إبراهيم الخدري:

من الأساليب التربوية في الإسلام: أسلوب التعزيز و الثناء على المتعلم و تشجيعه،( فقد سأل أبو هريرة – رضي الله عنه - النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قبل نفسه ) أخرجه البخاري برقم 6570،99 ، فالرسول – صلى الله عليه و سلم – مدح أبا هريرة على حرصه على الحديث و تفوقه على أقرانه، و لا شك أن هذا الثناء يدفع المتعلم إلى المزيد.

ومنها: مراعاة الفروق الفردية فيعطى كل فئة ما يناسبها، قال أبو رفاعة: انتهيت إلى النبي وهو يخطب قال: فقلت: يا رسول الله رجلٌ غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه قال: فأقبل علي رسول – صلى الله عليه و سلم – و ترك خطبته حتى انتهى إليّ فأُتي بكرسي حسبت قوائمه حديداً، قال فقعد عليه رسول الله – صلى الله عليه و سلم – و جعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته فأتم آخرها ) أخرجه مسلم برقم 876 .

وفي حديث أنس قال: بينما النبي – صلى الله عليه و سلم – يخطب يوم الجمعة إذ قام رجل فقال: يا رسول الله هلك الكراع – يعني الخيل – و هلك الشاءُ، فادع الله أن يسقينا فمد يديه و دعا ) أخرجه البخاري برقم 932، و حينما عبس – صلى الله عليه وسلم – في وجه الأعمى بسبب انشغاله بدعوة كبراء قريش عاتبه ربه على تركه الفروق الفردية.

ومنها: تغيير نبرات الصوت، فقد كان– صلى الله عليه و سلم – إذا خطب علا صوته و أحمر وجهه كأنه منذر جيش.

ومنها: الأسلوب الحركي كتغيير الجلسة و تكرار الكلام، ففي حديث أبي بكرة – رضي الله عنه – قال: قال النبي – صلى الله عليه و سلم – : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر- ثلاثاً - ؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: الإشراك الله، و عقوق الوالدين و جلس و كان متكئاً فقال: ألا و قول الزور قال: فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ) أخرجه البخاري برقم 2654 و مسلم 87.

ومنها: تشبيه الأمر المعنوي بالأمر المادي المحسوس لتقريب المعنى كقوله تعالى: (وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ) سورة الحجرات (12).

ومنها: أسلوب المثل كقوله تعالى: ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) سورة إبراهيم (24،25) ، وهذا الأسلوب كثير في القرآن و السنة، حتى أدرج العلماء أمثال القرآن ضمن علوم القرآن بل أفردوا أمثال الحديث الشريف في مؤلفات خاصة.

ومنها: أسلوب الرسم فقد خط – صلى الله عليه و سلم – خطاً مستقيماً و إلى جانبه خطوطا وقال: هذا الصراط وهذه السبل و رسم مربعاً و قال: هذا الإنسان...) أخرجه البخاري برقم 6417.

ومنها: أسلوب تنويع الخطاب و التوجيه، فقد جاء شاب يستأذن النبي – صلى الله عليه و سلم – بالزنا، فالنبي – صلى الله عليه و سلم – لم يخوفه بالعذاب بل عدل عن ذلك و خاطب عقله و مشاعره فقال له: أترضاه لأمك أترضاه لعمتك .