سيشارك في يوم من الأيام في الألعاب الأولمبية عن هذه الفئة.

هكذا وصل اللبناني زين شعيتو إلى أكبر حدث رياضي في العالم حيث سيشارك في فردي الشيش ضمن ألعاب لندن الصيفية التي تنطلق اليوم، وفيها سيكون قريباً من فرد آخر في عائلته، إذ ستشارك شقيقته منى في الفئة عينها لدى السيدات. يقول شعيتو (21 عاماً) المولود في دالاس (تكساس) في الولايات المتحدة: «كنت عاشقاً كبيراً للهوكي على الجليد، وحلمت باللعب في الدوري الأمريكي لمحترفي الهوكي. كسرت يدي فاعتقدت والدتي أن إعادة تأهيلها ستكون جيدة من خلال المبارزة. كنت أعتقد أن الهوكي لعبة رجولية للغاية، لكن أدركت لاحقاً أن المبارزة قوية جداً». وعن مشوار تأهله إلى ألعاب لندن، يقول زين بطل العالم للناشئين لدى الفرق عام 2008 في كاتانيا (إيطاليا) والوصيف عام 2010 في باكو (أذربيجان) مع منتخب الولايات المتحدة: «شعرت باني تحت الضغط لأن شقيقتي كانت قد تأهلت في اليوم السابق. كانت لحظة نادرة آنذاك، لأني عرفت بأني سأنضم إليها في الأولمبياد».

وفي ظل الأوضاع السياسية المتوترة في لبنان، اعتبر زين الذي تساعده شقيقاته الخمس على ممارسة اللعبة «إنها فرصة كي نظهر للعالم أن في لبنان ما هو أبعد من الألعاب السياسية. يمكن للرياضة أن تغير العقول. الألعاب الأولمبية تجمع الناس، وتدفعهم إلى نسيان القتال». يضيف زين المصنف في المركز 36 من أصل 700 لاعب عالمي، لوكالة فرانس برس: «كان بإمكاننا متابعة المشوار تحت راية الولايات المتحدة ولو أن ذلك صعب مادياً لضرورة المشاركة في مسابقات خارجية عدة، لكن أردنا توجيه رسالة إلى العالم أن الشعب العربي يمكنه تحقيق أمور إيجابية وليس فقط الاقتتال». يستمتع زين، الذي يخوض أولى مبارياته في 31 يوليو المقبل، في أوقات فراغه بأن يكون راعي بقر، ويساعد في تدريب ركوب الخيل وهو من مشجعي نادي دالاس كاوبويز لكرة القدم الأمريكية. منى التي تصغر زين بأربع سنوات تتذكر طريقة تأهلها إلى الأولمبياد: «احتجت إلى لمستين لبلوغ الألعاب. كان الضغط كبيراً. قررت أن أخاطر عندما حصلت على اللمسة الرابعة عشرة. تجمدت عند اللمسة الأخيرة عندما عرفت أني تأهلت إلى الألعاب الأولمبية». تمارس الشقيقات الخمس وزين رياضة النبلاء، وهذه المرة سيمثل الأخوان زين ومنى القادمين من وراء الأطلسي لبنان عن جدارة بعد حجز بطاقة التأهل إلى لندن 2012، على غرار لاعبة التايكواندو أندريا باولي وكرة الطاولة تيفين مومجوغليان. يذكر أن بعثة لبنان إلى الأولمبياد الحالي شهدت تطوراً نوعياً إضافياً تمثل بالمشاركة عبر التأهل للمنافسة في 3 العاب هي كرة الطاولة والتايكواندو والمبارزة، إضافةً إلى مشاركة وفق نظام بطاقة الدعوة «وايلد كارد» التي شملت مسابقتي الرماية (راي باسيل) والجودو (كارن شماس) وبطاقة الدعوة «العالمية للألعاب» التي شملت السباحة كاتيا بشروش (800 م حرة) والسباح وائل قبرصلي (100 م صدر) وألعاب القوى من خلال غريتا تسلاكيان (200 م) وأحمد حازر (110 م حواجز).