^ العربي: الوضع في سوريا يرقى لجرائم الحرب ^ السعودية: يتعين تمكين السوريين من حماية أنفسهم عواصم - (وكالات): ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 135 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية في مدن عدة، فيما شهدت أحياء عدة في مدينة حلب اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تشن منذ أمس الأول هجوماً لاستعادة السيطرة على المدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي حين دعت المعارضة السورية مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة لوقف “المجازر” بحق السوريين في حلب ودمشق وحمص، كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم يؤكد من طهران أن النظام سيقضي على معارضيه المسلحين في حلب ويشير إلى “التطابق التام” في رؤية القيادتين في دمشق وطهران لما يجري في سوريا. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وصف الوضع في سوريا بأنه يرقى إلى جرائم حرب يمكن أن يتعرض مرتكبوها لمساءلة دولية. وسقط أمس عشرات القتلى في مجمل أنحاء سوريا هم 135 مدنياً و12 مقاتلاً و19 جندياً نظامياً. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن “الهجوم الشامل على مدينة حلب يتواصل”، لافتاً إلى أن الاشتباكات تأخذ طابع “حرب شوارع شاملة”. وأوضح عبدالرحمن أن “ليس كل التعزيزات العسكرية التي استقدمها النظام إلى حلب تشارك في المعركة”، مشيراً إلى أن “جزءاً كبيراً مهمته فرض حصار على المدينة بهدف عزل الأحياء التي يسيطر عليها الثوار عن مناطق ريف حلب” حيث معاقل المسلحين. وأضاف أن “الاشتباكات العنيفة تتواصل في حي صلاح الدين حيث تستخدم القوات النظامية المروحيات في قصف المنطقة”، إضافةً إلى “مدخل مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تقع بالقرب منه قاعدة للدفاع الجوي”. ولفت إلى وصول المعارك إلى وسط مدينة حلب وتحديداً حلب القديمة حيث “يحاول الجيش النظامي استرجاع حي باب الحديد” الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون، موضحاً أن أحياء السكري والفردوس وجسر الحاج تشهد اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضين. من ناحيتها، أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن “قواتنا الباسلة تكبد المجموعات الإرهابية المسلحة في حي صلاح الدين بحلب خسائر فادحة”، بحسب ما نقلت عن مصدر رسمي في المحافظة. وفي هذا السياق، دعا المجلس الوطني السوري أحد أكبر فصائل المعارضة في الخارج إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن من أجل منع حصول “مجازر” بحق المدنيين اتهم النظام السوري بالتخطيط لها في حلب ودمشق وحمص. وكان رئيس المجلس عبد الباسط سيدا دعا الدول “الصديقة والشقيقة” إلى تسليح المعارضين السوريين، مشدداً على وجوب محاكمة الرئيس بشار الأسد لارتكابه “مجازر” بحق السوريين، في وقت يشن الجيش النظامي هجوماً على مدينة حلب في شمال البلاد. وأصدر الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا زهير سالم بياناً جاء فيه “نداؤنا إلى الضمير الإنساني امنعوا المجزرة في حلب قبل أن تصبح خبراً” معتبراً أن “المجتمع الدولي المتمادي في صمته العملي والمكتفي بالتحذير والتنديد شريكاً فيما يقع على الشعب السوري على مدى عام ونصف من قتل وانتهاك”. وأعربت دول غربية أبرزها الولايات المتحدة إضافةً إلى روسيا عن قلقها مما يجري في مدينة حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد، والتي نعمت باستقرار كبير حتى المدة الأخيرة. من ناحيته، دعا قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي، الغرب إلى إنشاء “منطقة حظر جوي” في سوريا، مشدداً على أن مدينة حلب ستكون “مقبرة لدبابات” الجيش النظامي. من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري أن نحو نصف العشرين ألف الذين قتلوا في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية قضوا خلال الأربعة أشهر الأخيرة. وإلى طهران، وصل أمس وزير الخارجية السوري الذي تعاني بلاده من عزلة دولية كبيرة، للقاء عدد من المسؤولين الإيرانيين وعقد مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي، اعتبر فيه أن “كافة القوى المعادية لسوريا تجمعت في حلب لمقاتلة الحكومة وسيتم القضاء عليها بلا شك”، مضيفاً أن “الشعب السوري يقاتل إلى جانب الجيش” ضد المسلحين المعارضين. وأكد الوزير السوري أن “وجهات نظر إيران وسوريا حول الوضع في سوريا متطابقة تماماً”. وأكد صالحي من جانبه ثقته بأن “الشعب السوري سينتصر”، معتبراً أنه في سوريا “نحن نشهد مؤامرة وحشية تنفذها عدة دول على رأسها النظام الصهيوني”. من جانبه، أكد وزير الداخلية السوري محمد الشعار في أول ظهور له على التلفزيون السوري بعد إصابته في الانفجار الذي استهدف مقر مكتب الأمن القومي في دمشق في 18 يوليو الجاري وأودي بحياة 4 من كبار أركان النظام أن “جيشنا الباسل وأمننا الساهر سيقتلعان الإرهاب بكل أشكاله وسيعيدان الأمن والاستقرار إلى ربوع سوريا”. من جهتها، قالت السعودية إنه يتعين تمكين السوريين من حماية أنفسهم ضد الهجمات الحكومية لكنها رفضت التعليق مباشرة على تقرير يفيد بأنها ساعدت في إنشاء قاعدة في تركيا لدعم الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت مصادر خليجية إن السعودية وقطر وتركيا أقامت قاعدة في أضنة جنوب شرق تركيا لمساعدة الجيش السوري الحر في الاتصال والتسليح في الوقت الذي يخوض فيه معارك في المدن السورية الكبرى ضد القوات الموالية للأسد. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن الموقف المعروف جيداً للمملكة هو إمداد الشعب السوري بالمساعدات المالية والإنسانية إلى جانب دعوة المجتمع الدولي إلى تمكينهم من حماية أنفسهم على الأقل إذا لم يستطع المجتمع الدولي ذلك. وقالت المصادر الخليجية إن المركز في اضنة -القريبة من الحدود السورية ومن قاعدة جوية أمريكية في انجيرليك- أقيمت بناء على اقتراح نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبد العزيز بن عبد الله خلال زيارة قام بها لتركيا. وفي أنقرة أكدت تركيا أنها ستتخذ “كافة الإجراءات” لمنع تمركز “خلايا إرهابية” في المناطق الحدودية مع سوريا حيث تتهم أنقره النظام السوري بتسهيل تمركز انفصاليي حزب العمال الكردستاني. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو للقناة السابعة للتلفزيون التركي “لن نسمح بتمركز خلايا إرهابية قرب حدودنا”. وفي الأردن، افتتحت السلطات أول مخيم للاجئين السوريين في منطقة الزعتري بالقرب من الحدود مع سوريا، بينما يستمر تدفق الهاربين من أحداث العنف في الجارة الشمالية. وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن “الهدف من المخيم تخفيف الضغط على السوريين الذين يلجؤون للأردن”، وذلك لدى حضوره افتتاح المخيم،الذي تتسع خيمه البيضاء لنحو 120 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة. وتزامن افتتاح المخيم مع مقتل شخصين بنيران الجيش السوري لدى محاولتهما اللجوء إلى الأردن. ووجه البابا بنديكتوس السادس عشر نداء دعا فيه إلى الوقف الفوري لإراقة الدماء في سوريا مطالباً في الوقت نفسه المجتمع الدولي ببذل كل ما في وسعه للمساعدة في إيجاد تسوية للنزاع في هذا البلد.