أكد أطباء ومختصون أن “الصيام مفيد لمريض القلب خصوصاً لمرضى شرايين القلب ومرضى الذبحة الصدرية وجلطات القلب ومرضى ارتفاع ضغط الدم الذي يمثل الانفعال لهم سبباً أساسياً لمرضهم، حيث يدعو الصيام إلى التسامح وعدم الانفعال والتوتر والشجار. كما إن الصائم يمتنع عن التدخين خلال ساعات الصيام الطويلة حيث إن التدخين سبب مهم لأمراض القلب”، لكن وفق ضوابط يحددها الطبيب المعالج.

وأوضحوا أن “فقدان الجسم للوزن الزائد نتيجة للصيام يقى الجسم من أمراض السمنة والبدانة، كما إن المجهود العضلي المصاحب للصلاة من فروض ونوافل وتراويح وما يمثله من رياضة مفيدة لمرضى القلب والأصحاء”.

ولفتوا إلى أن “أحدث نظريات الغذاء والصحة تؤكد أن الإنسان حصاد ما يأكله، فقد اكتشف العلماء أن نوعية الغذاء والعادات الغذائية تساهم في صنع جسم الإنسان وصياغة أفكاره وشخصيته”، مشيرين إلى ما يساهم به الغذاء في صنع جسم الإنسان وصحته من الناحية المادية. لكن البعض قد يتوقف أمام تأثير الغذاء على المشاعر والعواطف والسلوك، ومع ذلك فقد أوضحت الأبحاث الجديدة والأخيرة مدى التشابك اللانهائي بين الغذاء والمواد الكيميائية والهرمونية التي تفرز وتنتج داخل جسم الإنسان خصوصاً في المخ ومدى تأثير هذا التشابك والتواصل الداخلي على مشاعر الإنسان وعواطفه وسلوكياته وتكوين شخصيته.

منع عدد محدود

من جانبه، قال استشاري أمراض القلب د.شريف عبدالهادي إنه “مع التقدم فى صناعة الدواء وتوفر الأدوية الحديثة ممتدة المفعول التي يستمر مفعولها بالجسم لمدة تصل إلى 24 ساعة، أمكن لمريض القلب الصيام بأمان حيث يمكنه تناول دوائه أثناء فترة الإفطار، ويستمر مفعول الدواء خلال فترة الصيام بجسمه وبذلك يصبح قلب المريض محمياً بالدواء أثناء فترة الصيام”.

ويُسمح بالصيام لمرضى القلب جميعاً، فيما عدا عدد قليل منهم ممنوعين من الصيام وهم مرضى جلطات القلب الحديثة ومرضى ذبحات الصدر غير المستقرة ومرضى هبوط القلب غير المستجيبين للعلاج والمرضى الذين أجريت لهم عمليات في القلب سواء بالتدخل الجراحي أو بالقسطرة خلال شهر.

ونصح د.عبدالهادي مرضى القلب سواء الصائمين وغير الصائمين “بالابتعاد عن التعرض لأشعة الشمس المباشرة والتواجد في الأماكن المزدحمة مرتفعة الحرارة، وأن يتم تعويض الفاقد من العرق عن طريق تناول السوائل بكثرة خصوصاً الماء، مع عدم بذل الصائمين منهم أي مجهود جسماني خصوصاً أثناء فترة الصيام”.

وشدد د.عبدالهادي على “ضرورة أن يبدأ مريض القلب الصائم إفطاره بتناول الشوربة الساخنة لتجهيز المعدة لتناول وجبة الإفطار مع الابتعاد عن تناول السوائل المثلجة، وتناول وجبة متوازنة من الخضروات المطبوخة واللحوم قليلة الدهون، وأن يتم نزع جلد الطيور، ويفضل المشوي منها والمسلوق مع الحرص على تناول طبق السلطة الخضراء والفاكهة الطازجة مع الإقلال من تناول الحلويات بعد الإفطار، والحرص على عدم ملأ المعدة بالطعام وأن يكون ثلث للطعام وثلث للماء وثلث للتنفس، ويمكن تناول قليل من الحلويات أو الفاكهة قبل ساعتين من وجبة السحور التي يفضل تأخيرها، وأن تتكون من الفول والجبن والخضروات مع تناول الزبادي “الروب” والإقلال من الملح.

مرضى ارتفاع الدهون

وتابع “بالنسبة للمرضى الذين يعانون من ارتفاع نسبة الدهون ننصح باستخدام زيت الذرة أو زيت الزيتون أو زيت عباد الشمس في الطبخ (مع مراعاة عدم قدحها) والابتعاد عن تناول الزبدة والسمنة والقشدة واللحوم السمينة مثل الضأن والسجق والهامبرجر.

وأشار د.عبدالهادي إلى أن “شهر رمضان فرصة لمرضى القلب للامتناع عن التدخين للمدخنين والتخلص من الوزن الزائد، بممارسة رياضة المشي في المساء بعد ساعتين من الإفطار ولتكن لمدة نصف ساعة يومياً”.

وقال د.عبدالهادي إن “على مريض القلب قبل الصيام أو عند حدوث أي أعراض أثناء الصيام مثل آلام بالصدر أو نهجان أو ورم بالقدمين أو سرعة في الضربات بالتوجه إلى طبيب القلب لتحديد إمكان صيامه من عدمه أو استمراره فى صيامه فطبيب القلب المتخصص هو وحده الذي يمكنه إعطاء مريض القلب التصريح بالإفطار أو الصيام خلال شهر رمضان”.

من جهته، أوصى أستاذ التغذية العامة د.عصام أمين “مريض القلب في شهر رمضان بأن يبدأ إفطاره بتناول حساء دافئ، وعدم تناول المثلجات في البداية، وتجنب تناول المخللات والأغذية التي تحتوي نسبة عالية من الأملاح، وأن تستبدل بها السلطة الخضراء مع الطعام، إذ تحتوي فيتامينات يحتاجها الجسم ولا تسبب أية أضرار صحية”

وجبة إفطار خفيفة

وأشار د.أمين إلى أنه “لابد أن تكون وجبة الإفطار خفيفة لا تصل به إلى حد الشبع، وأن يتناول بعد ذلك وجبات عدة خفيفة بين فترة الفطور والسحور، ثم يتناول كميات وفيرة من الماء والسوائل أثناء هذه الفترة، خاصة خلال الأيام التي يكون فيها الجو حاراً حتى يعوّض ما يفقده الجسم من سوائل”.

وأوضح د.أمين أن “الصيام فرصة طيبة لمرضى القلب المدخنين للامتناع نهائياً عن التدخين، باعتباره أحد أهم عوامل الخطورة بالنسبة لأمراض القلب”.

وتابع “يمكن لمريض القلب أن يتناول قليلاً من المواد السكرية، والمواد الدهنية حتى لا تتسبب في زيادة وزنه أو زيادة نسبة الكوليسترول في الدم”.

وأضاف “أما إذا كان مريض القلب مصاباً بالسكري فعليه اتباع برنامج غذائي منتظم يشخصه له الطبيب المختص، حتى لا تحدث له مضاعفات من تناول السكريات بكميات كبيرة، كما ينصح مريض القلب بالإقلال من تناول المكسرات وغيرها، لأنها تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول الذي يسبب ضرراً كبيراً على القلب والشرايين والأوعيـة الدموية”.