أ. د موفــــق عبــــد الـــرزاق

بسم الله الرحمن الرحيم

حمداً لله على نعمائه والصلاة والسلام على رسول الله خير أصفيائه وآله وأصحابه وأوليائه

وبعد..

فقد أضلنا شهر كريم، شهر الطاعة والموسم العظيم، تفتح فيه أبواب الخير لكل راغب، شهر الهبات شهر البركات، شهر أنزل الله فيه القرآن « شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ».

إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين، هكذا جاء في الصحيحين البخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتفتح أبواب الجنة لكثرة الأعمال الصالحة، وتغلق أبواب النار لقلة المعاصي من أهل الإيمان، وتصفد الشياطين فتغلُ فلا يصِلون ولا يخلصون إلى ما يستطيعون إليه في غير رمضان.

شهر رمضان خص الله به هذه الأمة بخصال خمس مكرمة لهم وزيادة في الاختيار لهذه الأمة، حيث روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطهن أمة من الأمم قبلها، خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله كل يوم جنته ويقول: (يوشك عبادي الصالحون ان يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك)، وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة، قيل يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: لا ولكنّ العامل إنما يُوفّى أجره إذا قضى عمله»، والحديث هذا رواه البزاز والبيهقي وإسناده وإن كان ضعيفاً إلا أن له شواهد صحيحة.

إذن هذا الشهر الكريم ينبغي استغلاله فمن فاته الخير فيه فهو في غيره أكثر تهاوناً، ومن استغله فقد حظي بالخير الكثير فلا تفوتكم فرصته فإن مرَّ وانقضى فلا يعود.