انبثقت فكرة إنشاء مدرسة متخصصة لنادي برشلونة استناداً إلى نجاح مدرسة نادي أجاكس الهولندي الذي سيطر على الكرة الأوروبية أغلب فترات السبعينات من القرن الفائت ونجاح الكرة الشاملة التي ابتدعها الهولنديون في كأس العالم عام 1974 بألمانيا وما ساعد على تطبيق هذه الفكرة وجود المدرب الهولندي رينوس ميتشيلز في تدريب نادي برشلونة في سبعينات القرن الفائت، بكون ميتشيلز هو أب الكرة الشاملة ومبتكرها، لكن الفكرة احتاجت إلى وقت طويل للنجاح وجني ثمارها، وبدأ النادي يجني ثمارها فعلياً عندما جاء يوهان كرويف لتدريب نادي برشلونة في العام 1988 عندما تقدم باقتراح لرئيس النادي حينها خوسيه لويس نونيز بتطبيق أسلوب نادي أجاكس أمستردام الهولندي في اكتشاف وتدريب المواهب في برشلونة، وتعد أهم مرتكزات معهد اللاماسيا اكتشاف المواهب في عمر صغير، وتدريبهم على الاستحواذ على الكرة و دقة التمرير، و الاستمرار في الاهتمام والعناية بهم حتى يصلوا إلى الفريق الأول.

لقد وفرت مدرسة لاماسيا مئات الملايين من الدولارات للنادي من خلال الاعتماد على أبناء المدرسة دون اللجوء إلى الشراء، أي أن هناك سياسة متبعة بصنع النجم لا شرائه، ولاتزال المدرسة تثبت يوماً بعد يوم أنها واحدة من أعظم المدارس الكروية إن لم تكن أعظمها نظراً لطبيعة النجوم الذين صنعتهم تلك المدرسة والإنجازات التي حققوها سواء فردية أو جماعية. ومن خلال الاطلاع إلى الأسماء الواردة لأهم اللاعبين الذين صنعتهم لاماسيا، فأولئك اللاعبون وخصوصاً الذين تخرجوا من ذلك المعهد خلال الانثي عشر عاماً الأخيرة لا يشكلون فقط العمود الفقري للنادي الكاتلوني المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا عامي 2009-2011 فحسب بل إنهم أيضاً يشكلون العمود الفقري للمنتخب الإسباني المتوج بلقب كأس العالم الأخيرة 2010 إذ ضمت تشكيلة المنتخب الإسباني الفائز بكأس العالم 2010، 9 لاعبين من خريجي تلك الأكاديمية لعب منهم 6-7 لاعبين كأساسيين خلال المونديال وبالتالي فمعهد لاماسيا خدم نادي برشلونة والمنتخب الإسباني على حد سواء، الجدير ذكره أنة في العام 2010 كذلك هيمن نجوم الأكاديمية على جائزة كرة الفيفا الذهبية بعد حصول كل من ميسي تشافي هيرنانديز وأندريس إنيستا على المراكز الثلاثة الأُولى في تلك المسابقة، وفي أكتوبر من عام 2011 تم تغيير مبنى الأكاديمية لمبنى حديث وأكثر تطور لتنتقل تلك الأكاديمية من المبنى القديم المنشأ عام 1702 إلى مبنى بدأ العمل بإنشائه في العقد الأول من الألفية الثالثة وهو مبنى خوان غامبر الذي تم افتتاحة في أواخر العام 2011.

بالتأكيد القائمة طويلة في وضع أشهر ما أنجبته هذه المدرسة كتياغو موتا وريينا حارس ليفربول، ولكني سأضع النجوم التي أبرزت نفسها في عالم المستديرة: غييرمو آمور، وبيب غوارديولا، وفيكتور فالديز، وجيرارد بيكيه، وكارليس بويول، وجوردي ألبا، وسيرجيو بوسكيتس، وتشافي هيرنانديز، وأندريس إنييستا، وليونيل ميسي، وبيدرو رودريغيز، وسيسك فابريغاس.