كتبت ـ سارة البدري:
قال مواطن بحريني إنَّ إدارة مجمع السلمانية الطبي تمنعه من تلقي العلاج منذ عام 2010 بدعوى خلافه مع طبيب استشاري بالمستشفى، رغم حالته الصحية الحرجة وإصابته النادرة بـ»سستي يوريا»، وهي عبارة عن حصيات جينية مترسبة في الكلى، فيما أكد مستشفى السلمانية فتح تحقيق بالموضوع دون إيراد أي تفاصيل إضافية.
وقال المواطن إنه تابع حالته الصحية إثر عودته من رحلة علاجية في المملكة العربية السعودية مع أحد الاستشاريين بقسم الجراحة بمجمع السلمانية الطبي، حتى تكونت حصوة جديدة في كليته عام 2004، وقرر الاستشاري وقتها إجراء عملية منظار في الخاصرة، ولكن الحصوة لا تتفتت بالليزر ويجب استئصالها بالجراحة، إلا أنَّ الطبيب لم يجرِ العملية لأنه كان ينوي السفر مع عائلته.
وأضاف «أتيحت لي فرصة الذهاب إلى مستشفى الدمام المركزي، ومن ثم جرى تحويلي إلى مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وأجريت لي العملية هناك، وبعدها بأقل من سنة عادت الحصوة مجدداً فاضطر الأطباء لوضع أنبوب بين الكلى والمثانة لجعل الحالب مفتوحاً».
وكانت «الوطن» اتصلت بمسؤولي «السلمانية» للوقوف على ملابسات الشكوى، وردوا بدورهم أنَّ قسم العلاقات العامة هو المعني بالرد على الشكوى، وحاولت «الوطن» الاتصال بالقسم مراراً دون جدوى.
معاناة مستمرة:
وذكر صاحب الشكوى أنه كان يشعر بآلام خفيفة بعد العملية، واستمرت المشكلة 6 أشهر كاملة، بعدها اكتشف ترسب الحصوات على الأنبوب عند ذهابه إلى مستشفى خاص حولته بدورها إلى مستشفى السلمانية، واكتشف بعد مكوثه في المستشفى أنَّ الطبيب الاستشاري المعالج من قسم الجراحة تقاعد وتم تحويل حالته إلى طبيب آخر، وبدوره حاول تفتيت الحصوات بالليزر ولم ينجح، ثم حاول نزع الأنابيب التي تمَّ وضعها بالسعودية ولكنه لم ينجح أيضاً، عندها فتت الحصوات المترسبة على جدار الحالب والمثانة.
وأضاف «أُصبت بنزيف بعد إجراء العملية مباشرة ترافقت بآلام مبرحة، وأخبرت الطاقم الطبي بذلك، ولكنهم أخبروني أن المعاناة نتيجة طبيعية للعملية، وأنني أتوهم ولا وجود لشيء غريب، حاولت عندها أخذ عينة من الدم لأثبت ذلك، ولكني أصبت بالدوار ووقعت على الأرض ما اضطرهم لإعطائي 3 حقن لإيقاف النزيف، وكانوا دائماً ما يذكرون أن قيمة الحقنة 1000دينار بأسلوب يحمل شيئاً من المذلة والتفضل».
ونوَّه المواطن عن أخذه لهذه الحقنة منذ عام 1995 في أكثر من مستشفى بالسعودية، حيث لم يتم إشعاره قط أنهم يتفضلون عليه، رغم أنه ليس سعودي الجنسية.
وبين أنه بعد إصابته بالنزيف لم يكن يرى الطبيب الاستشاري المعالج إلا نادراً، مع أنَّ الحالة كانت حرجة، ما دفع والده لتقديم شكوى لدى شؤون المرضى بمجمع السلمانية الطبي، لأنه لم يكن يعرف ما وصلت إليه الحالة تماماً، ولم يتمكن من الوصول إلى الطبيب الاستشاري الذي يشرف على علاجه، ما دفعه لمغادرة المستشفى.
ادعاءات الطبيب المعالج:
وقال المريض إنه عاد إلى المستشفى مجدداً بعد إصابته بانسداد في المجاري البولية، وتمَّ إجراء جراحة له لإخراج السوائل من الكلى، وفي هذه الأثناء وصل لمسامع الطبيب الاستشاري أنَّ والد المريض قدم شكوى ضده واختفى الطبيب حينها نهائياً.
وأضاف أنَّ الطبيب أخبر شؤون المرضى أنه ساعده وأصلح أخطاء طبية سببتها له مستشفيات السعودية، وكان من المفروض أنْ يتم شكره بدلاً من تقديم شكوى ضده، وأنه لا يريد أنْ يرى اسم هذا المريض تحت اسمه مجدداً. وأفاد أنه تمَّ إخبار رئيس قسم الجراحة أنه مدمن على المسكنات لمنعه من العلاج في القسم، لأنه كان يلجأ للمسكنات بكثرة خلال الفترة بفعل الانسداد والجراحة، مؤكداً أنه لم يكن يرى الطبيب المعالج، وكان معلقاً لـ18 يوماً لم يجد خلالها بديلاً لتخفيف آلامه غير المسكنات. وقال المواطن إنه خرج من المستشفى ولكنه اضطر للعودة بعد إصابته بالانسداد، ولكنه مُنع من دخول المستشفى بسبب الطبيب الاستشاري المشرف على متابعة حالته الصحية في قسم الجراحة.
وذكر صاحب الشكوى أنه قبل إبلاغه بمنعه من العلاج في قسم الجراحة، أعطاه أحد أطباء الطوارئ حقنة مسكنة في العضل، رغم إصابته بنقص في الصفائح الدموية، ما يمنعه من أخذ أي حقن في منطقة العضل، مشيراً إلى أنه أبلغ طبيب الطوارئ بهذا الخصوص، لكنه أخبره أنه هو الطبيب وهو من يقرر.
وأضاف أنه أصيب بأشبه بالجلطة في الساق نتيجة للحقنة، ما جعله يخضع للعلاج في قسم أمراض الدم بمجمع السلمانية الطبي، وهناك لاحظ الأطباء وجود مشكلة في البول، فتمَّ عرضه على طبيب مسالك أخبره عن وجود مشكلة ولكنه ممنوع من العلاج في قسم الجراحة، وعليه أنْ يجد مكاناً آخر.
وبيَّن أنَّ حالته الصحية ساءت مجدداً وذهب للعلاج في مستشفى خاص، حوله إلى مستشفى السلمانية بسبب مشكلة نقص الصفائح الدموية، لافتاً إلى أنه كان يعلم أنَّ السلمانية لن تقبله بسبب خلافه مع الطبيب الاستشاري، لكنه لم يملك حلاً آخر سوى الذهاب للطوارئ، وهناك جرى إبلاغه مجدداً من قبل طبيب الطوارئ أن عليه الذهاب لأيّ مستشفى آخر، لأنهم لا يستطيعون قبوله بسبب رفض الطبيب الاستشاري علاجه في قسم الجراحة.
وبعد تكرر الأمر بالسلمانية وامتناعها علاج المواطن بحسب ما ذكر، لجأ إلى السعودية مجدداً، حيث يخضع للعلاج بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض.
وكانت مشكلة المواطن مع «السلمانية» بدأت منذ فترة طويلة اضطرته للجوء إلى السفارة السعودية، وبدورها أرسلت رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين في تلك الفترة الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، ووافق على علاجه في مستشفى القوات المسلحة بالسعودية رغم كونه بحريني الجنسية وهي مخصصة لعلاج العسكريين السعوديين فقط.