يعيش الإنسان في قضاء حوائجه في الحياة، وملهيات العصر، مما قد ينسيه ما انعم الله به عليه من نعم وفيرة، تغيب عن باله، ولا يتذكرها إلا عندما يرى حال غيره من الناس ممن منعوا أحد النعم، أو ابتلوا بشيء..
{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53]
فإن نعم الله علينا كثيرة، فهو الذي أعطانا نعمة البصر والسمع والشم والكلام والحركة، وفضلنا على كثير من مخلوقاته فانعم علينا بنعمة العقل. وأعظم نعمة أنعم الله به علينا هي نعمة الإسلام، فالله تبارك وتعالى أنعم عليك أيها المسلم أن فضلك عن كثير من خلقه من البشر وجعلك مسلماً، فمن الناس لا يعرف الله، ومنهم يعرفه ولكنه يشرك به أو يكفر !
ومن عظيم نعمه سبحانه وتعالى على الناس بأنه يعطيهم الرزق وان كانوا مقصرين في طاعته، فالله تبارك وتعالى يعطيك رزقك من حيث لا تحتسب، فيعطيك الولد والمال والسكن ويأتيك مأكلك ومشربك وتأكل بكل سهولة ويسر من غير عناء وتعب، فهذه كلها من النعم الكثيرة التي لا يمكن أن نحصيها في مجرد مقال. {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل: 18]
ولنتفكر ونتمعن أكثر فأكثر، تخيل أخي الحبيب بأن التفكير والتدبر لهذه النعم هو بحد ذاته نعمة انعم الله عليك بها بأن جعلك تتفكر في خلقه ونعمه، ومن جميل منه وكرمه بأن حتى التفكر في نعم الله ومخلوقاته عبادة لله سبحانه! وللأسف هذه العبادة منسية عند كثير من الناس إلا وهي التفكر في خلق الله !
ولأعطيك أخي القارئ أنموذجاً للتطبيق العملي للتفكر في نعم الله، حاول معي أن تفكر الآن ولمدة دقيقة عن نعمة من نعم الله عليك؟! هل تعلم أخي الحبيب بأن تفكرك في هذه اللحظات هو بحد ذاته نعمة، فانت ستبحث عن النعم ببصرك وهذه نعمة، أو ستمعن النظر وتفكر وهذه أيضاً نعمة! أرأيت كيف نعم الله علينا كثيرة وتعد ولا تحصى!
من هنا على المسلم أن يحافظ على طاعته لله تبارك وتعالى ويبذل قصارى جهده لحمد الله على نعمه وشكره بالعمل وشتى القرب.