قال وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، إن: “مشروع تحسين الزمن المدرسي، أسهم في خفض معدل المشاكل السلوكية من 35% في العام الدراسي 2008/2009 إلى 2,9% في العام الماضي 2010 / 2011، كما ساهم برنامج تحسين أداء المدرسة في تحسين نسبة حضور الطلبة إذ بلغت 98.1%”.

وأكد النعيمي، خلال مناقشات دارت حول الجوانب التعليمية، في مجلسه الرمضاني، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، ورئيس مجلس النواب خليفة الظهراني، وعدد من الوزراء والنواب وأعضاء مجلس الشورى وكبار المسؤولين في الدولة ورجال الأعمال وأعضاء مؤسسات المجتمع المدني، أن المدرسة أصبحت أنموذجاً يحتذى به في برنامج تعديل السلوك.

من جهته أكد نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة أهمية المجالس الرمضانية في تعزيز الروابط المجتمعية وتقوية أواصر اللحمة الوطنية وترسيخ العادات الاجتماعية التي تربّت عليها الأجيال المتعاقبة في المملكة وتنبثق من قيمنا العربية والإسلامية الأصيلة.

وأوضح وزير التربية، أنّ برنامج تحسين أداء المدارس انطلق منذ العام 2008 بعشر مدارس حكومية، وتوسعت الوزارة في التنفيذ حتى نهاية العام الدراسي المنقضي ليشمل التحسين مائة مدرسة، وسيتمّ تعميمه على كافة المدارس الحكومية في العام الدراسي المقبل 2012/2013.

متابعة أداء المدارس

وقال الوزير إنّ الوزارة خصصت فرقاً للدعم، يتألف كل فريق من رئيس مدارس وثلاثة اختصاصيين تربويين واختصاصي خدمة مجتمع وأربعة من اختصاصيي الإشراف التربوي في المواد الأساسية، إضافة إلى شريك التحسين، ويقدم هذا الفريق الدعم والمساندة اللازمة لتطبيق وتنفيذ مشاريع التحسين في المدارس، كما إن هذا الفريق يقوم بمساعدة المدارس في إعداد الخطط التشغيلية المبنية على توصيات هيئة ضمان الجودة من قبل المدارس التي يتم زيارتها زيارة مراجعة. وأضاف أن “بعض المدارس حققت نتائج مشرفة، بدليل ارتفاع عدد المتفوقين في المرحلة الثانوية هذا العام ليصل إلى 500 متفوق ومتفوقة بزيادة بلغت نسبتها 13.8% عن العام السابق”.

الاستعدادات لتعميم البرنامج

وأوضح النعيمي أنّ “الوزارة، عملت خلال السنوات الماضية، على تهيئة المدارس التي لم تطبّق برنامج التحسين من خلال إعداد برنامج متكامل لنشر ثقافة البرنامج حتى تكون مستعدّة لتطبيقه، كما نظمت دورات مكثفة لتدريب المعلمين في هذه المدارس على الاستراتيجيات الحديثة للتعليم والتعلّم وعقد دورات تدريبية للقيادات العليا والوسطى، إضافة إلى توفير كافة الاحتياجات البشرية لهذه المدارس قبل بداية العام الدراسي المقبل”.

أول ثانوية تحصل على امتياز

واستشهد الوزير في سياق حديثه عن نتائج برنامج تحسين أداء المدارس بمدرسة المحرق الثانوية للبنات التي كانت أوّل مدرسة يتم تطبيق البرنامج بها في العام الدراسي 2008/2009، وساهمت مشاريع التحسين التي نفذتها المدرسة خلال الأربعة الأعوام السابقة في تحقيق طموحاتها البعيدة التي كانت تسعى دائماً للوصول إليها، وتمكنت من تحويل نفسها من مدرسة ثانوية إلى مؤسسة تعليمية متكاملة يتكلم جميع منتسبيها بلغة واحدة متناغمة فيما بينهم في ضوء رؤية ورسالة وخطة استراتيجية محكمة وطموحة، وهذا ما جعلها من المدارس الثانوية النموذجية المتميزة التي حصلت على تقدير ممتاز في جميع بنود ومعايير تقييم هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب، وأصبحت هي أول مدرسة ثانوية بالبحرين تحصل على هذا التقرير على مستوى المدارس الثانوية لعام 2010/2011.

