بقلم: سلمان بوسعيد
أحبتي.. اعلموا بأن الإنسان السعيد هو الذي لا يحمل في قلبه على أحد شيئاً، فينام وهو مرتاح البال، ولذلك فمن أراد السعادة فعليه بتنقية قلبه من الأحقاد والضغائن، وألا ينام إلا بعد ما يصفي قلبه من كل شيء، ويحرص على ذلك ويبتغي الأجر والمثوبة من الله في عمله هذا.
ومن هذا المنطلق؛ يجدر بنا أن نتذكر معاني عظيمة تدعونا إلى التحلي بصفة التسامح والعفو، فإن هذه الصفات متى ما اتصف بها المسلم في تعامله مع الناس فإنه اتصف بصفات حميدة و حسنة، وما أجمل أن يكون التحلي بهذه الصفات يعين في سعادة الإنسان في دنياه فيعيش وهو مرتاح، ومطمئن القلب، ومستريح البال، وقرير العين.
ولا يقف حد السعادة للإنسان المتصف بالعفو في الدنيا، بل تمتد سعادته إلى الآخرة بإذن الله تعالى فالله تبارك وتعالى حث على العفو في مواضع كثيرة من القرآن الكريم كما في قوله تعالى:
{ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى: 40 فـــــــــــــــــإن العفـو لا يضيع عند الله سبحانه وتعالى، بل إن أجر العفو من الله سبحانه ولا يعلمه إلا هو، وما عند الله باق وما عند الناس ذاهب وزائل، فالمسلم يبتغي الأجر من الله وحده، فإن أجر العفو عظيم عند الله تعالى كما قال صلى الله عليه وسلم: (وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا) رواه مسلم(8/21).
ومن جميل منزلة العفو وعظيم قدره بأن ذكرهم الله تبارك وتعالى في معرض ذكر صفات المتقين الذين لهم المغفرة والجنة فقال سبحانه:
{وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134]
وهل يفكر عاقل -تهمهُ مصلحته في الدنيا والآخرة- بألا يعفو عمن أساء له أو أخطأ عليه بعد هذه المنزلة العظيمة التي جعل الله من اتصف بها من أهل الجنة الذين يحبهم الله سبحانه وتعالى؟
ولما كانت هذه نتيجة العفو في الدنيا والآخرة، حري بنا أن نتصف بها، وننشر هذه الثقافة في مجتمعنا المسلم، الذي يرجو ما عند الله سبحانه في الآخرة، ولا ينسى نصيبه في الدنيا.
{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} [القصص: 77]
T: @salmanbusaeed