يكتسب شهر رمضان المبارك أهمية كبيرة في حياة الأسرة لما له من مكانة خاصة في قلوب الآباء والأمهات وأفراد الأسرة على حد سواء.
ومما يؤرق الآباء والأمهات بالدرجة الأولى استفادتهم من هذا الشهر الفضيل في تربية أبنائهم، وتعليمهم الأخلاق الفاضلة، وتعويدهم على الصلاة والصيام، ذلك أن شهر رمضان فرصة مواتية للتعليم والتدريب والتربية، فهو مدرسة عامرة بالأخلاق الفاضلة، وهو شهر تتنزل فيه السكينة على المسلمين، لذا فإن الأسرة بجميع أفرادها تعيش جواً عامراً بالخيرات والاستقرار والسكينة.
وبناءً على هذا الجو المفعم بالسكينة، ونسائم رمضان المنعشة، فإن الأسرة في جعبتها العديد من المقترحات التي من الممكن أن تربي أبناءها عليها، وتؤكد من خلالها أهمية الشهر الفضيل في حياة المسلمين، واستغلاله بالبرامج المفيدة، ومن أهم هذه البرامج المقترحة: احتفال يقيمه الأطفال احتفاءً بمقدم شهر رمضان المبارك، حيث يترك للأطفال تنظيم البرنامج من قبلهم، من خلال تزيين صالة البيت، وشراء كعكة صغيرة، مع برنامج يحتوي على: كلمة أطفال البيت يلقيها الابن الأكبر ـ فقرة تمثيلية عن (السعادة في رمضان)، ثم احتفال الأسرة بشهر رمضان بتناول الكعكة. وجدول للمتابعة الذاتية للأطفال يحتوي على متابعة لأداء الصلوات الخمس، والصيام، والاستغفار، والتسبيح، بحيث يصمم بطريقة مناسبة، ويعطى للطفل بحيث يقيم نفسه بوضع وجه مبتسم عند القيام بالشيء، ووجه حزين عند عدم القيام.
وصحبة الأطفال لأداء صلاة التراويح في المسجد، مع توجيههم لأهمية المسجد ومكانته وأداء الصلاة فيه بطمأنينة وخشوع. إلى جانب شراء سجادة صلاة وحجاب و(بالطو) للأطفال ووضعها في حقيبة مناسبة لكل طفل. ومسباح خاص لكل طفل لتعويده على التسبيح. وكتابة فضائل الأعمال في بطاقات ورقية صغيرة (فضل التسبيح ـ لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوزالجنة). كذلك إعطاء كل طفل مبلغاً من المال، والطلب منه الاستفادة في التصدق على المحتاجين، والمشاركة في مشروعات إفطار صائم وغيرها. وإشراك الأطفال في البرامج الدينية الموجهة للأطفال في المساجد من تحفيظ للقرآن وغيره، وتعليمهم على خدمة الآخرين من خلال توزيع المياه الباردة في المسجد، والتمر على المصلين للإفطار. مع صحبة جميع أفراد الأسرة لتوزيع وجبات إفطار ومياه شرب باردة قبل المغرب على بعض الفقراء وعمال الطريق. وربط الطفل بالقرآن الكريم، فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن عن طريق تعويد الطفل على قراءة بعض الصفحات يومياً خلال شهر رمضان، وبالنسبة للناشئة تعويدهم على قراءة جزء كامل من القرآن. مع اصطحاب الأطفال لزيارة الأهل في هذا الشهر لتوظيف فضائل (صلة الأرحام). بالإضافة إلى حديث يومي من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، عن رمضان وفضائل الأعمال بصورة تمثيلية من خلال جلسة خاصة للأسرة في كل يوم من رمضان لتعويد الأطفال عليها، مع مسابقة في حفظه.
نظراً لما تشهده الساحة من نقص واضح في البرامج الموجهة للأطفال في شهر رمضان المبارك، خصوصاً في الوسائل الإعلامية، فإن المطلوب من جميع هذه الجهات التكاتف وتظافر الجهود لإعطاء هذا الشهر الفضيل مكانته اللائقة في النفوس، لذا فإنه لا بد من: عرض مجموعة من الفقرات الإعلامية الموجهة للأطفال بالمواقف التمثيلية المعبرة، لتعريفهم بمكانة الشهر الفضيل، وتعويدهم على الصيام والصلاة، إعداد برامج تدريبية خاصة للأطفال للتعريف بشهر رمضان المبارك والأحكام الخاصة به، بإقامة دورة (رمضان في قلبي) وبخاصة أن شهر رمضان يتصادف مع الإجازة الصيفية، مع ضرورة اهتمام وزارة الشؤون الإسلامية والجمعيات بتنظيم برامج خاصة بالقرآن الكريم للأطفال في المساجد، فرمضان شهر القرآن، والمسجد أفضل محضن لتربية الطفل في شهر رمضان المبارك.