كتب – إيهاب أحمد: أكدت الناشطة الحقوقية بمركز عمان لدراسات حقوق الإنسان هلا مراد أن “ما تشهده البحرين خرج عن إطار حرية التعبير المتاحة إلى ممارسات غير سلمية تستدعي التعامل الأمني معها لمواجهة الاستفزاز وعمليات التخريب”، لافتة إلى أنه “تم استهداف البحرين إعلامياً من خلال قنوات ووسائل بعينها تعمدت تضخيم ما يحدث”. وأكدت مراد، على هامش مشاركتها في تدشين مركز المنامة لحقوق الإنسان، “وجود ازدواجية غربية في ملف حقوق الإنسان العربي، وأن دول الغرب تسخر الملف لتحقيق مصالح شخصية”، منوهة إلى “قبل أن أزور البحرين سمعت عن وجود ثكنات عسكرية في كل مكان واختلال بالأمن، فالإعلام ينقل صورة مبالغة عما يدور في البحرين وعن تعامل رجل الأمن مع هذا الأمر، ما يدل على وجود إعلام موجه يستهدف البحرين”. وأضافت أن “البحرين منحت مجال من الحرية أكثر مما منحته دول أخرى، وما يحدث في البحرين ليس حرية التعبير، فالحرية يجب ألا تتجاوز الحدود، والتعبير عن الرأي حق للجميع شريطة احترام الرأي الآخر والابتعاد عن الممارسات اللاسلمية والعنف”، مشددة على “ضرورة احترام الرأي الآخر، وأن تنحصر المعارضة في الطرق السلمية”. وقالت إن “التعبير عن الرأي الخاص لا يدخل ضمن الحقائق، فالحقيقة أمر قائم على الأرض يجمع عليه الناس المختلفون”. وأكدت أن “الأمن مضطر للتعامل مع أصحاب عمليات العنف، لاسيما مع تعدد المطالب الفئوية لا يستطيع رجال الأمن الوقوف موقف المتفرج مع وجود استفزازات من المتظاهرين من خلال الممارسات السلبية وعمليات الحرق”. واعتبرت مراد أن “البحرين قامت بخطوات إيجابية كبيرة في مجال حقوق الإنسان، منها الاعتراف بوجود أخطاء والمبادرة لعلاج الأخطاء التي وقعت في فترة الأحداث”. وقالت إن “اعتراف البحرين بوجود أخطاء واستدراكها مجرد الاعتراف يؤدي لأخذ خطوات إيجابية قد تسارع في عملية الإصلاح السياسي”. واعتبرت أن “الربيع العربي لم يصل بحقوق الإنسان للمستوى المأمول، ولايزال موضوع حقوق الإنسان بحاجة لمزيد من الاهتمام”. وتطرقت إلى التعارض والازدواجية الغربية في التعامل مع ملف حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط، قائلة إن “الدول الغربية تطالب الدول العربية بالالتزام بحقوق الإنسان، وهي أول من يتجاوز هذا الأمر وتظاهرات وول ستريت تشهد على ذلك”. وأضافت “شاهدت أحداث نيويورك، وما جرى بأحداث وول ستريت من اعتقالات وتحليق الطائرات الهليكوبتر فوق المتظاهرين، والأمر لا يختلف كثيراً عما يجري في بعض الدول العربية”.