شاركت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أمس في “قمة الأعمال العالمية” المنعقدة بقصر الضيافة لانكستر في العاصمة اللندنية، وذلك تلبية لدعوة وزير التجارة والاستثمار البريطاني اللورد غرين. وتشكّل هذه القمة واحدة من أهم قمم الأعمال والاستثمار ضمن حملة “غريت” التي أطلقتها وزارة التجارة والاستثمار، ويشارك فيها عددٌ من الوزارات البريطانية المهتمة بكل القطاعات الحيوية، وانطلقت القمة الأولى أمس بمشاركة وزير الاتصالات والثقافة والصناعات الإبداعية البريطاني إد فيزي وجمعت نحو 200 شخصية من أهم المستثمرين، كبار رجال الأعمال والقياديين في مجال الاستثمار والثقافة والاقتصاد من كل أنحاء العالم، إلى جانب المتخصصين في المبحث الإعلامي وقادة الشركات الكبرى. وركّزت القمة على قطاعات النمو العالمية المختلفة، لتبادل الخبرات والتجارب في خطة تمتد على مدى 6 أسابيع، تسلط الضوء في كل منها على أحد القطاعات الاستثمارية والحيوية. وفي بندٍ عريض، اتخذت جلسة أمس الطابع الثقافي والإعلامي، وتناولت الصياغة الحالية والمفاهيم البصرية المتداولة فيها. وتعمّق المحاورون في مناقشة هذا الحقل تحديداً، في إشارة إلى الجواذب الجمالية والاحترافية في الإعلان، الوسائل الإعلامية المرئية والسمعية والمكتوبة، التصميم والهندسة المعمارية، لاعتبار هذه المكوّنات الواجهة الأولى والخطاب المباشر الذي يتم توارده ما بين الجهات المختصة والعامة، خاصة أن الموارد البشرية هي موضع الاستثمار والتعاطي بالدرجة الأولى. وتطرقت الجلسات إلى مباحث وإشكاليات عدة، تلخص في مجملها التحديات الجماعية التي تواجه العالم أمام عمليات التطوير، وناقش الحضور من روّاد الثقافة والإعلام والتسويق سبل تطوير الشراكات المجتمعية وتفعيل التعاون ما بين مختلف الجهات لتحقيق منجز حقيقي ومتميز في التعاطي البصري والحسي مع المادة الاستثمارية في المعمار والتصميم، إضافةً إلى التركيز على الإعلان والإعلام لكونهما المتلازمين الثابتين لأية عمليات استثمارية واقتصادية. وامتدّت القمة على مدى 3 لقاءات متصلة، بحث الأول العملية الإبداعية واستراتيجيات تحقيق النجاح من خلال الفكرة وعالميتها في الوقت ذاته، دون إغفال البيئة المحلية وأهميتها. كما نوقشت مسائل التحديات والمنافسات المطروحة ما بين الماركات، شركات التصميم وغيرها من المجالات الاستثمارية. وكانت الجلسة الثانية ذات بعد تخطيطي وهندسي في الوقت ذاته، بعنوان “تخطيط الغد بدءاً من اليوم”، وطرح المتداخلون أوراق عمل متعددة حول موقع الذات في المستقبل، وأشكال المدن المقبلة إلى جانب طبيعة العالم المتوقع شكله في مسار هذه التطورات والتغيرات التي تمرّ بها المنطقة سواء على المستوى الفكري أو المعيشي أو الاقتصادي أو الاجتماعي وغيرها من العوامل المؤثرة. وركّزت الجلسة الأخيرة على الدفق الإعلامي والتكنولوجي الذي يعيشه العالم، وأثر هذه الطفرات على الإمكانات والاحتمالات المتاحة، كما ناقشت الروابط العالمية وشبكات التواصل ما بين دول المنطقة في محاولة لاستثمار قوتها وإيجابياتها فيما يعزز المسيرة التنموية.