قال رئيس هيئة شؤون الإعلام الشيخ فواز بن محمد آل خليفة: إن مملكة البحرين تجسد نموذجاً حضاريًا في الوحدة الوطنية والتسامح والتعايش السلمي بين أتباع مختلف الأديان والمذاهب والثقافات، بفضل أجواء الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون، في إطار المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى. وأضاف -خلال استقباله أمس بمقر الهيئة أعضاء الجمعية البحرينية لتسامح وتعايش الأديان وعدد من ممثلي الأديان والمذاهب- أن البحرين ذات خصوصية مميزة في كفالة الحقوق والحريات الدينية وترسيخ روح الود والتعاون وقيم المودة والسلام بين جميع المواطنين والمقيمين، في إطار تجربة رائدة لاحترام حقوق الإنسان بغض النظر عن جنسه أو أصله أو عرقه أو دينه أو مذهبه.
وتابع الشيخ فواز: أن التراحم والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق المواطنة، وكافة الحريات العامة والشخصية والدينية هي دعامات أساسية لنظام الحكم الرشيد في المملكة، مؤكدًا التزام المملكة في سياستها الخارجية بتوطيد أواصر التعاون والصداقة والتفاهم بين الشعوب والأمم والحضارات في إطار الاحترام المتبادل، ونبذ العداوة والصراعات، مشيداً بالتزام الحكومة الرشيدة بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، بتكريس المساواة وتكافؤ الفرص بين الجميع في الحقوق والواجبات في إطار دولة مدنية حديثة ومجتمع حر ديمقراطي.
تدعيم حرية الرأي
وأشار الشيخ فواز إلى حرص هيئة شؤون الإعلام على تدعيم حرية الرأي والتعبير والارتقاء بالرسالة الإعلامية على أسس من المسؤولية والاحترام وعدم المساس بحقوق وحريات الآخرين ومعتقداتهم، وحظر أي دعوة إلى الطائفية أو التحريض على الكراهية والعنف وفقًا للدستور والمواثيق والعهود الدولية المنضمة إليها المملكة.
ولفت إلى أن إسهام مشروع قانون الإعلام الشامل بتعزيز التعددية في الآراء والأفكار على أسس من الاحترام المتبادل والحفاظ على الثوابت الوطنية والحضارية، موضحًا أن المجلس الأعلى للإعلام بعد إنشائه سيكون مسؤولاً عن مراقبة المحتوى الإعلامي لمختلف وسائل الإعلام وتفعيل مواثيق الشرف الصحافية والإعلامية، بما يدعم القيم الوطنية المشتركة ويحظر الدعوات التحريضية الغريبة على إثارة الفرقة والطائفية والكراهية أو الترويج للتعصب والعداوة والعنف.
وأشار الشيخ فواز إلى توجه هيئة شؤون الإعلام نحو تقديم مزيد من البرامج الإذاعية والتليفزيونية التي تعزز اللحمة الوطنية والتآلف المجتمعي وتعبر عن التنوع الديني والمذهبي والفكري والثقافي الذي يميز المجتمع البحريني خلال العهد الزاهر لجلالة الملك المفدى.
حرية ممارسة الشعائر
من جهتهم، رحب أعضاء الجمعية البحرينية لتسامح وتعايش الأديان وممثلو الأديان والمذاهب من المواطنين والمقيمين في المملكة بالدعوة الكريمة من لدن رئيس هيئة شؤون الإعلام إلى حضور هذا الاجتماع، باعتباره نموذجًا مصغرًا للحوار والتفاهم المشترك بين أبناء المجتمع البحريني بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم الدينية والمذهبية والعرقية، وتوجهاتهم الثقافية.
ورفع المشاركون أسمى آيات الشكر والتقدير إلى القيادة السياسية الحكيمة على توافر أجواء الحريات الدينية والإحساس بالأمان والسلام والاستقرار في ظل حرية ممارستهم للشعائر والاحتفالات العقائدية والاجتماعات دون تفرقة بين جميع أتباع الأديان والمذاهب وبحرية تامة، وتمتع الجميع بالخدمات الاجتماعية المتميزة في مجالات الصحة والتعليم، بغض النظر عن الأصل أو الجنسية.
وأكد الحضور من رجال الدين والفكر والعلم والثقافة أن البحرين في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى حاضنة لنموذج التسامح الديني في المنطقة والعالم، وسباقة في التنوع الديني والحضاري والثقافي، وداعمة للمجتمع المدني وتوفير الحياة اللائقة والكريمة والحرية لجميع أبنائها، مؤكدين أن هذه الروح الوطنية الجامعة هي الطريق نحو مواصلة خطوات البناء والإصلاح والتنمية الشاملة.
نموذج للعالم
من جانبه قال راعي كنيسة العذراء مريم الأنبارويش ميساك الأنبابيشوي: إن الشيخ فواز أبدى ترحيبه بالاقتراحات والمطالب التي تقدم بها أعضاء الجمعية حول نشر روح التسامح والمحبة بين الأديان، من خلال المواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي، ونقل ما تتمتع به مملكة البحرين من تعايش بروح السلام والمحبة إلى العالم كافة.
وأكد الأًنبابيشوي أن مملكة البحرين تعتبر نموذجاً يحتذى به في العالم العربي من خلال التعايش والتسامح بين المجتمعات الدينية المختلفة والتي تعيش على هذه الأرض منذ القدم بكل تسامح وتفاهم، تحقيقاً لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يرسخ مفهوم التعايش بين جميع الأديان دون أية قيود، مما يعزز الحوار ونشر ثقافة السلام وهو أمر حرصت مملكة البحرين على تحقيقه عبر سنوات طويلة.
البحرين حاضنة للديانات
ومن ناحيته قال الشيخ د. عبدالله أحمد المقابي: إن المقابلة مع الشيخ فواز امتازت بالألفة والمحبة بين الجميع وتم خلالها مناقشة ظروف كل جالية وديانة تعيش على هذه الأرض الطيبة، وهي أساس العلاقات الأخوية بين أبناء هذا الوطن بكافة أطيافه وأديانه السماوية والذي من خلاله أصبح الأمن والاستقرار ميزة لجذب كل من يدعو إلى هذه الأديان والتسامح بينها والذي أدى إلى تحقيق التطور والازدهار الذي يشهده الوطن في جميع المجالات. وأشار إلى احتضان مملكة البحرين على مر الزمن العديد من الديانات وكفلت الحرية في ممارسة الشعائر الدينية لها، مما كان له الأثر الكبير في تعزيز علاقة المملكة بالعالم والتي تعتمد على الاحترام المتبادل والثقة والتعاون والابتعاد عن التشدد والغلو، مما جعلها مثالاً إيجابيا ونموذجياً للتعايش السلمي بين المسلمين وباقي الديانات الأخرى. كما إن مملكة البحرين على مدى كل الحقب التاريخية التي تعاقبت ومرت عليها، شهدت أن السمة الرئيسة لشعب البحرين هي التعايش والتسامح بين الأديان كونها من القيم الإنسانية الخالدة حتى يومنا هذا. وعلق إمام وخطيب جامع حالة بوماهر بالمحرق الشيخ إبراهيم محمد مطر: تعيش مملكة البحرين منذ القدم الحرية وتكفلها لجميع الأديان لممارسة شعائرهم بكل حرية ويسر، كما تحرص دائماً على تعزيز الحوار ونشر ثقافة السلام في المحافل الدولية، بعيداً عن مظاهر العنف والتمييز.