كتبت- زهراء حبيب:

تعيش سيدة بحرينية مطلقة منذ 35 سنة في منزلها بالحد برفقة ابنتها مع أولادها الخمسة، وفي رحمها طفلها السادس، ومصدر رزق العائلة هو المصروف الشهري للشؤون الاجتماعية والمساعدات الاجتماعية والصناديق الخيرية، وراتب زوج الابنة الذي لا يتجاوز 250 ديناراً ويصرف على عائلتين.

تروي أم هدى، بصوت ملؤه الحزن، تفاصيل معاناة أسرتها لـ«الوطن”، وتقول: تم طلاقي من زوجي منذ أكثر من 35 سنة، ومرت السنوات ببساطتها في السنوات الأولى لكنها بدأت تتعقد يوماً بعد يوم بعد طلاق ابنتي التي أصبح لديها ابنتان وولد واحد من زوجها الأول.

وتضيف: احتضنت ابنتي وأبناءها الثلاثة في منزلي المتواضع، ورغم محاولات ابنتي المطلقة الحصول على نفقة لأبنائها الثلاثة لتعيلهم في حياة صعبة وظروف قاسية، وتلبي احتياجاتهم اليومية كباقي الأطفال، ففي الأقل توفر لهم أسرّة ينامون عليها، كونهم ينامون على الأرض من ضيق الحال، لكن زوجها السابق استمر بدفع النفقة التي لا تتجاوز 80 ديناراً لأشهر قليلة ثم انقطع عن ذلك إلى هذا اليوم.

وتؤكد أم هدى أن ابنتها راجعت المحاكم الشرعية والجهات المختصه شاكية من انقطاع النفقة، فكان الجواب ببساطة وبرود أن الراتب الشهري لطليقها ضئيل ولا يستطيع الاستمرار بالدفع، كونه متزوجاً من امرأة أخرى ولديه التزامات تجاه أبنائه، ووالدته وأخته.

وأغلقت الأبواب في وجه ابنتها، وكان يجب عليها سد رمق أبنائها الثلاثة باستمرار صرف النفقة، حتى إذا مرت 6 سنوات على طلاقها، تقدم رجل لطلب يدها راغباً الزواج منها، ومساعدتها في تحمل مسؤولية أبنائها، على الرغم من أن راتبه ضئيل لا يتجاوز 250 ديناراً ويصرف على عائلته وعلى أبنائها من زوجها الأول، وابنته وابنه.

وتواصل أم هدى سرد قصتها: حياة ابنتي استمرت تتعقد فهي كانت تعتني بشقيقتها المعاقة سنوات عدة حتى أخذ الله أمانته بعد وفاة والدهم بأيام قليلة، في شهر رمضان من العام الماضي، ثم عانت الأمرين من فقدان شقيقتها المعاقة ووالدها، ثم عندما اكتشفت أم هدى أنها نفسها تعيش بكلى واحدة ورغم محاولات إيجاد علاج لها في إحدى الدول العربية، لكن الطبيب المعالج أكد لها أنها سوف تعيش عمرها بكلية واحدة ولا علاج لحالتها، كونها تعاني من عيب خلقي يشاطرها فيه أشخاص آخرون.

وطالبت أم هدى أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء بمد يد العون لها ولابنتها، فجل اعتمادها في هذه الحياة على غلاء المعيشة 50 ديناراً و70 ديناراً معاش الشؤون ليسد رمق أم وابنتها الحامل وأبناءها الخمسة.