عواصم - (وكالات): أعلن الجيش السوري الحر الاستيلاء على نقطة استراتيجية قرب حلب تربط الحدود التركية بالمدينة التي بدأ الجيش النظامي السبت الماضي هجوماً للسيطرة عليها، في وقت حصدت أعمال العنف في سوريا عشرات القتلى، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما أفاد المركز الإعلامي السوري بأن جيش نظام الأسد ارتكب مجزرة جديدة في الشيخ مسكين بدرعا راح ضحيتها 30 مدنياً، عبر حرق ونحر عشرات المدنيين.
في الوقت نفسه، ذكر مصدر أمني سوري في دمشق أن القوات النظامية سيطرت على جزء من حي صلاح الدين جنوب غرب مدينة حلب، الأمر الذي نفاه رئيس المجلس العسكري في حلب التابع للجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي، مؤكداً أن القوات النظامية لم تتقدم “متراً واحداً”. وينظر إلى معركة حلب على نطاق واسع أنها ستكون حاسمة في تقرير وجهة النزاع السوري.
في مواجهة هذا التصعيد، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن بلاده التي ستتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي في أغسطس المقبل، ستطلب قبل نهاية الأسبوع الجاري اجتماعاً عاجلاً للمجلس على مستوى وزراء الخارجية. وأفادت تقارير نقلاً عن ضابط منشق، أن الجيش السوري الحر استولى بعد 10 ساعات من القتال، على نقطة استراتيجية شمال غرب مدينة حلب تسمح له بربط المدينة بالحدود التركية.
وانتقد المجلس الوطني السوري المعارض في بيان اتخاذ العالم موقف “المتفرج” إزاء”استعداد النظام لارتكاب أبشع الجرائم بحق 6 ملايين سوري في حلب وريفها”.
واتهم المجلس النظام السوري بشن “حرب إبادة” على بلدة معضمية الشام قرب دمشق عبر قصفها وحصارها، معلناً إياها “مدينة منكوبة”.
ميدانياً في مدينة حمص، أعلن التلفزيون الرسمي السوري أن الجيش النظامي قام بـ “تطهير حي القرابيص من الإرهابيين”.
وفي هذا السياق، قال رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا الجنرال باباكار غاي في مؤتمر صحافي مقتضب في أحد فنادق العاصمة السورية أنه قام بأول زيارة ميدانية أمس الأول إلى حمص والرستن، مضيفاً “شاهدت بنفسي القصف العنيف من المدفعية إضافةً إلى القذائف” في حمص.
وفي هذا السياق، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس أن موكباً كان يقل مراقبين تابعين للمنظمة الدولية وبينهم رئيس بعثة المراقبين الجنرال غاي، تعرض لإطلاق نار من “دبابات تابعة للجيش” السوري.
وقال الأمين العام في تصريح صحافي إن “الجنرال غاي وفريقه كانا هدفاً لإطلاق نار على مرتين، إلا أن أحداً لم يصب في هذين الهجومين”.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف في مقابلة مع صحيفة “التايمز” البريطانية أن الخلافات بين روسيا والغرب بشأن سوريا ليست بالضخامة التي تبدو عليها، معتبراً أنه “ليس من الواضح الدور الذي سيلعبه الأسد في أي حل سياسي مستقبلي”.
سياسياً، عرض الجيش السوري الحر في الداخل “مشروع إنقاذ وطني” للمرحلة الانتقالية ينص على إنشاء مجلس أعلى للدفاع يتولى تشكيل مجلس رئاسي من 6 شخصيات عسكرية وسياسية يدير المرحلة الانتقالية في سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.
وفي لندن، أعلن القائم بالأعمال السوري خالد الأيوبي استقالته من منصبه وقال إنه لم يعد يرغب في تمثيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد بسبب أعمال العنف التي يرتكبها. وأشارت وزارة الخارجية البريطانية في بيان أن الأيوبي أبلغها أنه “ترك منصبه”، واصفة ذلك بأنه ضربة للحكومة السورية.
وتأتي استقالة الأيوبي بعد سلسلة انشقاقات لمسؤولين سوريين كبار في الأسابيع الأخيرة من بينهم دبلوماسيون في العديد من الدول إضافة إلى عدد من كبار ضباط الجيش. واعتبر وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أن النظام السوري “يحفر قبره بيده” عبر شن هجوم على مدينة حلب وممارسة “عنف أعمى” بحق السكان. في هذا الوقت، ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أن الجيش التركي يواصل تعزيز وحداته على الحدود السورية في محافظة كيليس. في هذا الوقت حصدت أعمال العنف في سوريا عشرات القتلى بين مدنيين وعناصر من القوات النظامية ومقاتلين من المعارضة. ودعت منظمة “أطباء العالم” الفرنسية غير الحكومية أطراف النزاع في سوريا إلى احترام قواعد القانون خلال فترة الحرب، مشيرة في بيان إلى أن “تصاعد أعمال العنف في سوريا يؤثر على المدنيين ويستهدف الجرحى والعاملين في القطاع الطبي والمراكز الطبية”.
وذكرت أنه “في أوقات الحرب هناك قواعد يمليها القانون الدولي يجب على كافة أطراف النزاع احترامها”.
في غضون ذلك، أفاد المركز الإعلامي السوري بأن جيش نظام الأسد ارتكب مجزرة جديدة في الشيخ مسكين بدرعا راح ضحيتها 30 مدنياً.
وقال ناشطون إن الاشتباكات المتقطعة مستمرة في الشيخ مسكين، حيث عمد نظام الأسد إلى إغلاق المدينة واعتبارها منطقة عسكرية مغلقة، كما عمد إلى قطع التيار الكهربائي عن السكان.
وقال ناشطون أيضاً إن “البعض ممن قتل جرى نحرهم وحرقهم دون رحمة، وهناك عشرات الجرحى يصعب إسعافهم وعدد من البيوت مدمرة كلياً”.
من جهة أخرى، أعلن وزير الداخلية أحمد بن عبد العزيز أن الحملة السعودية الوطنية لجمع التبرعات إلى سوريا قد جمعت 108 ملايين دولار نقداً.
وذكر المسؤول السعودي أن هناك “50 إلى 70 شاحنة مجهزة بالمواد الغذائية والتموينية ستتوجه إلى الأشقاء السوريين الذين غادروا سوريا عقب الانتهاء من الترتيب اللازم لها”.
وأعلنت قناة الجزيرة القطرية أن مراسلها عمر خشرم أصيب بجروح أثناء تغطيته المعارك بين القوات الحكومية والجيش السوري الحر في مدينة حلب.
وأعلن مصدر دبلوماسي تركي الاثنين أن ضابطاً سورياً برتبة عميد عبر الحدود ليلجأ إلى تركيا ما يرفع إلى 28 عدد الضباط السوريين الفارين الذين تستقبلهم تركيا على أراضيها. وأضاف المصدر أن الضابط وصل برفقة 11 عسكرياً آخرين، مشيراً إلى أن الضابط المنشق هو نائب قائد شرطة اللاذقية.
من جهة أخرى، تؤوي تركيا في مخيمات قريبة من الحدود 44 ألف لاجئ هربوا من أعمال العنف في سوريا. وأعلن مسؤولون أن سوريا أغلقت سفارتها في أستراليا بعد شهرين من قيام السلطات الأسترالية بطرد السفير السوري في كانبيرا بسبب الحملة التي يشنها النظام السوري ضد المناهضين له منذ أكثر من عام.