تحظى المجالس الرمضانية في البحرين، بخصوصية وميزة فريدة، إضافة إلى ما تتميز به هذه المجالس من خصوصية في سائر العالم الإسلامي والعربي.

وتحرص أطياف المجتمع البحريني كافة، على تكوين مجلس في حال تيسر له الأمر وذلك عرفاناً للدور التي تلعبه المجالس وأيضاً لا ننسى بأنَّ لمجالسنا منزلة في القلوب، وذلك لما لها من أهمية اجتماعية في المقام الأول، من خلال زيادة الترابط والتلاحم بين أطياف المجتمع، وأيضاً وسيلة للتبادل ومناقشة الآراء و الأفكار فيما يجري على ساحة الوطن والعالم، فهي كما يقال مدرسة تدرس كافة أنواع المواد.

وليسمح لي القارئ العزيز أنْ نسلط الضوء على مجالس منطقة مدينة عيسى، حيث بعضها مفتوح على مدار العام وبعضها موسمي لا يفتح إلا خلال هذا الشهر الفضيل، وذلك لأنَّ شغف الناس لزيارة هذه المجالس يزداد في هذا الشهر.

وعودة لهذه المجالس المتناثرة هنا وهناك، في مجمعات مدينة عيسى المتداخلة فيها بينها والتي تختزل البحرين الحبيبة فيها، فمدينة عيسى اليوم من المدن المهمة في خارطة الوطن، والتي تعايش فيها أهل البحرين من الذين قدموا إليها من مختلف مناطق البحرين، وبالتالي هذه المجالس الكبيرة العدد تتنوع من حيث ثقافة صاحبها، وبالتالي فهي متنوعة فتجد في بعضها دراسة القرآن الكريم والبعض منها مجالس للاجتماع واللقاءات، والبعض منها عائلية والبعض منها عمومية، ولا ننسى مجالس النواب الحالين والسابقين وأعضاء المجالس البلدية فهي مجالس لم تكن موجودة سابقاً، إلا من خلال عشر سنوات مضت، وبالتالي فإنَّ من المجالس عمرها من عمر مدينة عيسى. وقلنا من قبل ونكرر نتمنى من أهالي المنطقة الحفاظ على هذه المجالس وزيادتها لما لها من أهمية في تكوين نسيج اجتماعي متماسك، وللذين لم يتعرفوا على أهميتها المبادرة بزيارتها للوقوف والتعرف عليها، كما إنني لم أتطرق للخيام الرمضانية التي تنتشر في زوايا المنطقة، فهي تُعَدُّ خيام شبابية وهي مجالس مصغَّرة، ولكن هي مختصره على جيل معين ونمط معين، وتبقى المجالس التقليدية هي الأساس.

مجدي النشيط