القاهرة - (وكالات): ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أمس أن رئيس الوزراء المكلف هشام قنديل سيعلن تشكيلته الحكومية الخميس المقبل بعد شهر من تولي الرئيس الجديد محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين مهام منصبه، فيما ذكرت مصادر رئاسية أن إعلان الفريق الرئاسي من نواب ومستشاري الرئيس الخميس المقبل أيضاً.
وكان قنديل، وزير الري والموارد المائية في حكومة تصريف الأعمال الحالية، قد بدأ فور تعيينه الأسبوع الماضي مشاورات لاختيار فريقه الحكومي.
وأوضحت الوكالة أن قنديل قال إنه سيعلن التشكيلة النهائية للحكومة الخميس المقبل.
وستحل هذه الحكومة الجديدة محل حكومة تسيير الأعمال التي عينها الجيش الذي تخلى له الرئيس السابق حسني مبارك عن السلطة لدى تنحيه في فبراير 2011 تحت ضغط الشارع.
وقد تولى مرسي، القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين، الرئاسة في 30 يونيو الماضي لكن الجيش مازال يملك سلطة التشريع بعد أن ألغت المحكمة الدستورية العليا الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي حقق فيها التيار الإسلامي فوزاً ساحقاً وذلك لوجود عوار دستوري في قانون الانتخابات.
وأكد قنديل أن حكومته ستتكون من تكنوقراط وأن اختيار الوزراء لن يكون على أساس التوجهات السياسية وإنما على أساس “الكفاءة”. ومنذ سقوط مبارك، تشهد مصر، أزمة اقتصادية حادة مع انخفاض حركة السياحة وانهيار الاستثمارات الخارجية ونقص الاحتياطي من العملات الصعبة وتفاقم العجز في الموازنة.
من جهته، قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية الدكتور ياسر علي إن الفريق الرئاسي من نواب ومستشاري الرئيس سيتم الإعلان عنه الخميس المقبل.
وأوضح أن تأجيل الإعلان عن تشكيل الفريق الرئاسي هدفه مزيد من المشاورات للتوصل إلى أفضل تشكيل تكون لديه القدرة على تنفيذ برنامج الرئيس ويواجه التحديات الصعبة في تلك المرحلة الدقيقة التي تعيشها مصر. ورجحت مصادر مقربة من قنديل، حسم اختياراته لنحو 19 وزارة، بينما بقيت الوزارات الأخرى بانتظار المزيد من المشاورات.
في الوقت ذاته، عقدت الجبهة الوطنية لاستكمال الثورة مؤتمراً صحافياً حضره معظم أعضائها لتوضيح موقفها من التطورات على المشهد السياسي الحالي خاصة بعد تكليف قنديل بتشكيل الحكومة، مقدمة ما يشبه كشف حساب عن أدائها طوال الفترة الماضية، نافية انسحابها من الشراكة مع الرئيس، مشيرة إلى أنها لم تنقلب على الرئيس فيما طالبته بالشفافية والالتزام بتعهداته التي قطعها على نفسه خلال الانتخابات الرئاسية.
وأكد الإعلامي حمدي قنديل خلال المؤتمر الذي عقد بساقية الصاوي رفض الجبهة لأي استبداد سواء كان باسم الدين أو استبداداً عسكرياً وأنها ستظل تياراً مدنياً وطنياً في جبهة المعارضة، مؤكداً أن هذا هو موقفها الثابت منذ الإعلان عن تأسيسها في 22 يونيو الماضي بحضور الدكتور محمد مرسي قبيل حسم جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة بفوزه، لافتاً إلى أن تشكيلها كان بمبادرة اتصال جاءت من قبل جماعة الإخوان المسلمين وأن الجبهة رحبت بأن تمد أيديها من أجل شراكة وطنية تضمن استمرار الثورة، مشيراً إلى أن الجبهة لا ترى أي التزام من الرئيس بالتعهدات التي قطعها على نفسه يوم تأسيس الجبهة لذا لزم على الجبهة أن تقف وقفة مع الرئيس.
وأوضح الناشط وائل غنيم أن أعضاء الجبهة وافقوا على مساندة الرئيس محمد مرسي لسببين أولهما إيمانهم بالديمقراطية والقبول باختيار الشعب أياً كان والوقوف ضد أي محاولات للتزوير يجري الإعداد لها لصالح مرشح النظام السابق، وكذلك لإيمانهم بفكرة ضرورة توحد القوى الوطنية وتجنيب الصراعات والمصالح الحزبية الضيقة من أجل شراكة وطنية.