عواصم - (وكالات): ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “أكثر من 133 مدنياً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية في مدن عدة، فيما قصفت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري حي صلاح الدين وسط حلب بينما تأهبت القوات الموالية للرئيس بشار الأسد لشن هجوم على مقاتلي المعارضة من شأنه أن يحدد مصير ثاني كبرى المدن السورية، وسط مخاوف من ارتكاب قوات الأسد لمجازر في المدينة”. وشهد حي صلاح الدين في حلب شمال سوريا معارك عنيفة بدأت فجر أمس، وتمركز المقاتلون المعارضون في الشوارع وبعض الأبنية خلال تصديهم لهجوم الجيش السوري النظامي. وأفادت تقارير أن “المدنيين كانوا يتراكضون في الشوارع مع أطفالهم بحثاً عن ملجأ يقيهم القصف وهم يحملون علب حليب وزجاجات ماء وبعض الطعام”. ومستفيداً من قوة نارية هائلة شن الجيش السوري هجوماً على حلب في محاولة لضرب المسلحين المتمركزين جنوب غرب المدينة وخصوصاً في الحي.

وأعلن مسؤول عسكري في الجيش السوري الحر أنه “تم وقف هجوم الجيش السوري النظامي”.

وقال قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش السوري الحر العقيد عبدالجبار العكيدي إن “الجيش الحر أوقف هجوم القوات النظامية بعدما تكبدت خسائر كبيرة”، مشيراً إلى “تدمير 5 دبابات وعربات وآليات عسكرية ومقتل عشرات الجنود إضافةً إلى انشقاق طاقمي دبابتين”.

وأكد العكيدي أن “الهجوم الذي بدأ منذ نحو 12 ساعة توقف ولم تحقق القوات النظامية أي تقدم لا بل هي تراجعت إلى مواقعها السابقة في حي الحمدانية”.

وفي أحد الأحياء جنوب غرب مدينة حلب، أظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت مقاتلين معارضين وقد ثبتوا مدفعاً رشاشاً على شاحنة صغيرة حمراء اللون رشت على جانبها عبارة “لواء التوحيد المجاهدين”، حيث كانوا يطلقون النيران بشكل كثيف باتجاه الطائرات المروحية، وسط صيحات تكبير أطلقها مقاتلون محتشدون إلى جنب الطريق. في الوقت ذاته، حصدت أعمال العنف أكثر من 20 ألف قتيل في سوريا منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد في 15 مارس 2011، بحسب ما أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن.

وأوضح عبدالرحمن أن “عدد القتلى في سوريا نتيجة الاحتجاجات بلغ 20028 قتيلاً”، مشيراً إلى أن بينهم “13978 مدنياً ومقاتلاً معارضاً، إضافةً إلى 968 منشقاً، و5082 من القوات النظامية”.

وحذرت روسيا من خطر وقوع “مأساة” في حلب، معتبرة في الوقت نفسه أنه “من غير الواقعي” تصور أن تبقى الحكومة السورية مكتوفة الأيدي فيما يحتل مسلحون معارضون المدن الكبرى.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي عقده في سوتشي ونقله التلفزيون الحكومي “نحن بصدد إقناع الحكومة بأن عليها القيام ببعض البادرات الأولى، لكن عندما تحتل المعارضة المسلحة مدناً مثل حلب حيث يلوح خطر وقوع مأساة أخرى على ما أفهم فمن غير الواقعي تصور أن الحكومة ستقبل ذلك”. من ناحية أخرى، أكد لافروف أن روسيا ستستأنف اتصالاتها مع المعارضة السورية، مشيراً إلى أنها لا تنوي على الإطلاق منح اللجوء للرئيس السوري بشار الأسد على أراضيها.

في الوقت ذاته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاتشيفيتش في بيان “لا ننوي تقديم أي مشاركة في تنفيذ قرارات الاتحاد الأوروبي ضد سوريا”.

وأضاف “لن نلقي بالاً لأي مطالب ولن نوافق على تفتيش السفن التي ترفع العلم الروسي ولا اللجوء إلى غير ذلك من الإجراءات المقيدة”. ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مجلس الأمن إلى التدخل سريعاً لتجنب وقوع مجازر جديدة في سوريا.

وقال هولاند في تصريح صحافي خلال زيارة له إلى مدينة مونلوزان جنوب غرب فرنسا “إن دور دول مجلس الأمن هو التدخل في أسرع وقت ممكن” لوقف إراقة الدماء في سوريا. من جانب آخر، أعلنت المذيعة السورية علا عباس انشقاقها عن النظام الذي وصفته بأنه يحاول إيقاظ وحش الطائفية لدى الطائفة العلوية. وأضافت علا في بيان مكتوب تلته بنفسها قائلة إن “الشعب السوري بقي حوالي 40 عاماً ينتظر اكتمال مواطنيته، التي كان النظام ولايزال حريصاً على سلبها منه، لمنع انتقالنا كشعب إلى دولة الحريات”.

ولفتت إلى أن “40 خريفاً انقضت والنظام يتغول في شرخ إنسانيتنا ويتفنن في رصد الخلل فينا، وها هو اليوم يعيد توليد آليات وأساليب استبداده، مستخدماً الجزء المضلل من الشعب السوري، ومستعملاً إياه كحاضنة أساسية لتنفيذها، مستغلاً العوامل النفسية والاجتماعية لإيقاظ الوحش الطائفي أو الأقلوي من ثباته”. من جهة ثانية، جرى جمع أكثر من 72.3 مليون دولار في غضون 5 أيام في المملكة العربية السعودية في إطار حملة لجمع التبرعات “لنصرة الشعب السوري” وفقاً لأرقام رسمية نشرت أمس.

وافتتح الملك عبدالله الحملة الإثنين الماضي متبرعاً بمبلغ 20 مليون ريال “5.3 مليون دولار” تلاه ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الذي تبرع بمبلغ 10 ملايين ريال “2.6 مليون دولار”.