أكد أطباء ومختصون أن صوم رمضان يمثل إفادة للصحة العامة ومنها ما يخص البدن ومنها ما يخص القلب ومنها ما يهذب النفس البشرية ويعلو بها، كما يعتبر الصيام فرصة مناسبة لضبط الضغط لأصحاب الضغط المرتفع والمنخفض إذا اتبعوا القواعد الصحية السليمة، خاصة أن كثرة الحركة مع الحرارة الشديدة تسبب خطراً على مريض الضغط الصائم.

واشاروا إلى أن حاجة الإنسان من الطاقة تعتمد على حركته وجهده العضلي فالناس يختلفون في مدى حاجتهم للطعام وفي رمضان يجب أن يدرك المرء فوائد الصيام وأسراره فهو تزكية للجسم وراحة للنفس والعقل ومن ثم يحتاج أصحاب الضغط المرتفع والمنخفض إلى نوعية معينة من الأطعمة في وجبتي الإفطار والسحور.

الضغط المنخفض

يؤكد أطباء الباطنة أن ضغط الدم المنخفض هو الحالة التي تجري فيها دورة الدم في الجسم تحت ضغط أقل من الطبيعي للإنسان حيث إن الضغط الطبيعي للإنسان هو 120/80 مللي زئبقي، وحتى الآن لا يوجد تعريف رقمي محدد للضغط المنخفض، ولكن في أغلب الحالات يظهر انخفاض الدم كحالة طارئة ونادراً ما يمثل مشكلة مرضية مزمنة، وإن كان عارضاً فهو سهل العلاج، وأيضاً سهل احتواءه، أما إذا زاد في هبوطه فهنا نستطيع القول بأن هناك مشكلة في الجسم أو أي عضو من الأعضاء مثل (فشل في وظائف الأعضاء الحيوية مثل المخ أو القلب أو الكليتين) وإذا لم يتم علاج السبب المرضي والمؤدي إلى انخفاض الضغط فقد تتدهور الحالة وتؤدي إلى الوفاة.

كما يؤكد أطباء الباطنة أيضاً أنه نظراً لأهمية مستوى الضغط لجسم الإنسان فإن الجسم به العديد من الأجهزة التي تراقب مستوى الضغط بصورة دائمة إذا ما حدثت اضطرابات في الضغط صعوداً وهبوطاً ومن ثم فإن الأجهزة المختصة تبدأ في تنشيط نفسها بحفظ السوائل والملح في الجسم وأيضاً المسؤولة عن التحكم في انقباض الأوعية الدموية التي تبدأ في تفاعلاتها مما يؤدي إلى العودة بالضغط إلى معدلاته الطبيعية.

أنواع ضغط الدم

يشير أطباء الباطنة إلى أن أنواع ضغط الدم متعددة منها البسيط (159/99) أو (140/90) ومنها المتوسط (160/100) أو (179/109) ومنها الشديد (180/110) أو (209/119) ومنها الحاد (210/120) وغالباً هذا ما يسبب بعض المشكلات للجسم ويجب على إثر ذلك دخول المريض للمستشفى للعلاج الفوري.

ويرى أطباء الباطنة أن هناك حالات يتعرض فيها الإنسان لضغط الدم المنخفض ومنها نقص كمية السوائل بالجسم أو عدم وصول الدم للأطراف أو المخ أو إفراز الإنسان للعرق بغزارة، واتساع حاد للأوعية الدموية، والهبوط الحاد والمفاجئ للقلب.

نصائح لمرضى الضغط المنخفض

ينصح أطباء الباطنة مريض الضغط المنخفض بالالتزام بقواعد معينة خلال شهر رمضان تتمثل في التالي:

- عدم القيام من وضع النوم أو الجلوس فجأة.

- الإكثار من تناول السوائل والعصائر بين وجبتي الإفطار والسحور خاصة المفيدة للجسم.

- عدم الإكثار من تناول السكريات، وتناول المخللات لكن بكمية صغيرة حتى تحدث معادلة وأيضاً لعدم الأضرار ببقية أعضاء الجسم.

- الابتعاد عن المؤثرات النفسية السيئة التي تزيد من الإحساس بالهبوط وعليهم البعد عن أشعة الشمس في فترة الصيف.

- مراجعة الطبيب المختص بين فترة وأخرى للتأكد من سلامة القلب وعدم وجود سبب يؤدي لانخفاض الضغط.

