عواصم - (وكالات): استولى المقاتلون المعارضون في حلب شمال سوريا على 3 أقسام للشرطة في المدينة بعد معارك عنيفة مع عناصرها، فيما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل 40 عنصراً من قوات النظام وعدد من المقاتلين المعارضين. وبلغت حصيلة الضحايا حسب المرصد 133 قتيلاً هم 40 جندياً نظامياً و8 مقاتلين من المعارضة في حلب، و65 مدنياً في مناطق أخرى. في الوقت ذاته، وصف المجلس الوطني السوري المعارض إعلان فصيل جديد للمعارضة السورية في القاهرة عزمه على تشكيل حكومة انتقالية بـ “المتسرع”، معتبراً أن من شأن هذه الخطوة “إضعاف المعارضة”. وقد ذكر المرصد السوري أن “مقاتلين من الكتائب الثائرة قاموا بالاستيلاء على أقسام الشرطة في هنانو وباب النيرب والصالحين بعد اشتباكات عنيفة مع القوات المتحصنة داخلها”. وأشار إلى مقتل 8 مقاتلين معارضين في المعركة و40 عنصراً من الشرطة. كما أشار إلى سقوط عدد من المقاتلين لم يتم توثيق عددهم وأسمائهم بعد في “اشتباكات عنيفة في حي باب النيرب بين مسلحين من ال بري الموالين للنظام ومقاتلين من الكتائب الثائرة”. وذكر المرصد أن حي صلاح الدين جنوب المدينة “يتعرض للقصف العنيف من القوات النظامية السورية”، وأن الاشتباكات مستمرة على أطرافه. كما أشار إلى تعرض حي الميسر “لقصف بالطيران الحربي”، ما “أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان منه”. وأضاف المرصد أن اشتباكات وقعت في حي الزهراء قرب فرع المخابرات الجوية وعن هجمات للمقاتلين المعارضين على مقر المحكمة العسكرية وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي. إلى ذلك، ذكر المرصد أن القوات النظامية شنت حملة دهم واعتقالات في بلدة يلدا في ريف دمشق التي تعرضت لقصف عنيف خلال الأيام الماضية استهدف مجموعات من المقاتلين المعارضين. من ناحية أخرى، استقال القنصل السوري في أرمينيا محمد حسام حافظ احتجاجاً على القمع الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، وتوجه إلى دبي، كما أعلن مصدر من وزارة الخارجية الأرمنية. وأعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن آلاف المدنيين الذين لا يستطيعون مغادرة حلب ثاني مدن سوريا التي تشهد معارك عنيفة، يلجؤون إلى الجامعات والمساجد في العاصمة الاقتصادية للبلاد. وقالت المفوضية في بيان “مع تعرض حلب أكثر مدن سوريا اكتظاظا لعنف أعمى يلجأ آلاف السكان المذعورين إلى مدارس ومساجد ومبان عامة”. ويسجل الهلال الأحمر العربي السوري ومنظمات أخرى يومياً نزوح 300 أسرة تحتاج إلى مساعدة عاجلة بحسب المفوضية. ففي 32 مدرسة تم تسجيل ما بين 250 و350 شخصاً، في حين لجأ 7 آلاف شخص إلى مساكن الطلبة في الجامعات، أي ما مجموعه ما بين 15 و 18200 شخص حالياً في المدارس والجامعات. ودانت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فليمنغ استمرار أعمال العنف في حلب. ويتواصل نزوح السوريين الهاربين من أعمال العنف في بلادهم، وسجلت المفوضية العليا للاجئين 267 ألف سوري منهم 129240 سجلوا لدى المفوضية، غادروا سوريا منذ بداية الانتفاضة حسب ثاني بيان نشرته المنظمة. وبحسب المفوضية التي تقدم أرقام اللاجئين في كل بلد منذ اندلاع حركة الاحتجاج، وصل أكثر من 70 ألف شخص إلى تركيا و150 ألفاً إلى الأردن. وفي لبنان تجاوز عدد اللاجئين السوريين 34 ألفاً لكن يبدو أن الأرقام الحقيقية أكبر بكثير. وفي العراق معظم اللاجئين من الأكراد وعددهم في ازدياد، لكن في الوقت الراهن أحصت المفوضية 12073 شخصاً. وأخيراً في الجزائر اعتبرت المفوضية أن عددهم يتراوح بين 10 و25 ألف لاجئ سوري. من جهتها، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 900 سوري وصلوا إلى أول مخيم للاجئين سوريين في الأردن فتح الأحد الماضي. في الوقت ذاته، طالبت المفوضية الأوروبية بإقرار “هدنة” في سوريا لإجلاء الجرحى والمدنيين، واصفة ما يجري في هذا البلد بـ “المأساة الإنسانية”. وقالت المفوضة المكلفة المساعدة الإنسانية وإدارة الأزمات كريستالينا جورجييفا في بيان “إن سوريا بصدد الوقوع في مأساة إنسانية تذكر بمآسي يوغوسلافيا السابقة”. وأضافت “يجب علينا عدم السماح بتكرار ذلك” مضيفة أنه “ينبغي أن يتمكن المدنيون من مغادرة مناطق المعارك بدون خوف على حياتهم”. وتابعت أنه “يتوجب أن تتمكن المنظمات الإنسانية من الوصول إلى مناطق القتال للقيام بإجلاء الجرحى والمدنيين”. وحذرت من “أن انتهاكات هذه القوانين مثل استهداف المنشآت التي توفر العناية الطبية وطواقمها، تعتبر بمثابة جرائم حرب”. من جهته، وصف المجلس الوطني السوري المعارض بـ “المتسرع” إعلان فصيل جديد للمعارضة السورية في القاهرة عزمه على تشكيل حكومة انتقالية، معتبراً أن من شأن هذه الخطوة “إضعاف المعارضة”. وقال رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا “هذه خطوة متسرعة كنا نتمنى ألا تكون”، مضيفاً أن “تشكيل هذه الحكومة أو غيرها بهذه الطريقة أمر يضعف المعارضة”. وأعلنت في القاهرة ولادة ائتلاف جديد للمعارضة السورية يحمل اسم “مجلس الأمناء الثوري السوري” قام بتكليف المعارض هيثم المالح تشكيل حكومة سورية انتقالية. وعقد مجلس الأمناء الثوري السوري مؤتمره التأسيسي أمس. وفي ختام أعماله، أعلن هيثم المالح أن الائتلاف الذي يضم معارضين مستقلين غير حزبيين، طلب منه تشكيل حكومة انتقالية مقرها القاهرة. من جانبه، أعلن نائب رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال مسعود جزائري أن إيران “لن تسمح للعدو بالتقدم في سوريا”، لكنها لا ترى ضرورة للتدخل في الوقت الحالي، حسبما نقلت عنه صحيفة “شرق”. من جهتها، كشفت صحيفة “الغارديان” أن جهاديين غالبيتهم من المتعاطفين مع تنظيم القاعدة يخططون للانضمام إلى المعركة التي وصفتها بالحاسمة، ضد قوات النظام السوري في مدينة حلب.