كتب - حذيفة يوسف:

لا تختلف مائدة الإفطار في العراق عن مثيلاتها في الدول العربية إلا بأصناف الطعام التي تمتاز بها السفرة العراقية، والتي تتغير بحسب المناطق شمالاً أو جنوباً، ولكنها جميعاً تشترك بأطباق رئيسة.

يبدأ العراقيون فطورهم بالماء أو اللبن والتمر والشوربة، والتي عادة ما تكون شوربة عدس أو “ماش” وهو أحد أنواع الحبوب يشبه العدس، أو شوربة الخضار، والتي ابتكرت حديثاً وتتكون من العديد من الخضار المقطعة. وينطلق بعدها الرجال لأداء صلاة المغرب في منازلهم أو في المساجد، حسب قربها أو بعدها عن مسكنهم، لتزيل النساء في تلك الأثناء السفرة السابقة وتضع بعدها الأطباق الرئيسة.

وبعد الانتهاء من صلاة المغرب يجد الرجال السفرة الرئيسة جاهزة، تتصدرها “الدولمة” وهي خضار محشوة بالأرز واللحم المفروم، و«الكبة” بمختلف أنواعها والثريد والقوزي، والأكلة الأكثر شعبية هي “الثريد” التي تكاد أن تكون شبه يومية في مائدة الإفطار، وتتكون من “التشريب” وهو ماء لحم أو دجاج، مليء بالخبز المقطع إلى قطع صغيرة، ويكون عادة إما أبيض اللون أو أحمر.

ولا تخلو المائدة العراقية من العصائر منزلية الصنع، والتي عادة ما تكون عصير “قمر الدين”، أو “ تمر هند”، لتكتمل صورة السفرة في العراق.

الحلويات العراقية كثيرة الأنواع إلا أن الأكثر شهرة في رمضان هي “الزلابية” و«البقلاوة” والتي لا تخلو منها سوى سفرة الفقراء، إذ يستعيضون عنها بحلاوة الشعرية منزلية الصنع أو حلاوة طحين الأرز صعبة التحضير، لتوضع تلك الأطباق بعد الفراغ من صلاة التراويح. وللسحور العراقي طعم خاص فهو يحتوي على أكلات ثقيلة كالأرز و«المرق” أو “المخلمة” والتي هي عبارة عن بيض ولحم مفروم، كون العديد من أعمال العراقيين شاقة وتحتاج إلى طاقة كبيرة لا تنفع معها الأكلات الخفيفة.

وتضاف إلى سفرة السحور الكبة أو الكباب العراقي، وبعض الحلويات كـ«زنود الست” أو “الزلابية” مرة أخرى، إضافة إلى الكثير من الماء والعصير لتخزينها وتناولها بعد نهار رمضاني حار وطويل.