إعداد - د. نادية غريب:
يعمل الصوم من الناحية الفسيولوجية للجسم على إبقاء عمليات الأيض بطيئة أكثر من الأيام العادية، ما يجعل من الصعوبة إجراء محاولات إنقاص الوزن الزائد في رمضان. لذلك فإن وضع الآمال والاستعداد النفسي قبيل شهر رمضان للمساعدة على التخسيس من الوزن الزائد في محاولة لتحسين الصورة الظاهرية للجسم لا يؤدي إلا إلى خيبة الأمل إذا لم يُعد الفرد لذلك بشكل صحيح.
أما إذا أردنا أن نجعل رمضان هذا العام صحياً، فعلينا تحديد الأهداف والالتزام بها.
النصائح الرمضانية الخمس..
اختيار الغذاء الصحي في الإفطار
بعد يوم طويل من الصيام يكون تفكير الشخص متجه إلى إفطار دسم، هذه حالة نفسية طبيعية وعليه فإنه من الضروري تجنب تحقيق ذلك من خلال ضبط النفس عن الاندفاع في أكل كميات كبيرة عند الإفطار مع تأكيدنا على ضرورة تناول بعض الأكلات العالية في سعراتها الحرارية. فالخيارات الغذائية الصحية أكثر الطرق فعالية للمحافظة على صحة ولياقة الجسم.
التحكم بالكمية
من الرسائل المهمة لشهر رمضان أن يتعلم الإنسان ضبط النفس خاصة في الأمور الصحية ومنها التحكم في الوجبات المتناولة بحيث تكون كمياتها معقولة وغير كبيرة ولا تؤدي إلى الإحساس بالشبع الزائد والخمول البدني، فمن الأفضل دائماً تناول عدة وجبات من الإفطار حتى السحور بحيث تكون كمياتها صغيرة نسبياً، الأمر الذي يضمن توازناً نفسياً وصحياً للشخص.
المحافظة على الترطيب
يحتاج الإنسان بشكل عام إلى أن يشرب من 8-10 أكواب من الماء يومياً. أما في رمضان فإن جسم الصائم خلال النهار لايزال يفقد الماء. لذا تأكد من شرب الكثير من الماء قبل الفجر وبعد غروب الشمس للبقاء منتعشاً. وأفضل طريقة للتناول السليم لأكواب المياه المطلوبة للجسم أن تتوزع بانتظام خلال الساعات ما بين الإفطار حتى السحور بمعدل 1-2 كوب كل ساعتين. ويمكن استبدال المياه بأنواع العصائر، كذلك نؤكد على ضرورة تجنب المشروبات غير الصحية ذات السعرات الحرارية العالية مثل المشروبات السكرية “الشراب” والمشروبات الغازية وما يسمى بمشروبات الطاقة.
ممارسة الرياضة
يعتبر شهر رمضان أفضل الأشهر المشجعة على ممارسة الرياضة خلال ساعات الإفطار وليس الصيام، ومن الضروري ألا يبدأ الفرد بممارسة أي رياضة خصوصاً المجهدة منها إلا بعد مرور ساعتين على الإفطار لإعطاء الجسم الوقت المناسب لهضم وجبة الإفطار. إن وقوع شهر رمضان خلال هذه السنوات في فترة الصيف يعطي ميزة للرياضة الليلية حيث بأي حال من الأحوال يصعب ممارسة أي نشاط رياضي خلال ساعات النهار بسبب ارتفاع درجات الحرارة، كذلك لابد من التأكيد على ضرورة شرب كميات مناسبة من الماء خلال ممارسة الرياضة.
لا تهمل وجبة السحور
إن تناول وجبة السحور في وقتها يقلل من فرص التعب والإنهاك والتعرض للدوخة، ونقص الطاقة، والجوع الشديد أثناء النهار. ومن الضروري اختيار أغذية وجبة السحور التي تعطي إحساساً بالشبع لساعات طويلة ولا تؤدي للعطش، وعليه فإنه ينصح بتناول الكربوهيدرات “الخبز الأسمر الكامل”، الفواكه والخضراوات، والأغذية البروتينية “البيض، الأجبان قليلة الدسم غير المملحة”، وعموماً فإنه من الضروري الابتعاد عن الأطعمة المملحة والحارقة التي يمكن أن تسبب إجهاداً وعطشاً. لذا فإن وجبة السحور المتوازنة تعطي الطاقة اللازمة وتضبط الإحساس بالجوع.
^ رئيس قسم التغذية بإدارة الصحة العامة