كما ينصح الأطباء مرضى الضغط المنخفض بتناول العصير في وجبة الإفطار بعد الصيام لأنه يساعد على زيادة الطاقة بالجسم، ثم تناول طبق الحساء، ويجب أن تحتوي وجبة الأفطار على النشويات والبروتينات وعليهم أيضاً الاهتمام بتناول المياه وفي وجبة السحور عليهم الاهتمام بالحمية الغذائية المتوازنة حتى يستطيعوا التحمل في اليوم التالي.

الضغط المرتفع

يرى الأطباء أن حالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم تزداد مع ازدياد وطأة الحياة، لا سيما مع حياتنا العصرية التي لا تكاد تخلو من القلق والتوتر وقلة النشاط البدني وأنماط الحياة غير الصحية.

ويعتبر ارتفاع الضغط الدموي واحداً من أكثر الأمراض القلبية شيوعاً وخطورة على أعضاء الجسم ويطلق عليه العلماء “القاتل الصامت”، وذلك لأنه لا يوحي بأية عوارض مميزة، ويمكن أن تصاب به لسنوات دون أن تعلم، فحوالي 90% من حالات الإصابة تكون دون سبب واضح، ويقتحم هذا المرض حياة ضحاياه دون سابق إنذار ويتم اكتشاف الإصابة به صدفة في أغلب الأحيان، وهو يصيب واحداً من بين كل خمسة بالغين.

ومن المؤكد أن إهمال ضغط الدم المرتفع دون علاج له عواقب وخيمة قد تؤدي إلى الإعاقة في سن مبكر، كما إن المحافظة على العلاج والاستمرار فيه يؤدي إلى الحيلولة دون ظهور هذه المضاعفات أو على الأقل تأجيلها لسنوات عديدة، ويخفف من حدتها في نفس الوقت، كما إن وجود مشاكل صحية أخرى، مثل مرض السكري وارتفاع الكوليسترول في الدم، والسمنة، والتدخين، تؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي للمصابين وتجعلهم معرضين أكثر لحدوث مضاعفات.

لذلك ينصح الأطباء بضرورة المحافظة على تناول العلاج في الوقت المناسب مع مراعاة التغيرات التي تطرأ في بعض فصول السنة، مثل وقت صيام شهر رمضان، وعلى كل مريض أن يراعي أفضل أوقات تناول الأدوية في شهر رمضان، وهنا يجب استشارة الطبيب المعالج لتحديد مدى إمكانية الصيام وتحديد مواعيد تناول جرعات العلاج المناسبة خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور.

ويشدد الأطباء على ضرورة تناول عصير الفاكهة بدلاً من المياه الغازية التي‏ تحتوي نسبة عالية من الفوسفور الذي يزيد من فقد الجسم للماء والكالسيوم مما يسبب ضرراً خصوصاً للمصاب بارتفاع ضغط الدم، كما إنه من الضروري لمريض ارتفاع ضغط الدم الصائم أن يتعرف على محتوى الطعام من الملح والصوديوم وأن يتجنب إضافة الملح إلى الطعام أو تناول المخللات أو اللحوم أو الأسماك المصنعة أو المدخنة أو المعلبة سواء في الإفطار أو السحور، كما يجب تجنب استخدام صلصات السلطة الجاهزة واستخدام خليط من الخل وعصير الليمون بدلاً منها حتى يقلل ما يتناوله من ملح الطعام وتجنب الإفراط في تناول الأصناف الرمضانية المقلية والعالية في الدهون والاعتماد على الأغذية المسلوقة والإكثار من الخضروات والفاكهة، حيث إن الدهون الصلبة تمثل خطراً كبيراً على صحة القلب وتساهم فى زيادة الوزن الذى يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

ويعتبر اللبن ومنتجاته المصدر الرئيس لعنصر الكالسيوم الهام لصحة ‏العظام والذي يدخل في وظائف الجهاز العصبي واللازم لانقباض العضلات والضروري لتنظيم ضغط الدم ولعمل جهاز المناعة، كما تحتوي‏ المكسرات على زيوت مفيدة لصحة القلب وغنية بالبوتاسيوم والألياف ‏والماغنيسيوم وهي عناصر مفيدة للتحكم في ‏الضغط.

كما ينصح الأطباء مريض ضغط الدم الصائم بالإقلال من تناول الشاي والقهوة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.

إعداد: وليد صبري