كتب - عادل محسن: حذَّر السفير الفلسطيني لدى مملكة البحرين طه عبدالقادر من أن القضية الفلسطينية تواجه مرحلة دقيقة وخطيرة جداً، إذ يعمل العدو الإسرائيلي ومن يقف وراءه بشطب المشروع الوطني الفلسطيني برمته، والقفز فوق التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني والعربي على مدار 60 عاماً. وأضاف عبدالقادر خلال حضوره مجلس يوسف بوزبون على شرف رئيس «مجموعة طلال أبوغزالة» د.طلال أبوغزالة: «بعد 19 سنة من دخولنا في الاصطفاف الدولي وموافقتنا على حل القضية الفلسطينية وحل عربي شامل لهذا الصراع وصلنا لنتيجة مؤسفة أن كل ما كنا نتمنى أن يتم الالتزام فيه، سواء من الجانب الإسرائيلي أو من جانب المجتمع الدولي، لم تلتزم إسرائيل ولا بالحد الأدنى مما هو متفق عليه، وعدة دول تقف بجانب الظالم وليس المظلوم، ورغم كل ما قدمته الدول العربية وآخرها في قمة بيروت من خلال مبادرة الملك عبدالله الثاني والتي وافقت عليها كل الدول العربية، إلا أن إسرائيل تريد للحظة إقناعنا أن الكيان يريد كل شيء ولا يريد أن يعطي شيئاً». وأشار السفير إلى أن القدس ليست فلسطينية، بل عربية إسلامية مسيحية وأن المعادلة تقول: «لا قيمة لفلسطين من دون القدس»، وأشار إلى أن ما يجري من ممارسات بطش وتنكيل في القدس أطلقت صرخات نداء من المقدسيين والقيمين على الأماكن المقدسة في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وشعورهم الدائم برغبة الكيان للسيطرة على القدس بالكامل ورغبتهم في إفراغ الناس منها». وأضاف: «من المهم وجود الناس في القدس كي يستمر الأمل، وبتقديري فإن العالم العربي قدم ما هو مطلوب منه، والدول العربية قدمت الكثير رغم إصرار الجانب الإسرائيلي على عدم الالتزام بالاتفاقات، وخاصة الاتفاقية المتعلقة بالأراضي الفلسطينية (فلسطين التاريخية) إذ إنهم مازالوا يسمون الضفة الغربية بـ(يهودا) و(السامرا) مما يبين أن حتى الحل الجزئي لا يلتزمون فيه رغم أنه لا يرضي الكثير من الفلسطينيين والعرب والمسلمين». وأكد عبدالقادر أن الإسرائيليين لا يريدون المفاوضات ولا يريدون إكمال المسيرة التي تم الاتفاق عليها ولا ضمانات من الجانب الأمريكي، مشيراً إلى أن ما يقلق إسرائيل في هذه المرحلة إرادة الفلسطينيين القوية التي لا تنكسر، موضحاً أن إسرائيل تريد كسر إرادة الفلسطينيين. وقال: «ممارسات كثيرة تعمل عليها إسرائيل لكسر إرادة الفلسطينيين ومنها فرض ضريبة أكثر 10 مرات مما تفرض على الإسرائيلي لتهجير الناس، وحتى تصليح زجاج النافذة يتم تعقيد إجراءاته وتمييعه، ونخاف أن يتم تفريغ الناس من القدس وتصبح مناطق سياحية فقط في ظل معاناة المقدسيين والبيوت الآيلة للسقوط، لذلك أتمنى أن يكون هناك تفكير باستمرار كيف نحافظ على صمود المقدسيين والفلسطينيين في فلسطين». ومن جانبه، قال السفير الأردني محمد سراج: «إن القضية الفلسطينية مركزية وبأن حلها يمهد لحل كل المشاكل من إيران والوضع العراقي وغيرها، مشيراً إلى أن الوقت ليس بصالح فلسطين إذ إن المستوطنات في ازدياد بالضفة الغربية وأصبحت سرطاناً يجب إيقافه»، وأضاف: «المستوطنات هي سور بنياني عبارة عن مدن وأبراج عالية تبنى حول القدس لعزلها كلياً، وخلال أي مفاوضات سيقول الجانب الإسرائيلي عن أي قدس تتحدثون؟ الوقت ليس لصالحنا كعرب ومسلمين ومسيحيين ويجب إعطاء القضية الفلسطينية أولوية». وتحدث سراج حول وضع المسيحيين في القدس، وذكر أنه وبحسب «المطران» فإن نسبة المسيحيين قلت من 15-3%، معتبراً إياه تفريغاً للأماكن المقدسة ومن الفلسطينيين والمسيحيين، وبعد فترة لن يكون هناك أي مسيحي في الأراضي الفلسطينية. وأكد السفير الأردني سعي بلاده للحفاظ على الأراضي الفلسطينية في ظل محاولات إسرائيل الاستيلاء على الأراضي، وعدم السماح للمراقبين من الأوقاف والجهات الأخرى من الدخول إلى القدس. وتعليقاً على الحديث الذي دار بمجلس بوزبون قال أبوغزالة: «إن الضريبة المفروضة على الفلسطينيين تتنافى مع كل قوانين العالم والتي تصل لعشرة أضعاف، في حين يدفع الإسرائيلي مبلغاً أقل»، وكان أبوغزالة افتتح المجلس بحديثه عن مشاركته بمنتدى الحكومة الإلكترونية. إلى ذلك، أكد صاحب المجلس يوسف بوزبون أهمية أن تكون المجالس البحرينية متنوعة دينياً وفكرياً وأهمية أن تضم كافة شرائح المجتمع وطوائفه، مشيراً إلى أن التنوع مطلوب في المجالس لإعادة لم الشمل وتحقيق المصالحة الوطنية المنشودة.