تسبب شهر رمضان وتزامنه مع فصل الصيف في ركود قطاعي العقارات والتشييد بنسبة تتراوح بين 30-40%، في وقت توقع خبراء أن تستمر حالة الركود حتى نهاية أغسطس المقبل وذلك بعد انتهاء فترة حظر العمل بالمناطق المكشوفة في فترة الظهيرة.
وقالوا: “ومع الأخذ في عين الاعتبار أن القطاعين مرتبطان ببعضهما بصورة وثيقة وأن تأثر أحدهما يعني تأثر الآخر بشكل مباشر أو غير مباشر نرى أن زيادة المعروض من الشقق السكنية تعني تقليل مشاريع التشييد من جانب آخر حفاظاً على الأسعار في السوق وحماية للاستثمارات من الخسارة”.
وأضافوا في تصريحات لـ«الوطن”، أن قطاع التشييد يُسجِّل أدنى مستوياته من الأعمال خلال شهري يوليو وأغسطس من كل عام، لكن رجَّح أن يشهد القطاع انتعاشا اعتباراً من مطلع الربع الأخير.
وقال مدير وكالة سيد شرف العقارية، سيد شرف جعفر إن حركة سوق العقارات في البحرين تشهد ركوداً شبه تام خلال فصل الصيف ورمضان، متوقعاً أن يستمر هذا الركود حتى نهاية أغسطس، مشدَِّداً على أنه لا يوجد أي شخص يعمل في المجال العقاري لم يتأثر بركود الصيف ورمضان.
وتابع: “على الرغم من تحسن الأوضاع في الفترة السابقة بنسب متفاوتة إلا أن أسعار إيجارات الشقق السكنية سجلت انخفاضاً يصل إلى 30% في عدد من مناطق المملكة، وخصوصاً الشقق المفروشة في محافظة العاصمة، والتي انخفضت إيجاراتها من 500 دينار للشقة في الشهر إلى 300 دينار.
وأكد أن الانخفاض الأخير سببه لا يتركز على ركود القطاع العقاري فقط، بل إن زيادة المعروض من الشقق السكنية المفروشة وغير المفروشة في مختلف مناطق المملكة بنحو 50% ساهم في انخفاض الأسعار، الأمر الذي يدعو المستثمرين إلى دراسة مشروعاتهم للفترات المقبلة حتى لا يتعرضون للخسارة.
من جهة أخرى قال أمين سر جمعية المقاولين البحرينية على مرهون: “سوق البناء والتشييد يعاني من ركود خلال الصيف وشهر رمضان، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع الطلب على مواد البناء، وخصوصاً الأسمنت”.
وأردف: “يفترض أن أن تتراجع الأسعار، وذلك إذا ما أخذنا بمبدأ العرض والطلب .. فإذا تراجع الطلب على الأسمنت نتيجة ركود قطاع الإنشاءات، فمن من الطبيعي أن تتراجع الأسعار”.
وأوضح أن سوق المقاولات يعاني من قلة الأعمال بسبب تراجع المشروعات التطويرية خلال الصيف وشهر رمضان سواء من قبل المواطنين أو الشركات العقارية والاستثمارية الكبيرة، لافتاً إلى أن تراجع أسعار مواد البناء أمر يتكرر الحدوث، عندما تتوافر العوامل والأسباب المؤدية إلى ذلك، مدعومة بتراجع حجم المشاريع التي يتم تنفيذها.
وأفاد مرهون بتراجع أعمال الإنشاءات بنحو 40% في فصل الصيف، حيث يسجل قطاع التشييد أدنى مستوياته من الأعمال خلال شهري يوليو وأغسطس من كل عام، إضافة إلى التزام المقاولين بوقف العمل في مختلف الأعمال الإنشائية المكشوفة خلال وقت الظهيرة من الساعة 12:00 وحتى الساعة 4:00 عصراً) حسب قوانين العمل الدولية والتي تلتزم بها المملكة، وذلك بهدف حماية العمّال من جشع أرباب العمل، والحد من ظاهرة إصابة العمال بضربات الشمس والإنهاك الحراري أثناء قيامهم بالأعمال خلال فترة الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
وكما أن تزامن فصل الصيف مع شهر رمضان، يؤثر بشكل كبير على إنتاجية العامل والحالة الصحية، وخصوصاً أنه بحاجة إلى شرب كميات كبيرة من المياه مع ارتفاع حرارة الجو في يوليو وأغسطس.