التحسين في جميع المراحل

إنّ برنامج تحسين الزمن المدرسي يشمل جميع المراحل الدراسية، موضحاً أن البرنامج تمّ تطبيقه حالياً في 100 مدرسة وسيتم تعميمه على جميع المدارس والمراحل الدراسية في العام الدراسي المقبل. واستشهد الوزير على ذلك بمدرسة الحدّ الابتدائية للبنين التي ساهم تطبيق برنامج تحسين أداء المدارس بها في ارتفاع معدّلات نتائج الطلبة في الاختبارات الوطنية.

وأضاف “كما ارتفعت نسب النجاح للطالبات في الحلقات الدراسية الثلاث بمدرسة جو الابتدائية الإعدادية للبنات في ظلّ تطبيق برنامج تحسين أداء المدارس، وحدث تحسّن ملحوظ في سلوك الطالبات بعد أن كانت المدرسة سابقاً تعاني من المشكلات السلوكية، وساهم البرنامج كذلك في زيادة التواصل بين أولياء الأمور والمدرسة، حيث حرصت مدرسة جو على تشجيع أولياء الأمور على التواصل مع المدرسة من خلال التواصل عبر sms واللقاءات التربوية المفتوحة التي تعقدها المدرسة مع أولياء الأمور بشكل مستمر واليوم المفتوح وعبر مجلس الأمهات الذي يعد حلقة وصل بين أولياء الأمور والمدرسة فيتم فيه مناقشة المستجدات وطرح المشكلات وعرض الاقتراحات التي تقوم مدرسة جو دائماً بأخذها بعين الاعتبار والعمل على حل المشكلات”.

وتابع الوزير أنّ “برنامج تحسين أداء المدارس كان له أثره في دورة العمل داخل المدارس أيضاً، وهذا ما أكّدته التقارير الواردة من الميدان ومنها على سبيل المثال مدرسة مالك بن أنس الابتدائية للبنين التي أسهم البرنامج في نقل العمل من الطريقة القديمة القائمة على المركزية في إدارة العمل المدرسي، إلى التفويض التي يتقاسم فيه المدير مع شركائه في العمل وهم المدير المساعد والمعلمون الأوائل والمشرفون كقيادة وسطى فاعلة في دورة العمل المدرسي، وأصبح يحكم تسيير العمل خطة استراتيجية قائمة على رؤية واضحة ورسالة تهدف إلى تحقيقها على أرض الواقع، وأصبح يدير المدرسة فريق متكامل من الكفاءات التي تعتمد عليها المدرسة في تطوير كفاءتها، موضحاً أن هذه المشاريع أسهمت في زيادة مستوى التواصل بين المدرسة والمجتمع المحلي”.

وأكد النعيمي أنّ ضبط السلوك الطلابي في المدارس أولوية في برنامج التحسين، لأنّ انشغال المعلّم بضبط الطلبة داخل الصف يكون على حساب الإدارة الصفية ومتابعة الطلبة والالتزام بالخطة الدراسية.

وأضاف أنه حسب الزيارات التي أجراها المسؤولون ولجان المتابعة بيّنت أنّ هناك تحسّناً كبيراً في السلوك الطلابي في الكثير من المدارس التي كانت تعاني من ذلك، منها مدرسة أبوصيبع الابتدائية للبنين التي كانت السلوك الطلابي معوقاً كبيراً لأي تقدم في الأداء، ولكن بعد تطبيق برنامج تحسين أداء المدارس ساهم البرنامج في تثبيت السلوكيات المرغوبة وتعديل السلوكيات غير المرغوبة ووضع الإجراءات الوقائية اللازمة للحد من السلوكيات الخاطئة، مما ساعد المعلمين على أداء دورهم داخل الصف.